ها هي المحكمة الأمريكية تقرر اطلاق سراح ابراهيم عثمان ادريس، بعد أحد عشرة سنة من الاعتقال دون محاكمة، رغم ثبوت عدم قدرته على الاستجابة للاستجواب بسبب ما أصابه من ضرر نفسي أثناء اعتقاله، إلاّ أن الإدارة الأمريكية مضت في تجاهلها الأمر وابقته في المعتقل لسنوات دون أدنى فائدة من اعتقاله سوى التشفي والظلم، واعتبرت منظمة العون المدني والتي تبنّت ملف الدفاع عن المعتقلين السودانيين بمعتقل غوانتنامو «سيء السمعة» اعتبرت تنازل الادارة الامريكية عن معارضة حكم المحكمة يمثل محاولةً لحفظ ماء الوجه جراء السلوك غير الأخلاقي الذي مضت عليه رغم نصيحة المحامين الذين عينهم البنتاغون للدفاع عن ابراهيم عثمان ورفض الإدارة الأمريكية لطلب الإفراج عنه منذ العام 2005م. وشدد المدير التنفيذي للمنظمة مصطفى عثمان على ترحيل المواطن ابراهيم عثمان إلى موطنه دون إبطاء، طالما رضخت الإدارة الأمريكية صاغرةً لحكم المحكمة الذي سيعتبر نافذاً بعد ثلاثين يوماً هي فترة اشعار الكونجرس بالحكم. الحكم سابقة نادرة وأكد دكتور مصطفى أن المنظمة بالتنسيق الدولي لاطلاق سراح المعتقلين ستواصل جهودها حتى عودة آخر معتقل سوداني، هو محمد نور عثمان ،والمتوقع الإفراج عنه العام القادم حسب قرار المحكمة. وأشار إلى أن الحكم يمثل سابقة ًنادرة تفتح الطريق لبقية المعتقلين الذين يبلغ عددهم «164» من الجنسيات المختلفة لا يزالون يقبعون في ذلك المعتقل سيء السمعة. ü تلكؤ الأمريكان وحالة صحية متأخرة فيما عده الكثيرون انتصاراً للعدالة الدولية يرى البعض أن الحكم تأخر لمدة سبعة أعوام منذ أول التماس قُدم للإفراج عن ابراهيم عثمان بسبب ظروفه الصحية التي سببتها له الإدارة الأمريكية، والتي تذرعت بأسباب واهية للإبقاء عليه في المعتقل، وأشار دكتور مصطفى عثمان إلى أنهم سبق واستجابوا لطلب المحامين تقديم ضمانات طبية تتعلق برعايته في السودان عند الحادثة، إلا أن الإدارة الأمريكية تلكأت في الاستجابة لأكثر من خمسة أعوام. والمعاناة تطل من خلف الخبر ووقعه على أسرته الصامدة في مدينة بورتسودان، فالضرر النفسي الذي أصابه أثناء الاعتقال جعل والدته وأسرته أكثر تماسكاً، ومنذ أن سمعت بخبر عودته لم تتوقف الوالدة فاطمة عمر ابراهيم عن ذرف الدموع التي وصفتها بدموع الفرح، وأكد شقيقه الأكبر عثمان وإخوته أنهم سيستقبلونه كما كان في السابق. وقال عثمان نحن راضون بقضاء الله والمكتوب لا مفر منه، وأشاروا إلى أنهم لم يتحدثوا معه منذ اعتقاله، وجرت محاولة واحدة فقط مع الصليب الأحمر للاتصال به، لكنه رفض خوفاً من الأمريكان، وقالت الأسرة إنها كانت تتلقى أخباره عن طريق الصليب الأحمر والمحامين المتطوعين. وحول الوضع المتدهور قال شقيقه عثمان:« سمعنا بحالته النفسية السيئة التي تعاوده بين الفنية والأخرى، وكيف أنه يقفل الباب على نفسه داخل غرفته وحيداً ثم يعود بعدها.. ونحن لا نملك إلّا التسليم بأمر الله وراضون بالمكتوب ونتمنى أن يعود إلى أحضان ودفء الأسرة، فهو كان شخصاً ناجحاً لديه خلوة كبيرة بها أكثر من «400 500» طالب»، ويضيف : «عندما اعتقله الأمريكان كان في منزل ولم يكن في معسكر تدريب، ولم يكن يحمل سلاحاً، ويغمغم بصوت واهن : الحمد لله هو قضاء وقدر.»