ذكرنا فى المرة السابقة ان الديموقراطية هى ليست كلمات يتشدق بها من لا يعرف متطلباتها ومستحقاتها لمن هم فى المستوى قبل المدرسى لفهم الديموقراطية , لذلك فهم يخجلون ويطاطؤن رؤسهم عند الحديث عن الديموقراطية, وقد ذكرت بانهم سوف يفشلون عند اول خطوة يتخذونها وقد صدق ظننا ولم تخيب توقعاتنا عن الجماعة , فهاهم يفتتحون عهدهم الجديد بمزيد من تضييق الحريات والاعتقالات وعودة الرقابة الصحفية وزيادة القبضة الامنية على البلد حتى لا يفكر اى شخص فى مجرد الحديث والنقد دعك من الاشياء الاخرى من الوسائل المتاحة للجميع طالما انهم فى عهد ديموقراطى , لم يتسلم البشير السلطة ولم يؤدى اليمين الدستورى الا بعد التاكد من اسكات جميع الاصوات المناوئة وايصال رسالة مهمة للمواطن بانه هو الذى اختار هذا الدرب من الحكم ومن الحكام مع انهم يعلمون تمام العلم بان المواطن لم يصوت لهم الامر الذى كلفهم الكثير من عمليات التزوير واراقة ماء الوجه امام كل المراقبين الذين وصلو لقناعة بان المؤتمرالوطنى اصبح غير مرغوب فيه وان الخلاص منه اصبح الشغل الشاغل للمواطن , هذه القناعة من المؤتمرالوطنى تجاه المواطن هى التى تجعله يتحسس اسلحته واجهزته الامنية فى كل وقت للاطمئنان على استمراريته والا فما الداعى لحزب يزعم بانه جاء باغلبية من المواطنين بالداخل والخارج ان يتمترس باجهزته الامنية ويقمع الحريات ويخاف من كل صوت ومن اى انتقاد ويهرع لقفل كل الابواب والنوافذ من مواقع النت والصحف وشركات الطباعة وغيرها , هذه التصرفات تؤكد صحة فرضيتنا بان المؤتمرالوطنى هزم شر هزيمة فى السودان وعرف حجمه الحقيقى وان المواطن قد انتقم منه ديموقراطيا وان هذا المهزوم على علم تام بالنتيجة وقد قرر الان الانتقام من الديموقراطية ومن المواطن ومن الوطن كله عبر الرجوع لسياساته القديمه والعنتريات التى ما قتلت ذبابة بل كانت نتيجتها الخضوع الكامل من قبل المؤتمرالوطنى للاجندة الخارجية والتنازلات الكثيرة والمثيرة التى اذهبت هيبة السودان والسودانيين , عن اى سيادة وطنية يتكلم من تسبب فى فقدان اجزاء عزيزة من الوطن نهارا جهارا ولا يجرؤ للحديث عنها حتى صقور النظام دعك من الحمائم والمستقطبين والمؤلفة قلوبهم ونواب البصمة الذين امتلأت بهم دواوين الحكومة وبرلماناتها , ومن هو الذى يحدد النظام الامثل للحكم فى السودان ؟ هل هى المؤسسات التشريعية ؟ ام هى الاحزاب القومية ومنظمات المجتمع المدنى ؟وهل يحتاج الموضوع لرأى الخبراء من اصحاب القوانين وقادة الفكر والشخصيات الوطنية المجربة التى تحوز على تقدير واحترام واسع ؟ ام نحتاج للاستعانة من المعاهد الدولية المتخصصة ودراساتها , ولا يستغرب البعض من هذا فقد اصبحت جل مواضيع السودان مكشوفة على الاخر ؟ ام هو حق طبيعى للرئيس يحدد فيه النظام الذى يجب ان يحكم به السودان رضى من رضى وابى من ابى هو موضوع للنقاش ولكننى من خلال الواقع المنظور والنتيجة الحتمية للسياسات السابقة فاننى ارى ان افضل نظام للحكم فى السودان هو اللامركزية وهذا رايئ الشخصى وليس للالزام , فقد اثبتت الفترة السابقة فشل النظام الفيدرالى لانه ادى الى تكريس السلطة اكثر من النظام المركزى نفسه وتسلطت السلطة المركزية بصورة مبالغة فى اداء الولايات وسعت فى تركيز السلطة لشخصيات محسوبة على النظام ضاربة عرض الحائط بكل التظلمات والشكاوى التى كانت تصل من الولايات للمركز, الا اذا كان الخطأ فى التطبيق فهذا شئ اخر لان المؤتمرالوطنى دائما ما يخطئ فى التطبيق مثل ما كان الخطأ والفشل فى تطبيق الشريعة الاسلامية وما انتهت علية التجربة وسنواصل Abdallah Alamin [[email protected]]