الحركة تنسحب للمرة الثانية من أعمال رصد ومطابقة نتائج مراكز الإقتراع إنسحبت الحركة الشعبية، من عمل اللجان المختصة بمراقبة عمليات الفرز بالمراكز في ولاية جنوب كردفان، بعد الثالثة من ظهر أمس، بسبب ما أسمته تغييراً في دائرة (تجيرة) بغرب كردفان. وأوضحت مصادر بالولاية ل (الرأي العام) أمس، أن الحركة إحتجت، وقالت إنها لم تكن حاضرة عند إجراء التغييرات التي حدثت بزيادة مراكز الفرز، وشككت في مصداقية العملية، وقالت إنه إذا لم تتم معالجة بعض النقاط هناك فإنها لن تعود للجانٍ، فيما إعتبر المؤتمر الوطني أن خطوة الحركة تأتي في إطار المماطلة السياسية، بينما حذرت القوى السياسية من خطورة الموقف إذا سار على هذا المنوال، وفيما طالبت الحركة بإلغاء نتيجة أحد المراكز، أكدت اللجنة العليا للإنتخابات أنه ليس من سلطاتها ووجهت الحركة بتقديم إعتراضاتها للجهات القانونية المختصة في المرحلة المحددة لتقديم الطعون. وأشار المصدر إلى أن (14) حزباً إستنكرت إحتجاج الحركة لأنها حضرت عملية زيادة المراكز، وغابت في إستراحة قصيرة وعادت، وقالت إنه لا يمكن أن تتم عملية تزوير بحضورها وحضور الأمن، وأشارت إلى أنه لا يجب أن يؤخذ برأي الحركة في كل شئ، وأنها ستصدر بياناً توضح فيه موقفها. وفي السياق، قال آدم عابدين رئيس لجنة الإنتخابات بالولاية ل (سونا) أمس، إن العمل بدأ صباح أمس بإستلام المظاريف وتنزيل الأرقام التي نالها كل حزب، وإستمر العمل إلى حين موعد صلاة الظهر، وعند العودة للقاعات لمواصلة العمل غاب منسوبو الحركة الشعبية، وعادوا بعد فترة ليست بالقصيرة، وذكروا أنهم تقدموا بمذكرة للجنة العليا، طالبوا فيها بإلغاء نتيجة مركز (كدام) بالدائرة (25)، وأفادوا بأن لديهم إتفاقاً مع المفوضية القومية بأن يتم البت في أي إعتراض حول أي مركز من المراكز في حينه. تفاصيل ص 3 وأكد عابدين، أنه وبحسب القانون، فإن اللجنة التي تنتهي من الفرز بالمركز وبعد أن يوقع جميع الوكلاء على النتيجة فإنه ليس من حق اللجنة إلغاء النتيجة، وزاد بأن نتائج المراكز أصلاً سبق وأن نشرت بالمراكز وباتت معلومة للجميع، وأضاف أنه وفي إثر هذا قررت الحركة الشعبية الإنسحاب، ووعد منسوبوها بتسليم خطاب مكتوب بهذا الشأن للجنة العليا بالولاية لتقوم بدورها برفعه للمفوضية. وأوضح أنه كان تم التوصل إلى إتفاق مع الحركة لتخطي مركز (كدام) في هذه المرحلة والإنتقال إلى مركز آخر، وتم البدء بالفعل في مركز (الفولة)، ولكن بعد إستراحة الصلاة لم يعد أعضاء الحركة. من جانبه قال عثمان بشرى ممثل المؤتمر الوطني في لجان الفرز، إنه وضح جلياً الآن من موقف الحركة أنها تماطل بالدخول في الإجراءات، وتسعى بكل الطرق لعرقلة العملية بصورة كلية، وأكد حرصهم على التحول الديمقراطي وإستدامة السلام، وأضاف : نعتقد أن الحركة لا تريد الإستقرار بالمنطقة وألا تخطو الولاية للأمام، وأوضح أن الأحزاب السياسية كافة تأكد لها من خلال المجريات، أن الحركة تحاول جر الجميع إلى مضابط أخرى. وأضاف أن ما يجري من الحركة يأتي في إطار المماطلة السياسية، وليس هناك مبرر منطقي لإنسحاب الحركة. وفي الأثناء، قال بشير أحمد شلعي ممثل القوى السياسية والمستقلين، إن العمل لن يتقدم للأمام إذا سار على هذا المنوال في ظل حالة الشد والجذب التي تعيشها العملية الإجرائية، وقال إن على المفوضية أن تتخذ القرار الذي يضمن إستمرار العملية، وأشار إلى أهمية الإبتعاد عن الأجواء التي تثير التوتر والبلبلة، وأضاف أن العملية الإنتخابية بطبيعة الحال لا تخلو من كاسب وخاسر وعلينا القبول بالنتيجة أياً كانت. من جهته، قال قمر دلمان مستشار رئيس الحركة الشعبية بالولاية، إنه تم خلال الإجتماع بين رئيس الحركة والمفوضية، الإتفاق على وجود مندوب من المفوضية القومية للإنتخابات للبت في أي إعتراضات إدارية تقدم من قبل القوى السياسية، وأضاف حسب (مرايا) أمس، أن المندوب ليس هنا الآن، وأن اللجنة العليا للإنتخابات بالولاية تجاوزت الإتفاق الذي تم أمس الأول، ولم تنظر في الإعتراضات الإدارية التي تقدمت بها الحركة، وبررت بأنها لا تمتلك حق إلغاء أية دائرة ، وإنسحبت الحركة من اللجان الثلاث لحين وصول مندوب المفوضية القومية أو البت في الإعتراضات التي تقدمت بها. على صعيد متصل، إستنكرت القوى السياسية تغييب المفوضية القومية لها خلال الزيارة التي قامت بها أمس الأول للولاية، ولقائها بالشريكين كلاً على حدة، وأكدت خلال مذكرة رفعتها لمفوضية الإنتخابات، ضرورة إستصحابها كقوى حية ومشاركة بالعملية في المتعلقات بشأن العملية الإنتخابية.