اوراق متناثرة بعض من أمل!! غادة عبد العزيز خالد أمسكت بيدي، في خلال الأيام الماضية، جواز سفري وبدأت أقلب صفحاته. لا أذكر أنني تأملت جواز سفري منذ عودتي الأخيرة من السودان في ديسمبر 2008، ووجدتني أن جوازي تعوزه (عمرة) كاملة.. فأحتاج بداية إلى تجديده، بالرغم من أنني أذكر أنني جددته قريبا، لكن يبدو أن أيام عمرنا تمر فعلا سراعا.. الأمر الثاني الذي احتاجه هو إضافة إبني الصغير (عمار) إليّ في الجواز لتنضم بذلك صورته رسميا وتشرق بجانب اخويه. وبدأت أتدبر، ترى، هل أرسل الجواز إلى مقر السفارة السودانية بواشنطون أم إلى البعثة الدائمة بنيويورك؟ وترى، كم من الزمن ستستغرقه الإجراءات المطلوبة؟ وبدأت أتذكر في تجربة قصها عليّ أحد الأصدقاء. كان الصديق في حاجة إلى تجديد جواز سفره قبيل رحلة كان يعزم القيام بها إلى السودان. وأرسل جوازه فعلا لتجديده لكن المدة طالت ولم يسمع شيئا عن جوازه. ولقلق يعتريه، قرر الإتصال حيث أرسل جوازه ولكن لم يكن أحد يعرف شيئاً عن الجواز، بل قال له الموظف إن جوازه هذا لم يصل ابدا ولم يروه في يوم من الأيام.. وإحتار الصديق، لقد أرسل اوراقه كاملة وامواله بالبريد فكيف لم تصل.. وإن لم تصل، ترى، أين ذهبت.. ولرحمة ربه، تذكر انه كان قد أضاف خدمة بريدية تجعل الموظف الذي يستلم الظرف يوقع عليه.. فذهب إلى موقع بريد الولاياتالمتحدة وعرف متى وصل الظرف تحديدا إلى وجهته، بل ومن الذي وقع على الإستلام. وعاد ليهاتفهم بمعلوماته الجديدة التي ساهمت في تحديد مكان جوازه وتجديده ثم إعادته إليه مجددا مرة أخرى. كنت أمسك بيدي جواز سفري وبقية أوراقي وأنا أذكر قصة الصديق تلك، وبدأت أخاف. حقيقة، لست على نية سفر قريب ولكن من الأفضل أن تكون أوراقي كاملة فمن يدري ما تحمله الأيام في جوفها. وبدأت أحاول أن أتذكر، ترى، هل هنالك شخص أعرفه في السفارة أو في البعثة الدائمة؟ ترى هل أجد من أوصيه على أوراقي؟ ولكنني في النهاية، قررت أن أسلم أمري إلى ربي وأن أرسل أوراقي بدون توصية.. ووضعت أوراقي في الظرف وقبلت جواز سفري وأنا لا أدري متى ستكون آخر مرة اراه فيها ثم اغلقت الظرف وسلمته لموظفة البريد. واخترت خدمة بريدية توصل الخطاب في ثاني يوم الى مقره. ومر اول يوم منذ ان ارسلت جوازي الى نيويورك وانا افكر ترى إن كنت ساحتاج البحث عن شخص لكي يسرع لي اجراءات الجواز. وما ان انتصف نهار اليوم الثاني حتى وجدت ظرفا كبيرا بين خطاباتي وفتحته لاجده يحمل جوازي بين جدرانه. اي ان الجواز لم يجلس في نيويورك اكثر من ساعات معدودة جدد فيها واضيف (عمار) ايضا فيها وعاد إليّ في اقل من ثمانية واربعين ساعة. وحتى هذه اللحظة، لا أدري من الذي إستلم جوازي ومن الذي جدده ومن الذي أعاده. لكنني وجدت أن التجارب السيئة تنتشر سريعاً، مثل قصة الصديق الذي أضيع جوازه، بينما التجارب الحسنة لا يتحدث أحد دوما بها. ووجدت في سرعة الإجراءات كذلك أملاً يحدوني في أن تعم سرعة الخدمة مؤسسات السودان المختلفة في كل مكان!! الصحافة