[email protected] اللؤم مشاعر سالبة تمور في نفس صاحبها وتجعله في حالة (حقد) دائم على المجتمع من حوله، ناقم على كل ذى نعمة حتى أنه ليحسد (الأعمى على طول عكازه)!! واللئيم هو الشخص الذي لا يتورع عن إيذاء الآخرين ب (حفر) يديه أو ب (سكين) لسانه، ولا يعجز عن إيجاد الكلام الكعب ولا (بتلفت ليهو)، حتى أننا نصف الزول اللئيم بأنه: (كلمتو ترمي اللقمة من الخشم) ! وتقول أماتنا الزمان: (فلان وكت يديك الكلمة .. يقنّعك بها من الدنيا وخيرا) ! و(فلان كلامو زي اللقمة الناشفة أصلو ما بتبلع) .. * عندما أكثر عيال الحلة من الإلحاح على (هيثم) بأن يحضر ال(بلي استيشن) الجديد الذي أحضره له أبوه هدية على تفوقه في امتحان نهاية العام الدراسي، كي يلعبوا به جميعا في بيت ناس (معاذ)، وذلك لميزة تفضيلية وهي أن التلفزيون عند ناس معاذ موضوع في غرفة منفصلة بعيدة نسبيا عن باقي الغرف، بحيث يتيح لعيال الحي اللعب ب (راحتم) دون أن يتسببوا في إزعاج أهل البيت .. وكان (هيثم) يتملص ويتحجج بالأعذار حتى اتهمه رفاقه بأنه بخيل ولا يرغب في مشاركتهم لعبته الجديدة، على الرغم من أنه كان يشاركهم في ألعابهم اليد باليد حتى تتلف أو تتحطم .. وما كان لهم أن يلوموه لسابق علمهم بطبع والدته الجاف ولسانها الناشف السنين، الذي جعل أهل الحي يلقبونها سرا ب (حليمة اللئيمة) .. للإنصاف، لم تكن (حليمة) في واقع الأمر (لئيمة)، ولكنها امرأة ذات (طبع خواجاتي) تعودت أن لا تجامل أحداً على حساب نفسها ومصلحتها، فهي شخصية مباشرة لا تحب الحال المايل ولا تعرف اللف والدوران ولا تذويق الكلام .. تخلص (هيثم) من حرج إلحاح رفاقه، بأن وجههم لأن يأخذوا الإذن من أمه كي تسمح له بأخذ ال (بلي ستيشن) لبيت جارهم (معاذ) .. ترددوا وتراجعوا بضع مرات قبل أن يتشجع أحدهم ويتقدم نحو مجلسها المعتاد أمام التلفزيون وقال: خالتي حليمة .. يعني عايزين نشيل بلي ستيشن هيثم عشان نلعب بيهو في بيت ناس معاذ ! فكان نصيبه (نهرة) أطارت (رحمن) قلبه، فطار على اثرها يسابق الريح مع اصحابه للخارج: تبلبل النار في عضامكم .. شايفاكم تحجلوا في لعبة الولد من جابوها ليهو وأكان ما خسّرتوها ما بترتاحوا .. يللا طيروا كل واحد على بيوتم بلا دوشة فاضية ! كما تجرأت جارتها (مواهب) في ذات حيرة على (شحدة) توب (حليمة) التوتل المشجر الجديد، وسافرت لتقشر به في مناسبة زواج عند نسابتها، وهناك- والحق لله - قصّرت (مواهب) في المحافظة على التوب وتركته ل (الفتوات) في بيت العرس ليجرجرنه بينهن، ولها العذر في التقصير لأنها لا تستطيع أن تمنع بنات أهل زوجها من لبس تيابها حتى لا تتهم ب (الكعابة) والتعالي على النسابة.. حملت (مواهب) التوب بعد عودتها من السفر وذهبت به ل (حليمة)، فوجدتها تجلس في ضل الضحى لتحرس بت اليومية التي كانت تغسل الملابس .. جلست على الكرسي كما دعتها (حليمة) ومدت يدها وناولتها التوب بقلب واجف ولسانها يلهج بأن (عاد يا الله تمرقني من لسان حليمة) .. تناولت (حليمة) التوب منها وقلّبته بين يديها برهة قبل أن تعقد حاجبيها وتقول ل (مواهب) بمساخة قاتلة: التوب ده كنتي بتلعبي بيهو في الطين؟ .. وكمان جايباهو لي بلا خجلة عشان أسوي بيهو شنو ؟ وقبل أن تتمكن (مواهب) من إيجاد لسانها لترد به .. إلتفتت (حليمة) للشافعة (بت اليومية) وقذت لها التوب بطول يدها وهي تقول: هاك يا بت التوب ده وديهو لي أمك التتغطى بي .. تاني ما بنفع معاي !! الرأي العام