عالجت حلقة 26/12/2013 من برنامج "ما وراء الخبر" الصراع الدائر في جنوب السودان بين الجيش النظامي وقوات رياك مشار، النائب السابق للرئيس، وتناولته من محورين: تأثير الاقتتال على المستقبل السياسي لهذه الدولة حديثة الولادة، والتداعيات الإقليمية وحدود الدور الأفريقي. وتحدث أستاذ الدراسات الأفريقية في جامعة الخرطوم، حسن مكي عن صراع سياسي وقبلي في جنوب السودان، وألمح إلى أن الوساطة الأفريقية عليها نقاط استفهام. ورأى مكي أن جنوب السودان يتجه نحو ما عدها الوصاية الدولية، وأن هذه الوصاية قد تمتد للسودان ومصر، مشيرا إلى أن السودان يشعر بقلق شديد جراء ما يحدث في جوبا. أما وزير خارجية دولة جنوب السودان، برنابا مريال بنجامين، فوصف ما يحدث بالصراع من أجل السلطة، واتهم نائب الرئيس السابق بأنه يريد أن يكون رئيسا للبلاد بطريقة غير صحيحة، رغم أن الدستور ينص على ضرورة إجراء الانتخابات للوصول إلى هذا المنصب. وكشف عن مقترحات الوساطة الأفريقية، ومنها الدعوة لوقف الاقتتال ودخول الأطراف المتصارعة في حوار، مشيرا إلى أن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت لا يريد الحرب، وهو يوافق من حيث المبدأ على لقاء مشار ولا مشكلة لديه في هذا الشأن. ويذكر أن الرئيس الكيني أهورو كينياتا ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلامريام ديسالين يحاولان القيام بمساع حميدة في جوبا من أجل حل الأزمة الراهنة في البلاد. وبشأن الموقف الأميركي، قال الخبير في الشؤون الأفريقية نيي أكواتيه إن واشنطن تشعر بقلق كبير لأن لها دورا كبيرا في هذا البلد، وتربطها به علاقات جيدة. وأضاف أن أميركا تدعم أفريقيا والأمم المتحدة لوقف القتال في جنوب السودان. واعتبر أن التهديد بوقف المساعدات عن جوبا في حال عدم وقف الاقتتال هو موجه بالخصوص إلى سيلفا كير ونائبه السابق. غير أن أكواتيه عارض نهج الوصاية التي تحدث عنها مكي، وقال إن المجتمع الدولي كله يريد الاستقرار لجنوب السودان وهو مستعد لمساعدته. وبينما أشار مكي إلى أن السياسة الأميركية فشلت في جنوب السودان، رد أكواتيه بالقول إنه ضد هذا الحكم وأن الأميركيين يريدون الديمقراطية لهذا البلد وكان الاقتتال مفاجأة لهم.