كشف الدكتور كرم الله على عبد الرحمن ، نائب الامين العام لجهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج ، عن حجم المعاناة التى يواجهها السودانيون فى الجماهيرية الليبية والتى نتجت عن القرارات الاخيرة التى اتخذتها الجماهيرية فيما يتعلق بتقنين اوضاع الوجود الاجنبى بها مما انعكس سلباً على حقوقهم فى العلاج والتعليم هذا فضلاً عن عدم حوزة بعضهم على الاوراق الثبوتية جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده كرم الله صباح اليوم بالجهاز عقب عودته من الجماهيرية والتى زارها فى الفترة من الثالث والعشرين من اكتوبر الماضى وحتى الثالث من نوفمبر على راس وفد جهاز المغتربين وذلك للتحضير للمرحلة المقبلة من مراحل برنامج العودة الطوعية للسودانيين بالجماهيرية الليبية الذى ينفذه الجهاز بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة ، الى جانب الوقوف على احوال الجالية هناك ومعالجة قضاياها مبيناً ان السودانيين بالجماهيرية لهم ظروفٌ خاصةٌ ، وعدد نائب الامين العام لجهاز المغتربين حجم ونوعية المشاكل التى يواجهها السودانيون هناك والتى تتمثل فى مشاكل الهوية واسلوب الهجرة الى الجماهيرية والتعاقد الى جانب مشاكل التعليم والصحة وارتفاع تكاليف المعيشة التى يواجهها ضعف دخولهم مما جعلهم فى حاجة ماسة الى الى التعايش مع الوضع الجديد والذى وصفه بانه قد اصبح غير ممكنٍ ولذا كان لابد ان يعود السودانيون من هناك اذ اصبحت الاستمرارية مستحيلة ، واستطرد كرم الله موضحاً ان السودانيين عقب صدور القرارات هم الوجود الاجنبى الوحيد بالجماهيرية الذين لم يوفقوا اوضاعهم مما دعا السلطات الليبية الى ايداعهم السجون وفيما يتعلق بقضية الطلاب السودانيين بالجماهيرية اوضح ان عدداً منهم اضطروا الى قطع الدراسة بالمراحل المختلفة والجامعية بصفة خاصة نسبة لان تكلفة التعليم اصبحت مرتفعةً جداً ، وفى هذا الخصوص ابان كرم الله انه تمت معالجة وضع سبعة وستين طالباً وطالبةً حيث تم الحاقهم بالجامعات السودانية ، وفى هذا السياق اكد كرم الله اهمية ايفاد وفد من وزارة التعليم العالى للنظر فى امر معادلة الشهادة السودانية بالليبية بالنسبة للطلاب الدراسين بالمدارس السودانية بالجماهيرية هذا الى جانب ارتفاع الرسوم الدراسية والتى اوضح نائب الامين العام فى شأنها انها تحتاج الى عقد برتوكول خاص وفى الصعيد ذاته ابان الدكتور كرم الله على عبد الرحمن ، نائب الامين العام لجهاز المغتربين ان الوفد عقد عدة لقاءات مع الجاليات السودانية فى المنطقة الغربية والشرقية فى كلٍ طرابلس والكفرة وبنغازى حيث تم التعرف على قضاياها وعكس الوضع الراهن فى السودان فيما يتعلق بقضية الاستفتاء وتقرير المصير واعلن نائب الامين العام لجهاز المغتربين خلال حديثه للمؤتمر الصحفى عن نتائج الزيارة حيث ابان انه تم الاتفاق مع الاجهزة الامنية الليبية على ايقاف الحملات اثناء تحركات السودانيين فى العودة الطوعية وتصفية حقوق السودانيين بالصورة المثلى الى جانب الاعلان عن الوظائف من خلال التعاقد الرسمى اسوةً بدول الخليج واعتماد وثائق السفر للذين فقدوا اوراقهم او الذين لا يملكونها وفى المنحى اوضح كرم الله اهمية ايفاد وفد من السجل المدنى والجوازات لاستخراج الاوراق الثبوتية مبيناً انه فى هذه الحالة لابد من توفر عامل تقليل التكلفة اذ ان السودانيين هناك لا تقوى دخولهم على مواجهة تكلفة استخراج الاوراق من جانبه كشف الاستاذ صابر عبد الله عوض ، مدير ادارة قضايا العمل والعمال بجهاز المغتربين ، عضو الوفد عن احصائية الموقوفين السودانيين بالسجون الليبية والجرائم المدانون فيها حيث انه يوجد تسعةٌ وخمسون موقوفاً بسجن الكويفية تتراوح احكامهم ما بين الاعدام والمؤبد بجرائم السرقات والهجرة غير المشروعة مبيناً فى ذات الاتجاه انه حين يتم تخفيض العقوبة من الاعدام الى المؤبد يتم تحديد فترة توقيف زمنية تتراوح ما بين اثنى عشر الى خمسة عشر عاماً فى الوقت الذى لا توجد فيه اتفاقية موقعة بين السودان والجماهيرية تعنى بتحويل الاحكام والمحكومين لاستكمال فترة العقوبة بالسودان وتم خلال المؤتمر عرض فيلم توثيقى يبين حجم المأساة والخطورة التى تكتنف الهجرات غير المشروعة الى الجماهيرية حيث اظهر الفيلم مجموعة من ضحايا هذه الهجرات متناثرةً فى الصحراء الليبية.