كلام الناس نور الدين مدني محاصرة خطاب الكراهية * لم يكن غريبا إثارة النقاش حول خيار أهل الجنوب في الاستفتاء منذ خطاب وزير الإعلام في حكومة الجنوب، الدكتور برنابه بنجامين، الذي قال أن العالم من حولنا شهد حالات من الوحدة والانفصال دون أن يعني ذلك نهاية المطاف، وقال في الجلسة الافتتاحية لحلقة النقاش حول التغطية الإعلامية لعملية الاستفتاء التي عقدت أمس الأول بفندق نيويورك بجوبا أنه حتى وإن صوت أهل الجنوب لخيار الانفصال فإن ذلك لا يقفل الباب أمام العمل من أجل الوحدة من جديد وضرب المثل بألمانيا التي كانت مقسمة بين ألمانيتين يفصلهما حائط برلين الشهير ثم أصبحت دولة واحدة موحدة. * قال الدكتور برنابه أن المهم هو أن تؤدي أجهزة الإعلام والصحف دورها لجعل المواطنين يصوتون في الاستفتاء بمسؤولية وطنية ووعي تام بدلالات الخيار الذي سيختارونه، وهذا يتطلب مدهم بالمعلومات المهمة حول عملية الاستفتاء وضرورة المشاركة فيها. *انتقد الدكتور برنابه الخطاب الإعلامي لبعض الصحف التي تصدر في الشمال وبعض الأخبار الملفقة غير الصحيحة التي تنشر عما يجري في الجنوب وأشار إلى ما اعتبره تغذية للفتن القبلية وقال أن ذلك يؤثر سلبا على مستقبل السلام والوحدة في الوطن كله وليس الجنوب فقط. * استمر التداول حول خياري الوحدة والانفصال وسط تأكيدات إيجابية من المشاركين من زملائنا الصحفيين في الجنوب بأنهم الأحرص على وحدة الوطن وأن مشروع الحركة الشعبية الأساسي كان مشروعا وحدويا إلا أنه للأسف تراجع هذا الخطاب الوحدوي نتيجة لاستمرار الممارسات السالبة تجاه بعض المواطنين النازحين في المناطق الطرفية من الخرطوم وللخطاب السالب والعدائي في بعض الأحيان بما في ذلك على المستوى الشعبي. * لذلك لم يكن غريبا أن يتحدث الخبير الإعلامي الكيني جون غاشي في جلسة الأمس عن خطاب الكراهية في بعض أجهزة الإعلام والمؤسسات الصحفية وكيفية محاصرته لتأمين عملية الاستفتاء والنأي بها عن تداعيات العنف الذي يسببه خطاب الكراهية المؤجج للفتن القبلية. السوداني