[email protected] البريد تقرير وتعليق: تقرير: الجنوبيون في الشمال تعليق: الحذر من مثل هذه التقارير واشنطن: محمد علي صالح قال تقرير اصدرته اللجنة الاميركية الدولية للاجئين في واشنطن ان الخرطوم ربما ستكون مركز اشتباكات بعد الاستفتاء، وذلك بسبب \"توقع ان يختار الجنوبيون الانفصال\"، كما قال التقرير. وان مليوني جنوبي يعيشون في شمال السودان يواجهون، في حالة الانفصال، خطر هجمات انتقامية من جانب الشماليين عليهم. وخطر تحول هؤلاء الجنوبيين الى مواطنين بدون وطن. وجاء على لسان جول شارني، نائب رئيس اللجنة، ان الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال يواجهون مشاكل وتفرقة حتى قبل الاستفتاء، وان وضعهم معقد، وسيزيد التعقيد اذا انفصل الجنوب. واضاف: \"يواجهون تفرقة كبيرة. تطبق الحكومة قانون الشريعة تطبيقا قاسيا على الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال، رغم ان اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب نصت على حماية غير المسلمين.\" وقال التقرير ان المنظمة ارسلت مندوبين لمقابلة الجنوبيين في الشمال، وخاصة في ولاية الخرطوم، وذلك \"لتقييم الخطر الذي يواجهونه\". وانه، حسب احصائيات الاممالمتحدة: اولا: خلال سنوات الحرب في الجنوب، انتقل اربعة ملايين جنوبي الى الشمال. ثانيا: بعد اتفاقية السلام، عاد مليونان الى الجنوب. ثالثا: الان، يعيش في الشمال مليونا جنوبي، منهم اكثر من مليون في الخرطوم وضواحيها. وقال التقرير: \"لن نقدر على ان نقول ان كل الجنوبيين في الشمال موجودون هناك اضطرارا. هناك نسبة غير قليلة منهم رضيت بان تعيش وسط الشماليين: تعمل، وتتزوج، وتربي اطفال، وترسلهم الى مدارس. ولهذا، يفضلون حياة المدنية اكثر من حياة الريف في الجنوب.\" لكن، قال التقرير ان الجنوبيين في معسكرات اللاجئين قالوا ان هناك \"علامات انذار مبكر\" بان اشتباكات ستحدث. وذلك لأكثر من سبب: اولا: تصريحات قادة في حزب المؤتمر عن طرد الجنوبيين الى الجنوب اذا اختار الجنوبيين الانفصال. ثانيا: اخبار وأراء عن هذا الاتجاه تنشرها صحيفة \"الانتباه\"، التي قال التقرير ان خال الرئيس عمر البشير هو صاحبها. ونقل التقرير تصريحات رعب وخوف على لسان جنوبيين في الخرطوم: اولا: على لسان جنوبي في معسكر للاجئين: سلحت الحكومة شماليين عن طريق المساجد. وستكون المساجد مراكز الهجوم على الجنوبيين اذا اختار الجنوبيون الانفصال. ثانيا: على لسان مسئول جنوبي في الخرطوم، يعتقد انه وزير في حكومة البشير، وعاش في الخرطوم اكثر من ثلاثين سنة، قوله: \"اخاف من اشتباكات واسعة النطاق. اشتباكات انتقام من جانب الشماليين اذا انفصل الجنوب. وخاصة اذا قتل شماليون في الجنوب. سيسبب قتل شمالي واحد في الجنوب حملة انتقام وسط الشماليين تقتل خمسين جنوبيا في الشمال.\" لكن، قال التقرير على لسان قادة لاجئين جنوبيين في الخرطوم ان \"ستين في المائة استقروا في الشمال، ويريدون البقاء، خاصة لاسباب اقتصادية.\" وقال التقرير انه مثلما جفت ميزانيات المنظمات العالمية اعادة اللاجئين الجنوبيين الى الجنوب، جفت ميزانياتها لتقديم خدمات كثيرة الى الجنوبيين في معسكرات ولاية الخرطوم. ووصف التقرير معسكر \"مايو\" بانه \"سئ جدا.