إستفهامات إسلاميون على الرصيف أحمد المصطفى إبراهيم من الإسلاميين من يَبكي على أيام (الإخوان المسلمين)، وكيف تحوّلوا إلى جبهة ميثاق و(إخوان مسلمين)، وكان هذا الانشقاق الأول ولم يجلس على الرصيف نفر كثير وما كانت القسمة نصفين. ومنهم من يبكي على مرحلة الحركة الإسلامية التي ذوّبت في المؤتمر الوطني وكيف أنّ هذه المرحلة كَانَت قَاصمة الظهر التي أدخلت جيوش المتوالين والمستقطبين والمنافقين وأفسدوا على الإسلاميين صَفاءهم ونَقاءهم وأفسدوا تربيتهم. غير أنّ إنشقاقاً أخيراً بين المؤتمرين الوطني والشعبي لم يزد الطين بله (كثيراً ما تُستخدم هذه العبارة للإثبات وها هي اليوم للنفي)، إذ لم يَكن خلافاً فكرياً ولا تنظيمياً، ولكن كان صراعاً على سُلطة، في كل هذه المراحل هناك من يحسب نفسه أصلاً لا يجب تجاوزه في كل صغيرة وكبيرة ويجب أن يُستشار، وأشد ما آلم هؤلاء الذين يحسبون أنّهم أصلاء الحركة الإسلامية أنّه وباسم تنظيمهم وبداية قيام مشروعهم تقدّمهم نفرٌ يصفونهم بأنهم متسلقون وانتهازيون ورفع هذا النفر شعار (ليس العبرة بمن سبق، ولكن العبرة بمن صدق)، وبهذه العبارة التي يسهل على الباحث الحصيف أن يجد مصدرها إذا ما أراد، وهؤلاء الذين وصفوا بالصادقين أمسكوا بمفاصل كثير من الأشياء والسابقون يَتَفَرّجون. وما من يوم يمر إلاّ ويذهب إلى الرصيف من لا يعجبه ما يرى من إنحراف ببرنامج التنظيم الأساسي وخروج على التربية المثالية التي ترباها وربى من بعده عليها. (سؤال أين ومتى وقفت البرامج التربوية..؟). المطبقون يرون هؤلاء دراويش لا يفهمون في فقه الواقع كثير شئ، فالسياسة تتطلب كثيراً من التنازلات. والسابقون يعتبرون التنازلات قلة إيمان بالله وقلة توكل على الله. المطبقون لفقه الواقع يراهم السابقون أنانيين ودنيويين جرّدوا الإسلام من كل فضيلة وشوّهوا التجربة تَشويهاً يَصعب معه الإصلاح، بل نسوا أنَّ هناك شيئاً إسمه الحركة الإسلامية وصاروا حُكّاماً عاديين يُنافسون على البقاء في الكرسي لأكبر فترة زمنية مُمكنة. يقول السابقون لم يَعد هناك من يأمر بمعروف أو ينه عن منكرٍ ولم يعد هناك رابط. وبعضهم يبكي على نصيبه في كعكة شملت القاصي والداني ولم يبعد منها إلاّ السابقين. ومنهم منْ ودعه مدرب الفريق بسبحة ومصحف في إشارة أن دورك انتهى ألزم بيتك. هؤلاء السابقون ما زالوا يجلسون على الرصيف وأعدادهم في ازديادٍ ولكنهم لا يتفرّجون تفرجاً عادياً وصدورهم تغلي مما يشاهدون، إذ ينسب إليهم صنع غيرهم وهم مُلطخون بلا فعل ولا مشورة. كل الخوف من انقطاع التربية ولكن أين المرّبون؟ وبماذا يستشهدون..؟ أين العقلاء؟؟. التيار