تحول ملتقى النيلين للشعر ِ العربي إلى مبارزة ٍ شعرية ٍ طغى عليها واقع ُ التحولات ِ السياسيةِ التي تعيشُها الدولُ العربية على وقع الثورات المتتالية. فمن الاردن والسعودية ِ ومصر َ والعراق ِ ودول ٍ عربية ٍ أخرى تبارى الشعراء ُ في إعادة ِ مجد ِ الكلمة ِ بعد َ عصور ٍ من صمت ِ المنابر، بإلقائهم العديد من القصائد. و كان الاحتفال ُ صاخباً بصوت ٍ أردني ٍ ألهبَ حماسة َ الحاضرين وأعاد الشعر َ مرة ً أخرى إلي ساحة ِ المدح ِ بعدَ أعوام ٍ من سيطرة ِ الذم والرثاء، لكن المدح َ هذه المرة َ كان للشعوب ِ العربية بصوت الشاعر الأردني أيمن العتوم أثناء مدحه الثورات العربية. ثم انتشل هلال الفارع الشاعر ٌ الفلسطيني ٌ الحضور َ من نشوة ِ الثورات، وأرسل بحراً حزيناً من الشعر ِ خص به مدينتَه الخليل معلنا عجز َ الشعر في زمن ِ الاحتلال. كما تغنى الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد من أرض ِ الرافدين بحب ِ النيل ِ والفرات بمقطع شعري يبرز عدم وجود فرقَ بين نهر ٍ ونهر ٍ في خيال ِ الشعراء. وتغنى عبد الرازق بشعره قائلا "الرومانسية ُ وشعر ُ الغزل ِ لم ينالا حظَهما في تلك الامسيات ِ التي فضل شعراؤها مواكبة َ موجة ِ الثورات ِ والمتغيرات" فعودة ُ الشعر ِ والشعراء ِ إلي ملتقى النيلين ايقظ ثبات َ الراهن ِ الثقافي وبث الحيوية َ في أجواء ِ صيف ِ الخرطوم ِ الحارة حيث شهدت العاصمة ِ السودانية ملحمة ٌ شعرية ٌ عربية حملت اسم ملتقى النيلين وليال ٍ احتشدتْ بعشاق ِ الكلمة ِ استراحت فيها الخرطوم ُ من الزخم السياسي المتلاحق.