\" في الجانب الآخر، قالت منظمات عالمية انها توقفت عن تقديم مساعدات لان جنوبيين في هذه المعسكرات: اولا: لم يعودوا \"لاجئين\". ثانيا: يريدون طواعية البقاء في الشمال. ثالثا: يفضلون الحياة خارج المعسكرات التي ترعاها المنظمات العالمية. واشار التقرير الى \"مهنيين جنوبيين استقروا في الخرطوم، وتلاميذ مدارس، وطلاب جامعات يعرفون ان الجنوب ليست فيه الخدمات التي يستمتعون بها في الخرطوم.\" وقال طلاب جامعات جنوبيون في الخرطوم انهم خائفون من ان الشماليين سيطرودنهم الى الجنوب قبل ان يكملوا دراساتهم. و \"بالتالي، يفقدون سنوات اجتهاد، واحلام اقتصادية.\" وعن موضوع الجنسية، قال التقرير ان حكومة الرئيس البشير ربما: اولا: ستحتفظ بموضوع الجنسية للجنوبيين في الشمال ليكون \"آخر كرت\" في مفاوضاته مع الجنوبيين. ثانيا: سيرفض منح الجنسية السودانية للجنوبيين الذين يريدون البقاء في الشمال. وبالنسبة للشماليين في الجنوب، قال التقرير ان عددهم اقل من عدد الجنوبيين في الشمال. و\"اغلبيتهم تجار يعيشون هناك طواعية.\" غير ان نسبة كبيرة منهم عادت الى الشمال بعد اتفاقية السلام سنة 2005. و \"رغم ان الشماليين في الجنوب يواجهون نفس الخطر اذا اختار الجنوب الانفصال، عندهم امكانيات واتصالات ربما ستحميهم، بالمقارنة مع الجنوبيين في الشمال.\" واختتم التقرير بانه رغم احتمال اتفاق حزب المؤتمر والحركة الشعبية على حل كثير من المشاكل، \"توجد احتمالات مضايقات تواجه الجنوبيين في الشمال، والشماليين في الجنوب. وسيصف كل جانب الأخر بانه \"اجنبي.\" لهذا، يتضاعف العبء على المسئولين في الشمال والجنوب. وايضا، على الحكومة الامريكية بسبب دورها الهام في التطورات في السودان. --------------------- تعليق (1): يمكن اعتبار هذا التقرير الامريكي مفيدا لان فيه معلومات ربما تنشر لاول مرة عن الجنوبين في الشمال. وكعادة الامريكيين، ينشرون مواضيع حساسة ربما لا تنشر في السودان. ويقدر الشماليون والجنوبيون على الاستفادة من هذه الصراحة والشفافية من جانب الامريكيين. تعليق (2): يركز التقرير على سيناريو تقسيم السودان. ويدور في نفس حلقة منظمات اميركية لا تريد الخير للسودان. ويركز على اتهامات جنوبيين للشماليين، بدون ان يضع في الاعتبار وجهات نظر الشماليين. وحرص كثير من الشماليين على الوحدة. تعليق (3): لا يفرق التقرير بين الشعوب والحكومات كما يجب ان يفعل. يركز على حكومتي الخرطوم وجوبا. وعلى حزب المؤتمر والحركة الشعبية. وعلى الرئيس البشير والرئيس سلفاكير. ويجهل (او يتجاهل) ان وحدة السودان (ووحدة اي وطن) اكبر من الحكومات والاحزاب والرؤساء. تعليق (4): مثما يقول المثل الامريكي، يجب تناول هذا التقرير مع \"بعض الملح\". رغم شفافيته وصراحته، يبدو انه جزء من حملة للضغط على الحكومة الامريكية بسبب \"الخطر\" من جانب الشماليين. ويبدو انه عودة للحديث عن التدخل في السودان \"لانقاذ\" الجنوبيين. --------------------------- [email protected]