انطلقت في العاصمة البريطانية لندن مراسم حفل زفاف الأمير وليام على كيت ميدلتون في مراسم بكنيسة وستمنستر، وتبادل وليام -28 عاما- وكيت -29 عاما- العهود أمام قرابة ألفي ضيف في الكنيسة في مراسم تابعها الملايين على شاشات التلفزيون وعلى الإنترنت. وأعلن روان وليامز كبير أساقفة كانتربري والزعيم الروحي لكنيسة إنجلترا رسميا زواج وليام وكيت. وانتظرت حشود في خيام في لندن وتدفقت شخصيات أجنبية بارزة من مختلف أنحاء العالم؛ لحضور حفل زفاف القرن بين الأمير وليام وكيت ميدلتون اليوم الجمعة 29 إبريل/نيسان؛ الذي ينتظر أن يكون زواجا في غاية الفخامة ليضع العائلة الملكية في بؤرة الأضواء بالفعل. وإحياء لذكرى الأميرة ديانا أم وليام؛ التي قتلت في حادث سيارة في باريس في 1997م، اختار الزوجان بدء الترانيم بالترنيمة الأخيرة التي أنشدت خلال جنازتها في كنيسة "وستمنستر ابي" حيث سيتزوجان. وحضرت ميدلتون -29 عاما- تجربة أخيرة للمراسم يوم الخميس 28 إبريل/نيسان في الكنيسة التي شهدت تتويج الملوك منذ عام 1066م، في حضور الأخ الأصغر لوليام الأمير هاري. وقال وليام -28 عاما- وهو الثاني في ترتيب سلم العرش، وكيت، في رسالة إلى محبيهما في أنحاء العالم طبعت في برنامج هدايا تذكارية رسمي: "نشعر بسعادة غامرة لانضمامكم إلينا في الاحتفال، بما نأمل أن يكون أحد أسعد أيام حياتنا". وسيكون ألتون جون، صديق ديانا الذي غنى "شمعة في مهب الريح" في جنازتها، ضيفا يوم الجمعة، كما أهدى وليام "كيت" خاتم خطوبة والدته المرصع بالياقوت والألماس. وكان رد الفعل الفاتر من الأسرة الملكية إزاء وفاة ديانا متناقضا بصورة صارخة مع الحزن الشعبي الشديد، وشكل ذلك وقتا عصيبا في علاقة العائلة المالكة بالجمهور. وينظر إلى زواج وليام من ميدلتون التي تنتمي لأسرة ثرية من الطبقة المتوسطة، وليست الأرستقراطية، على أنه يعيد البريق مجددا إلى علامة تجارية باهتة وشبهها بعض المعلقين بديانا. الاعلان رسميا عن زواج وليام وكيت مخيمات بالشوارع وأقام نحو 200 شخص مخيما مؤقتا في الشارع بالقرب من الكنيسة، وجرى تعليق الأعلام البريطانية وصور الزوجين على الخيام بالإضافة إلى لافتات كتب على بعضها "الجو بارد لكن الأمر يستحق". وقالت شيري زيلكي -55 عاما- التي جاءت من كندا لمشاهدة الحدث الذي استقبله الجمهوريون بلامبالاة، في حين أثار اهتماما كبيرا من الملكيين: "أنا كاتبة رومانسية لذا كان علي أن آتي لمشاهدة أكثر الأحداث رومانسية في العالم". ويتوقع مسؤولو شركات سياحة أن يصل إجمالي عدد زوار العاصمة لمتابعة الحدث إلى نحو 1.1 مليون شخص؛ ما سيدر دخلا يصل إلى 50 مليون جنيه إسترليني (80 مليون دولار). وسيجري تشديد الأمن، وتقوم الشرطة بعمليات تفتيش في الطرق. وينظر خبراء أمنيون إلى المتشددين الإسلاميين والجمهوريين الأيرلنديين والفوضويين على أنهم يشكلون خطرا محتملا. وفي أنحاء لندن تجري الاستعدادات على قدم وساق؛ حيث ترفرف الأعلام والرايات بالألوان الحمراء والبيضاء والزرقاء على المباني والمتاجر. وتتكرر المشهد نفسه في مدن وبلدات وقرى في أنحاء البلاد، وقالت الحكومة: إن نحو مليوني شخص سيشاركون في حوالي 5500 حفل بالشوارع. غير أن بعض البريطانيين لم يكونوا مبتهجين، إما لا مبالاة بالحدث، أو رفضا له بشكل فعلي؛ نظرا لأن الزفاف يأتي في وقت تمضي فيه الحكومة في خطة تقشف تشمل تخفيضات كبيرة في الإنفاق، والتخلي عن عدد كبير من الوظائف. وفي حين ستتحمل العائلة المالكة وأسرة ميدلتون تكاليف المراسم والاستقبال، إلا أن دافعي الضرائب سيتحملون فاتورة أخرى تشمل تكاليف الأمن. وأظهر مسح أجراه مركز "أبسوس إم.أو.آر.إي" لصالح رويترز أن 47% من البريطانيين؛ إما غير مهتمين بشدة أو غير مهتمين بالمرة بالحدث. ويقدر بعض خبراء الاقتصاد تكلفة العطلة العامة الإضافية بمليارات الجنيهات، وقال أحدهم: إنها ستقلص نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني بواقع ربع نقطة مئوية. ووصل إلى العاصمة البريطانية ما قدر بنحو 8000 صحفي لتغطية الزفاف؛ الذي سيتابعه نحو مليار شخص في أنحاء العالم عبر شاشات التلفزيون.