عادت مشاهد السهر صبَّاحي لانتظار السيدة الفضلى مياه الماسورة بعد أن عجزت هيئة مياه الولاية من توفير الإمداد المائي لمناطق متفرقة بولاية الخرطوم خاصة مناطق أمبدات ومربعات أبو سعد بأم درمان، ونشطت كذلك ناقلات البراميل بالحمير وسط الأحياء وبلغت قيمتها «20-30» جنيهاً للبرميل، في وقت تتحصل فيه «الماسورة» قيمتها مع الدفع المقدم. ومسألة شح المياه مسألة فنية مرتبطة بأمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون الخلل فنياً وعجزت الهيئة عن معالجته أو نضبت مصادر المياه، فإذا أخذنا الاحتمال الأول قد نجد للهيئة العذر حينما تفقد الإمكانات المادية والتأهيل بعد تشخيص الخلل، وهي مسألة مستبعدة، فالهيئة بعد إدخال نظام التحصيل الجديد ودمج فاتورة المياه مع الكهرباء فإن الهيئة تملك مالاً يصعب عد أصفاره، أيضا تلاحظ أن الشح في مناطق متفرقة بالولاية وهذه مسألة تحتاج لمراجعة، لأنها تنفي تلقائياً مسألة العطب الفني الذي عادة ما يكون في أحد الخطوط الناقلة دون التأثير على بقية المناطق، أما إذا أخذنا في الاعتبار مسألة الاحتمال الثاني وهو شح مصادر المياه فإن المسألة تكون بلا منطق، فالخرطوم محاصرة بأعذب نيلين في العالم، وهذا بدوره يقود للتفكير حول سبب آخر لا علاقة له بالإمكانات والشح، وهذا ما يؤكده حديث كبير مهندسي مياه ولاية الخرطوم الأسبق وخبير الشبكات قاسم موسى الذي عزا المسألة لمخطط من جهة ما يستهدف إثارة المواطنين بتعطيشهم وإخراجهم للشارع، وتساءل في تقرير فني بعد قوله إن كمية الماء الوارد من محطة المقرن لأم درمان ضعيف جداً وتقريباً دون ال«500 من 1500» وهي الحصة المقررة لأم درمان، وتساؤله: أين المتبقي من هذه الحصة؟ وقال إن هناك منتفعين ومخربين وسماسرة وأصحاب غرض، وناشد بتدخل السلطات الأمنية لحسم من يتاجرون بخدمات المواطن. وعلى الجهات المختصة الانتباه لهذا الحديث الخطير، فشح المياه سيتحول من خدمات إلى مطالب تقود للعنف والتخريب والإنفلات الأمني، والمياه من المطلوبات العاجلة التي لا تحتمل التأخير كقضايا العطالة والفقر والعلاج. من الحديث المهم الذي أطلقه المهندس قاسم أنه طالب بتحديد مواقع المنازل والصهاريج والأكشاك التي تبيع الماء لعربات الكارو دون تصديق بالمربعات وفتح بلاغات لأصحابها وإغلاقها نهائياً، واتهم عناصر أطلق عليها اسم «المخربون»، وقال إنهم يقومون بإغلاق البلف الرئيس لإيجاد أزمة بالمنطقة المعينة بغرض إثارة المواطنين ويفتحون الباب من جهة أخرى للمنتفعين ببيع المياه لأحياء بينها وبين مصادر المياه أمتار معدودة. أفق قبل الأخير بعث صديق لي بالسعودية برسالة وهو يناقش مشكلة العطش، وقال إنه يقيم في مدينة أبها تأتيهم المياه عبر خطوط ناقلة بطول «3000» متر!! أفق أخير «الماسورة» تحتاج الى المياه!! صحيفة الإنتباهة