أن يصبح السيد ابن السيد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني سيداً علينا للستين عاماً القادمة مافي مشكلة ولكن أن يكون رئيساً علينا تحت التدريب للفترة القادمة فواحد من اثنين، أو إبراز شهادة خلو طرف من الخدمة الإلزامية أو المعاينة الشفافة لسيرته الذاتية التي يوضح فيها أين وُلد وأين درس الابتدائي حتى الثانوي وأين يعيش وكم من أيام السنة يقضيها في القاهرة ومكة وحلة حمد ببحري؟!! وما هي الطرق التي مر عليها في الخرطوم فقط ناهيك عن الولاية غير طريق حلة حمد المطار؟! لا نريد أن نسأل عن أين كان وقت معارك الميل أربعين وجبل ملح وملحمة توريت ولا عن أشهر شهدائنا ولكن نريد فقط أن نسأله ماذا يعرف عن أزمات البلاد اليوم في النيل الأزرق وجبال النوبة وتحديات التنمية وقفة ملاح اتباعك في مساوي والختمية؟! وهل تعلمت أولاً وتعودت على إدخال يدك في فتة وعصيدة كسرة وزيرنا السخنة؟! أنا شخصياً رغم أني متابع أول مرة أرى فيها صورة السيد الجديد ومتأكد أن «99.9%» من السودان بمن فيهم المراغنة والاتحاديون وغالب الخلفاء لم تتح لهم الفرصة ليسمعوا حتى عن الاسم الجديد للسيد بن السيد وطبعاً ليست لدينا الشجاعة والجرأة الكافية لنسأل لماذا لم يكن مساعد الرئيس للاتحادي الديمقراطي هو السيد علي نايل مثلاً؟! وهو درق أو حائط الصد الأول لكل من يذكر مولانا بخير كان أو شراً.. أو حتى لماذا لم يكن مساعدنا هو محمد الحسن بن الميرغني فعلى الأقل شفناه في التلفزيون وقد تم تدشينه ليكون خليفة للسيد محمد عثمان على أنغام «متين نمشي للخرطوم نستريح وكل جمعة نزور الضريح» أو لماذا لم يكن المجذوب؟!!! فمن أين يأتي هؤلاء؟.. أول مرة نرى ونسمع أن للسيد محمد عثمان الميرغني ابناً اسمه جعفر الصادق بعد أن علمنا في وقت قريب بالسيد محمد الحسن الميرغني!! وذلك بعد أن رأيناه ويده على المصحف مساعداً للسيد الرئيس ولعله «الجبهجي» فقد علمنا أن للسيد الميرغني ابناً جبهجياً مخزنًا لمثل هذا اليوم فالسيد الأمير عبد الرحمن الصادق الذي سُمي على جده عبد الرحمن المهدي طيب الله ثراه معروف لدينا ضابطاً بالقوات المسلحة واندرش في ميادين بيادة وادي سيدنا يتعب ويعرق ويمشي في الأسواق ويركب الخيل ولكننا وللحقيقة لم نر قط ابناً للسيد الميرغني يدرس معنا أو يركب معنا طرق العاصمة تحت شمسها الحارقة ولا نعرف وللعلم فقط أين أكمل تعليمه ومراحله ولا أين عاش طفولته وزهرة شبابه!! فأدروب يريد أن يعرف شيئاً عن خليفته وسيده الجديد وكذلك أهل مساوي.. فالذي يريد أن يحكمنا ويتحكم فينا عليه أن يقدم ولو جزءاً من سيرته الذاتية ولا نشتط ونطالبه بما يسأل عنه أي سوداني يريد أن يترشح لوظيفة في الخدمة العامة صغرت أو كبرت ولا نطالبه بشهادة خلو طرف من الخدمة الوطنية والإلزامية ناهيك عن مناطق العمليات ومتحركاتها وبالتالي يكون سؤاله عن معرفة قرورة وهمشكوريب بدعة وترفًا ولا عن من احتلها بجيش الفتح وحركة التمرد في التسعينيات التعيسة ولكن فقط نريد أن يقول لنا من أين جاءنا وإلى أين يريد أن يسوقنا والذي يريد أن يتسيدنا عليه أن يبقى معنا هنا بخيرنا وشرنا ولا يولي شطره صالة المغادرة كلما غضب أحدهم سياسياً أو مناخياً بسبب «كتاحة» أو انقطاع ماء أو كهرباء.. فالذي تعودنا عليه من السيد الميرغني الكبير أنه لا يصبر على أن يبقى بين ظهرانينا أكثر من شهر في السنة وكل بقية المواسم يكون إما في فلل الإسكندرية ودار التكية أو بالمدينة المنورة وعمارات جدة ولا يكون معنا إلا قليلاً ولا نريد للجدد أن يحذوا حذوه.. وأيضاً لا نريد له أن يكون قليل الكلام والفعل فالسيد محمد عثمان الميرغني طيلة خلافته لم نسمع منه غير عبارتين شهيرتين أولاهما «الآن احكم الحصار لا فكاك.. سلم تسلم» وذهبت قولته هذه مع رياح ترجعون للسيد الصادق المهدي والثانية عقب نتائج الانتخابات الأخيرة وفرزها ولم يجد صوتاً في معقل ديار سيدي الحسن في كسلا وسأل متهكماً بمطار الخرطوم وهو في طريقه إلى القاهرة «أين ذهب الذين استقبلونا في الشرق أيام الحملة الانتخابية.. هل أخذهم القاش؟!! وهذا ليس موسمه!!».. وحتى لا نظلمه فقد قال مقولة أخيراً عند مشاورته في الدستور اعترض على أن تكون الشريعة هي المصدر الأول والأساسي للدستور!! وأصر على أن تكون مصدراً فقط من مصادر الدستور التي اقترح أن يتصدرها العرف والتقاليد والعادات مهما اختلفت أو اتفقت مع الشريعة!! وبهذه المناسبة إن كانت مشاركة الاتحادي على هذه الاشتراطات فنحن نبشرهم من الآن بالسقوط والرحيل لأن هذا الشعب الذي ذهب غالب خياره في سبيل هذا الدين لن يبصم ويصادق على مثل هذا الدستور الذي يقترحه الميرغني وعلي السيد وأبو سبيب.. ونصيحتنا للسيد جعفر الصادق إن كان يريد الخير لنا وله ألا يسير على ما وجد عليه آباءه الأولين.. فالميرغني الكبير كان أبعد منطقة زارها وتفقدها في ولاية الخرطوم منطقة اللاسلكي الحلفاية وأوصلها إليه الشديد القوي سيول 1988م عندما استنجد به ختمية الازيرقاب حتى لا يكسر أهل الدروشاب والسامراب «الظلط» واعفاشهم وأبناؤهم على قضيب السكة حديد.. وعليه أن يعرف أن هناك أحياء غير الضريح اسمها السلمات والكلاكلات ودردوق ولا نسألك عن «أبو دليق» حتى لا نحمِّلك ما لا تطيق ولا ترضى.. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل الانتباهة - عثمان محمد يوسف الحاج