قال برنستون ليمان مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السودان وجنوب السودان المتنحي، إنه يحس مع نهاية فترة عمله بخليط من التفاؤل والتشاؤم حول مستقبل العلاقات بين السودان والجنوب، وأوضح أن أساس المشاكل بين الجانبين هو عدم الثقة وكل طرف يحاول زعزعة الآخر، وأضاف بأن حكومة الرئيس عمر البشير لم تلتزم بتنفيذ وعود كانت عقدتها مع الحكومة الأمريكية، وان الولاياتالمتحدة قلقة على الوضع في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأوضح ليمان في حوار نشرته (الشرق الأوسط) أمس أن حكومة الجنوب تحتاج لبذل جهود كبيرة لإرساء نظام للحكم ولحكم القانون ولحفظ النظام ولخدمة مواطنيها، وقال إن هنالك قادة في الجنوب يتصرفون وكأنهم لا يزالون يحاربون الشماليين في الغابة، وأضاف: أحياناً أتشاءم وأقول إنّ الحركة الشعبية يمكن أن تقبل ليس فقط إنتحاراً اقتصادياً ولكن أيضاً انتحاراً سياسياً، وتفكر الحركة وكأنها جيش تحرير يمكن أن يعود إلى الغابة ويحارب، بصرف النظر عن مصير بقية المواطنين. ووصف ليمان حل مشاكل الجنوب بالأمر الصعب والمُعقّد، وبرّر لعدم وصول دولتي السودان إلى حل بشأن القضايا الخلافية خاصة الحدود وأبيي والنفط وغيرها لسبب وجود دولتين مستقلتين، كل دولة تريد تحقيق مزيد من الانتصارات لها (ما جعل مهمتنا أصعب، لأننا نتفاوض الآن مع دولتين مستقلتين)، وأكد أن الإدارة الأمريكية لم تعادِ حكومة السودان وانحاز نحو جانب على حساب الآخر، وقال: نحن لا نعادي حكومة الخرطوم، لكننا نتوقع منها إنهاء هذه الحروب التي تنهك السودان، وتؤثر على استقرار جنوب السودان، وأن توتر علاقتنا مع السودان ليس في مصلحة البلدين. وأكد ليمان أن السودان يواجه عقوبات دولية قاسية لعشرين عاماً، وقال: يجب ألاّ تلومنا حكومة السودان وأن تلوم نفسها، لجهة أنها لم تغيّر سياساتها الداخلية، ورفضها اتباع خطوات معينة واضحة للعودة إلى الاقتصاد العالمي، وقال: (ما دامت ترفض ذلك، لا تؤذي إلا نفسها). وأوضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تستطيع إلغاء أو تأجيل قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير، وأشار إلى أن السودان يعاني أزمة حكم، وأن الحل هو حكومة تمثل الشعب السوداني تمثيلاً حقيقياً، وأكد ليمان أن تقسيم ما تبقى من السودان ليس في أجندة الإدارة الأمريكية، وتريد السودان مستقراً ومزدهراً بتمثيل مختلف أطراف الشعب. ودعا ليمان القوى المعارضة في السودان للعمل على تغيير النظام سلمياً، وقال: على الحكومة أن تبني مؤسسات تضمن للمعارضين التغيير بطرق سلمية.