يا حمّيدة أشهد لا يزال الضرب مستمراً!! منى سلمان [email protected] مع بداية العام الدراسي طالعتنا الصحف بتصريحات السيد وزير التربية والتعليم بالولاية (محمد أحمد حميدة) يؤكد فيها رفضه القاطع لعقوبة الجلد بمدارس الولاية كافة، باعتباره وسيلة غير مهنية في طريقة توصيل المعلومة للطلاب ومتابعة مسائل التحصيل الأكاديمي.. ولكن تصريحه هذا جعله كمن يؤذن في مالطة.. قبل ايام، تعرض ابني الذي يعاني من علة في القلب وخضع لثلاث عمليات تصحيحية ومازال ينتظره مثلها، وبنيته الجسدية ضعيفة حتى لتخاف عليه من أن يشيلو الهوا .. تعرض للضرب على ضهره ب(خرطوش الحمير) ذى اللون الاسود .. ليس لذنب جناه ولكن بحكمة (الشر يعم)، فقد ارتأ أحد الاساتذة أن يعالج شغب الفصل بالعقاب الجماعي فنال كل طالب شحطتين (يمرصعن) على كفيه، وعندما جاء الدور لابني - ضربه الاستاذ الضربة الأولى على كفيه فانكفأ على وجهه من قوة الضربة فألحقه بالثانية في منتصف ظهره .. لحظة تشفي كان يمكن أن تسكت هذا القلب العليل!! شكوت الامر لمدير المدرسة فاعتذر بأن الاستاذ جديد ولا يعلم وضع ابني الصحي !! يعني كلام (حمّيدة) ده شالو الهوا؟ تتكرر المأسي .. طفل في الجزيرة يلقى حتفه بضربة (طرشة) متعمدة من رجل يبلغ ضعف عمره أو أكثر .. لم يُقتَل هذا الطفل على ناصية شارع مظلم، ولم يلق مصرعه في مشاجرة بين شلة (ربابيط)، بل فقد حياته داخل فصله في مدرسته وفي إطار ممارسة مدرس لدوره (التربوي التعليمي) !! واخر يفقد عينه بطرف سوط وثالثة تضرب على ام رأسها حتى تفقد الوعي ورابع تكسر يده بضربة عصا ووو.. عندما نتحدث عن مثل هذه الحوادث، لا نتحدث عن تدهور مستوى المعلمين، ولا عن زلزال الفوضى غير الخلاقة التي ضربت منظومة التعليم، بل يكون الحديث عن سبب وجود شخص ذى نزعة للعنف في حرم مدرسة .. فلا يوجد هنا (طالب) و(معلم) بل (جاني) و(مجني عليه) والسؤال هو: على أية أسس تقرر وزارة التربية و التعليم أن هذا الشخص أو ذاك صالح لتولي مهمة التعليم والإضطلاع بوظيفة المعلم؟ هل هي الشهادات الجامعية ؟ أم مجرد فك حيرة بحكمة الجود بالموجود؟ هل يوجد نظام تقييم للمتقدم لوظيفة المعلم ؟ فلو كانت غير موجودة فهذه مصيبة ولو كانت تُطَبَق بالفعل ورغم هذا وصل مثل هذا المعلم لموقعه التعليمي فهذه كارثة !!ماذا يستفيد الطالب أو ولي أمره لو قامت وزارة التعليم بمجازاة مثل هذا المعلم أو حتى فصله أو سجنه أو حتى سحله في ميدان عام ؟ ما دام الضرر قد وقع وانتهينا!! هناك باب مفتوح على مصراعيه لكل ذي عقدة نقص أو كبت أو إنحراف سلوكي أن يأخذ لقب معلم و يتولى مسئولية تعليم الطلبة فيهبوا له قيامًا و يعتدلوا له قعودًا على طول اليوم الدراسي .. لا أعتقد أن لا توجد معايير لتوظيف المعلمين .. أكيد في وللا أنا رومانسية ؟! ولكني أتحدث عن غياب معيار أساسي هو المعيار النفسي .. هل هذا المتقدم لوظيفة المعلم مؤهل نفسيا لحمل امانتها؟!! قد يقول لي قائل (حسّنوا أوضاعهم ثم بعد ذلك حاسبوهم).. نحن لسنا مطالَبين بقبول سقوط العشرات و المئات من ضحايا فساد التعليم حتى ينصلح حال التعليم والمعلمين ويصبحوا (قابلين) للمحاسبة قانونيا .. ما دامت هناك نماذج كثيرة مشرّفة لمعلمين حقيقيين محترمين استحقوا تكريم (قم للمعلم وفه التبجيلا) فلا عذر للمخطئ ! لالا .. لالا ما بنقبل!! يجب أن يكون الضرب ممنوع قانونًا وإداريًا .. فالنبدأ أولا بإلغاء الضرب في المدارس و تجريمه .. لا على الورق، بل بشكل فعلي صارم مدعوم بالقوانين الإدارية والجنائية المغلظة.. وأن يفهم المعلم أنه يتعامل مع (بشر) لا قطيع من البقر، وأن يعمل بالتقييم النفسي قبل وأثناء ممارسة المعلم لعمله بصورة جادة لا تقبل التهاون .. وحتى يتم هذا، فكل مسئول في وزارة التربية و التعليم يحمل في رقبته دم وصحة و نفسيات كل طالب تحول لكيس ملاكمة أو حائط صد لفشفشة غبائن المغبونين والمغبونات من المعلمين والمعلمات.. حدثني ابني أن استاذه يبدو أن المدير قام بتنبيهه جاء للفصل وأخبرهم بأن: أي زول ما بقدر على الجلد يمشي يجيب لينا شهادة من الدكتور انو الضرب ما بنفع معاهو !! ف بالله يا (حمّيدة) أشهد!! الرأي العام