ساخر سبيل الأغانى الفاتح يوسف جبرا فى إحدى اللقاءآت التى إستضافتنى فيها إحدى القنوات الفضائية سألتنى المذيعة : - بتسمع مطربين اليومين ديل؟ قلت لها لا .. آخر جيل أستمع له من المطربين هو جيل الفنان (مجذوب أونسة)! قالت لى فى إستغراب : معقول يا استاذ ؟ ليه ما بتسمع للفنانين الشباب ديل قلت لها بدون إستغراب : أسمع شنو؟ كل الأغانى القاعدين يغنوها دى تشبه بعض زى التكون عاملا زول واحد وموزعا عليهم ! بعدين الواحد ما بيقدر يفرق بيناتم .. كووولهم شبه بعض .. الواحد متصور بى جنبه وقاعد يعاين فى المجهول وممشط شعرو وشايل ليهو سلسل فى أيدو .. وبعدين أصواتهم (تعبانة) كدى خلى واحد فيهم يغنى بدون (مكرفونات). سالتنى فى إستغراب : يعنى شنو .. ح يحصل شنو لو غنى بدون (مكرفونات)؟ - دى ح تكون فضيحة بى جلاجل لأنو أصواتهم تعبانة وضعيفة والزول الجنبو ما ح يقدر يسمعو ! - وتانى عندك ملاحظات ؟ - طبعن .. مافيش أغنية من أغانى اليومين ديل بتعيش ليها فى أذهان الناس شهر واحد وبعد داك تتبخر - وأغانى زمان كانت بتعيش؟ - كيف ؟ منو الما حافظ الكلمات واللحن بتاعت (يا ضنين الوعد) أو (لو بى همسة) أو (ليه بتسأل عنى تانى) أو (إنتهت قصتنا) .. شوفى الأغانى دى ليها أكتر من خمسين سنة ولسه عايشة والناس ممكن تسمعا وتطرب ليها . - يعنى أغانى هسه دى يا أستاذ ما عاجباك؟ - طبعن .. معظمها متشابهه وأغلبها لا كلمات لا لحن ولا أداء .. ولا تخلو من (عباطة) أنا سمعتا واحد بيغنى بيقول (عاوز أمشى أزور جدى) ياخى ما تمشى تزور جدك فى حد حايشك؟ ثم أنحنا مالنا ومالك .. ده غير التانى البقول (شوفتك يا حبيبى قربت روحى تطلع) .. إنتا ح تشوف حبيبك يا إبنى والا ح تشوف (عزرائيل) ! وده كلو كوم والمطربة البتقول (اللكزس هدية ما علاقة شخصية) .. وأنحنا مال اهلنا ؟ تطلع هدية .. تطلع موش هدية .. أيه دخلنا فى الموضوع من أساسو ؟ وفى مطرب تانى يبدو إنو شغال فى الأراضى يمسك ليك الأحياء بتاعت العاصمة المثلثة ويحوما ليك .. حى .. حى وفريق فريق .. بانت .. الموردة .. أبروف .. ودنوباوى .. المسالمة وبعد ما ينتهى منهم يقوم يدخل بى كوبرى (شمبات) ويدخل بحرى ويبدأ يمسكا ليك من الشعبية ويلا .. الصبابى .. الختمية ,, الشعبية .. كوبر .. البابورات .. وبعد ما يكمل بحرى يدخل بى كوبرى (المك نمر) ويقعد يلف فى الخرطوم !! شنو هسه (ما يستفاد من ) الأغنية دى؟ أعمل بيها خريطة مثلاً ؟ ما إن إنتهيت من إجابة السؤال الأخير حتى لمعت عينا المذيعة وقامت بسؤالى وكأنها تقول لى (أهو قبضتك بالثابتة) : إنتا يا أستاذ ما قلتا ما بتسمع الغنا ده! - ما بسمعو .. لكن مرات بيكون مفروض عليا .. أكون سايق العربية أفتح الراديو يقوم يطلع ليا واحد منهم .. أمشى الدكان أشترى حاجه ألاقى سيد الدكان مشغل ليهو شريط من أياهم ... وكده تعود المذيعة الظريفة تسألنى مرة أخرى : - كيف إذن يا استاذ يمكن أن يعود الفن إلى صوابه وتعاد برمجته من أجل أن يتذوق المستمع ألوان الغناء الجميل الذى إندثر الآن كما تقول؟ أجبتها : - والله ما ظنيت إنو الغناء ده يتصلح تانى .. - ليه يا أستاذ؟ - لأنو الغناء والفن عموما هو إنعكاس لحال المجتمع وحركته والظروف البتمر بيهو وظروفنا بقت صعبة بالحيل وماشة كل يوم لى وراء ! - نشكرك يا أستاذ فى نهاية هذا اللقاء وبنديك الفرصة تهدى ليك أغنية ! - أنا بشكركم وبهدى للمستمعين أغنية سمعتها قبل شوية فى راديو العربية وأنا جاى الأستديو .. بتوريك إنو الغناء وصل ياتو حالة .. - الأغنية شنو يا أستاذ .. - حاجه كده فيها عذاب ! - تقصد بتغنيها عوضية عذاب ! - لا لا إسم الأغنية ذاااتا فيهو عذاب - بتقول شنو يا استاذ - أنا ما بتذكر بتقول شنو لكن الأغنية دى ما غريبه عليا الكلام الفيها كان بنسمعو أيام الإنتخابات ! - خلاس يا أستاذ عرفتها .. إنتا بتقصد أغنية (يا خلف الله ما عذبتنا) ! - بااااس ياها ذااااتا كسرة : عندما سمعت المطرب يغنى (يا خلف الله ما عذبتنا) تيقنت من أنو أولادنا ديل عباقرة والخطوة الجاية ح يلحنو لينا (أقوال الصحف) الرأي العام