إنسحبت الحركة الشعبية للمرة الثانية من أعمال رصد ومطابقة نتائج مراكز الإقتراع في إنتخابات جنوب كردفان ، وطالبت بإلغاء نتيجة أحد المراكز ، الأمر الذي قالت اللجنة العليا للإنتخابات إنه ليس من سلطاتها ووجهت الحركة الشعبية بتقديم إعتراضاتها للجهات القانونية المختصة في المرحلة المحددة لتقديم الطعون. وإعتبر المؤتمر الوطني خطوة الحركة الشعبية تأتي في اطار المماطلة السياسية ، وحذرت القوى السياسية من خطورة الموقف إذا سار على هذا المنوال في ظل حالة الشد والجذب التي تعيشها العملية. وأوضح رئيس اللجنة العليا للإنتخابات بالولاية آدم عابدين في تصريح صحفي أن العمل بدأ صباح أمس باستلام المظاريف وتنزيل الارقام التي نالها كل حزب واستمر العمل إلى أن حان موعد صلاة الظهر ، وعند العودة للقاعات لمواصلة العمل غاب منسوبو الحركة الشعبية وعادوا بعد فترة ليست بالقصيرة وذكروا بأنهم تقدموا بمذكرة للجنة العليا طالبوا فيها بإلغاء نتيجة مركز كدام بالدائرة 25 ، وأفادوا بأن لهم إتفاق مع المفوضية القومية بأن يتم البت في أي اعتراض حول أي مركز من المراكز في حينه. وأكد عابدين أنه وبحسب القانون فإن اللجنة التي تنتهي من الفرز بالمركز وبعد أن يوقع على النتيجة جميع الوكلاء فإنه ليس من حقنا كلجنة إلغاء هذه النتيجة ، وأضاف" أن نتائج المراكز أصلا سبق وأن علقت بالمراكز وباتت معلومة للجميع " ، مشيراً الي أنه على إثر هذا قررت الحركة الشعبية الإنسحاب ، ووعد منسوبوها بتسليم خطاب مكتوب بهذا الشأن للجنة العليا بالولاية لتقوم بدورها برفعه للمفوضية . وأشار عابدين الي أنه كان قد تم التوصل إلى إتفاق مع الحركة لتخطي مركز كدام في هذه المرحلة والإنتقال إلى مركز آخر ، حيث تم البدء بالفعل في مركز الفولة ولكن بعد استراحة الصلاة لم يعد أعضاء الحركة الشعبية. ومن جانبه قال ممثل المؤتمرالوطني في لجان الفرز عثمان بشرى أنه وضح جليا الآن من موقف الحركة الشعبية أنها تماطل في الدخول في هذه الاجراءات ، وتسعى بكل الطرق لعرقلة العملية بصورة كلية ، وأكد حرصهم في المؤتمر الوطني على التحول الديمقراطي واستدامة السلام ، وأضاف "نعتقد أن الحركة الشعبية لا تريد الإستقرار بالمنطقة وأن لاتخطو الولاية للأمام" ، مشيراً الي أن كافة الأحزاب السياسية تأكد لها من خلال هذه المجريات أن الحركة الشعبية تحاول جر الجميع إلى مضابط أخرى ، وقال ان المؤتمر الوطني وكافة القوى السياسية تعمل مجتمعة على تحقيق التحول الديمقراطي وأضاف أن مايجري الآن من الحركة الشعبية يأتي في اطار المماطلة السياسية وليس هناك مبرراً منطقياً لانسحاب الحركة. وقال بشري أن ما يتم الآن عملية إجرائية لتلاوة ورصد نتائج المراكز ومطابقتها وعلى كل حزب تدوين ملاحظاته حول العملية برمتها وتقديمها في شكل طعون للجهات القانونية المعنية لاحقاً للبت فيها. ومن جانبه قال ممثل القوى السياسية والمستقلين بشير أحمد شلعي أن العمل لن يتقدم للأمام إذا سار على هذا المنوال في ظل حالة الشد والجذب التي تعيشها العملية الإجرائية ، وقال ان المفوضية عليها الآن أن تتخذ القرار الذي يضمن استمرار العملية ، مشيرا إلى أهمية الإبتعاد عن الأجواء التي تثير التوتر والبلبلة ، والعمل على إخراج الولاية من الكابوس الذي يجثم عليها ، وأضاف أن العملية الإنتخابية بطبيعة الحال لا تخلو من كاسب وخاسر وعلينا القبول بالنتيجة أيا كانت. ورمى عضو الأمانة السياسية بتنظيم الإخوان المسلمين أحمد قرشي بالكرة في ملعب المفوضية القومية لإخراج العملية من المنزلق الذي تجرها الحركة إليه ، مؤكداً أنهم ضد توقف العمل باللجان الثلاث ، محملاً اللجنة العليا مسؤولية هذا التوقف. وقال مستشار رئيس الحركة الشعبية قمر دلمان أنه خلال الإجتماع الذي تم بين رئيس الحركة والمفوضية تم خلاله الإتفاق على تواجد مندوب من المفوضية القومية للإنتخابات للبت في أي إعتراضات إدارية تقدم من قبل القوى السياسية ، واضاف أن هذا المندوب ليس هنا الآن وأن اللجنة العليا للإنتخابات بالولاية تجاوزت الإتفاق الذي تم بالأمس ولم تنظر في الإعتراضات الإدارية التي تقدمت بها الحركة ، وبررت ذلك بأنها لا تمتلك حق إلغاء أي دائرة ، عليه انسحبت الحركة من اللجان الثلاث لحين وصول مندوب المفوضية القومية أو البت في الإعتراضات التي تقدمت بها. وعلى صعيد متصل استنكرت القوى السياسية تغييب المفوضية القوميه لها خلال الزيارة التي قامت بها يوم أمس الأول للولاية ولقائها بالشريكين كلاً على حده ، وأكدت خلال مذكرة رفعتها للمفوضية القومية للإنتخابات ضرورة إستصحابها كقوى حية ومشاركة في العملية في كافة المتعلقات بشأن العملية الإنتخابية