بشفافية خطاب الكراهية وسياسة بسمارك الداخلية حيدر المكاشفي ٭أُقر إبتداءً أنه لا علاقة مباشرة بين خطاب الكراهية وسياسة السياسي ورجل الدولة الالماني اوتو إدوارد ليوبولد فون بسمارك الملقب ب(المستشار الحديدي) المولود في أبريل من عام (5181م) والمتوفي في يوليو (8981م) وكان خلال تلك الفترة أشهر من شغل منصب المستشار للرايخ الالماني وكانت لافكاره أثر كبير على سياسات المانيا الداخلية والخارجية وقتذاك، العلاقة غير مباشرة وكان قد أرسى قواعدها أحد الطلاب السودانيين المهملين الكسولين حين كانت سياسات بسمارك هذه مقررة على طلاب السنة النهائية بالثانويات ضمن مادة التاريخ، وكان هذا الطالب قد (روّس) سياسة بسمارك الداخلية وعكف على حفظها بطريقة ال(Spotting) الشائعة عند الطلبة وتجاهل تماماً سياسته الخارجية، إلا أنه عند الامتحان فوجيء بعكس ما أراد ولكنه رغم ذلك لم يرد أن يعود من السؤال بالاياب ويخرج منه خالي الوفاض فكتب إجابته التي جرت مثلاً (بما أن سياسة بسمارك الخارجية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بسياسته الداخلية، دعونا نتحدث قليلاً عن سياساته الداخلية) ثم انطلق يحدّث عنها، وقريباً من حيلة هذا الطالب المثل الدارفوري الذي يقول (دبرة في ووو جيبوا حمار اكووا) والترجمة على الشريط (الدبرة هى الجرح، ووو هو الاسد والحمار هو الحمار والكي واضح) والمعنى بعد ذلك أوضح، وهى عند أهل الوسط يماثلها المثل (قال راسو بوجعو ربطولو كراعو) أو كما قالوا... على طريقة ربط الكراع عند الشعور بصداع، دعونا نكتب على نهج ذاك الطالب بعد حمد الله والثناء عليه فنقول، بما أن قضيتي الوحدة والانفصال ترتبطان إرتباطاً وثيقاً بضرورة البعد عن خطاب الكراهية، دعونا أولاً نتحدث قليلاً عن هذا الخطاب المكروه في كل الاحوال، في حالة الوحدة وأكثر منها في حالة الانفصال، فالبلاد الآن مقبلة على خطوة مصيرية هى منه على بعد خطوات سيتقرر بعدها أحد أمرين، إما بقاء الوطن موحداً على حاله أو أن ينقسم الى شطرين، وكما ترون فإن الحاجة ماسة وملحة لأن تتقوى اواصر الاخوة والمحبة وتسود روح التسامح المطلوبة بأقصى درجاتها إن أسفر الاستفتاء عن وحدة أو كشّر عن إنفصال، فالمرحلة الدقيقة القادمة تتطلب خطاباً دقيقاً يوزن بميزان الذهب حتى بالنسبة لمن لا تشكل لهم الوحدة الوطنية أى شيء، فمثل هؤلاء إن لم يدعموها فلا أقل من أن ينبذوا لغة التنابذ وإثارة الفتن والنعرات العرقية والقبائلية والدينية وهذا يستلزم أولاً رعاية العهود والمواثيق وإحترام الدستور والقانون والعمل بمقتضاها جميعاً، وهذه مطلوبات واستحقاقات تكون الحاجة لها أكثر في ظل الاوضاع الهشة رغم أنها مطلوبة على الدوام، ولعل في المواثيق الموقعة وطنياً والمرعية عالمياً والدستور المنبثق عنها بل وفي كل ادبيات الاعلام المحترف واخلاقياته ما يكفي ويزيد في هذا الصدد، يصد عن كل قول نابي وشتيمة مقذعة وكتابة موغلة في وحل القبلية والعنصرية وغارقة حتى أخمص أقلامها في تهويش الاخطاء الصغيرة وتهويل الهنات البسيطة هنا وهناك، فالقضية أكبر من الصغائر التي كنا نود أن نشير الى فيلها لا الى ظلها ولكن لا بأس إن تعذر علينا طعن الفيل الذي يصدر عنه كل ذلك أن نطعن ظله في الشمال والجنوب معاً إذ لا يستقيم منطقاً وعقلاً وعدلاً أن يبقى ولو صوت واحد في أى جزء من هذا الوطن يجأر بخطاب الكراهية ولو صمتت كل الاصوات في باقي الاجزاء، ولينظر الشريكان فيما حولهما إن كانا حقاً يؤمنان بالوحدة الجامعة أو بالجوار الاخوي، أية جهة يصدر عنها هذا الصراخ وليقررا بعدها ما هما فاعلان.. الصحافة