150 مليون دولار قرض سعودي كويتي لأغراض التنمية الزراعية بالبلاد وخطوة في تعزيز العلاقات السودانية الخليجية التي شابها الكثير من الضباب والغيوم في الفترة الماضية وبرغم الفتور الذي خيم على هذه العلاقة إلا إن تأكيدات حكومية ظلت تسير في اتجاه ثبات ورسوخ علاقة السودان بدول الخليج غير إن القرض الأخير يأتي ليفتح باب التساؤلات عن المدى الذي وصلت إليه هذه العلاقة من التحسن والقرب فهل القرض الخليجي بداية عربون لعلاقة أكثر تطوراً، أم انه جاء لتحريك المياه الساكنة وإزالة غيوم التوتر والسؤال الأهم ثم ماذا بعد القرض الخليجي في بناء التنمية وزيادة الاستثمارات الخليجية في البلاد؟ وقد أعلن وزير الزراعة والري إبراهيم محمود عن قرض سعودي بقيمة 100 مليون دولار وقرض أخر من الكويت بقيمة 50 مليون دولار لدعم برامج الزراعة وأكد إن القطاع الزراعي الرائد هو البترول الحقيقي للسودان وان ترقية القطاع بزيادة الإنتاج وتطوير الأداء ورفع الكفاءة الإنتاجية تبشر بانطلاقة كبري بهذا القطاع وأعلن عن توقيع عدد من القروض الخارجية خلال الأيام القادمة. وكان في وقت سابق اقر رئيس العالاقات الخارجية في الحزب الحاكم، الدرديري محمد أحمد، بأن توتراً يخيم على علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية، في أعقاب قرار الرياض بمنع بنوكها من التعامل مع نظرائهم السودانيين، وإعلانها تعليق كافة التعاملات البنكية مع المصارف السودانية وأكد الدرديري في ذلك الوقت، إن هناك خطوات معلنة لإعادة الأمور إلى نصابها مع المملكة السعودية على خلفية إيقافها التعاملات المالية مع المصارف السودانية، مشيراً إلى أن هناك مساع حكومية لإنهاء حالة الحصار المفروض على السودان. ويرى كثير من الخبراء إن الخطوة الحالية من الجانب الخليجي مؤشر لتحسن العلاقات وبحسب استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن علي الساعوري إن مفاد الخبر يعني ان العلاقات في طريقها إلى إن تعود كما كانت في السابق، ويمضي إلى القول على الجهات المعنية إن توظف هذه القروض على حسب الأولويات وتوقع الساعوري إن تكون الألوية الأساسية شق القنوات خاصة ان هنالك كثيراً من المشاريع تحتاج إلى الرس ثم تهيئة البنية التحتية بما فيها القنوات وحل مشكلة الري الانسيابي والصناعي وحذر الساعوري من عدم استخدام القروض في الادوات لانها مستهلة لذلك لابد من توظيفها اولوياً حتى يكون الاستثمار متطوراص وان تكون الأولوية على حسب احتياج كل ولاية فاذا الشمالية تحتاج لشق القنوات فإن الشرق يحتاج لحفر البحيرات وإقامة السدود لحفظ مياه الأمطار وطالب الساعوري الجهات المختصة بإنشاء مصانع في ولايتي كردفان ودارفور لصناعة الصمغ العربي بدلاً عن تصديره خاماً. واستغرب الخبير الاقتصادي البروفيسور عصام بوب للخبر نظراً لوجود بعض الخلافات بين تلك الجهات المعنية بالقرض، وتساءل بوب إن كان القرض عبر البنوك أم قرض حكومي مبيناً إذا كان قرضا حكوميا فهذه بشارة خير وجاء في وقت مناسب لان الزراعة تحتاج إلى التمويل بصورة ملحة وان تمويل القطاع الزراعي في حالة جفاف وفي أمس الحاجة الحاجة في هذا الوقت الحرج ويري بوب ان القرض ضعيف مقارنة للموسم الزراعي الحالي للمشاريع الزراعية ويحتاج إلى أكثر من 800 مليون دولار وذلك لضمان ان تكون المشاريع قد تم تمويلها وسد العجز في المحافظ الحكومية لتمويل الزراعة المطربة والمروية وكذلك إصلاح بعض هياكل البنية التحتية في المشاريع المروية. يبدو ان الحكومة السودانية كانت جادة في إعادة بناء علاقاتها مع دول الخليج وكشف وزير الخارجية في حوار نشرته "الحياة اللندنية" الأسبوع المنصرم إن السودان قد رفض بناء منصات دفاعية على سواحل البحر الأحمر حتى لا يفسر وجود الخبراء الإيرانيين كنشاط معاد للسعودية وبذلك تكون الخرطوم قد ألقت بما ليدها لدول الخليج وجاءها الرد ابتداء بالقرض السعودي الكويتي فهل ستقف هذه العلاقة عند هذا الحد أم أنها في مقبل الأيام سيكون للعلاقة حديث آخر.؟ صحيفة الصحافة تقرير: هويدا المكي