بين عنصرية القبيلة وعنجهية الحزب (5) محمد عبد المجيد أمين (عمر براق) [email protected] البريد (5) ملخص ما سبق: ذكرنا فيما سبق أن هذا البلد قد تحول ،عبر أحقابه التاريخية المتعاقبة، مرورا بكل فتراته المضيئة والمظلمة،وحتى يومنا هذا، من ملتقي للحضارات ومدخل للأديان وقبلة لتلاقح الثقافات إلي بؤرة من بؤر الصراع العرقي أدخلت حكامه في مواجهات مع\" المهمشين\"من الأعراق الأخرى، رفع فيها السلاح، وراح فيها ضحايا من كل الأطراف،والسبب،إما للمطالبة بحقوق مشروعة أو انتزاع حقوق غير مشروعة،هضمتها عنصرية مغلفة بسياسات \"حربائية\" تتلون بكل الألوان،من أجل أن تبقي في سلطة \" منهوبة\" ولما أعيت الحرب الإطراف المتنازعة راحت تبحث عن حقوقها بين أروقة العدالة الدولية، كاسرة شوكة السيادة بالتدخل الأجنبي السافر ومؤكدة علي الفشل الذريع للقدرات الذاتية وتقاعسها في إيجاد قاعدة مشتركة تجمع عليها كل الأطراف الوطنية حيث تتساوي فيها الحقوق والواجبات، وتحل بها مشاكلها الداخلية بحيادية وعدالة، وتقيم دولة \" متوازنة\" ولم يكن ذلك غريبا إذ أُبقيت التشريعات والقيم والمبادئ التي من أجلها أرسل الله تبارك وتعالي الرسل وختمهم بنبينا الكريم، محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، حبيسة الكتب و النصوص والعقول،وبعيدة عن حسم الصراع بالاحتكام إليها وأكتفي ب \" اللعب\" بها عند الحاجة ، وتأكد تماما أن هذا هو آخر شئ يمكن أن يُحكم به أو يُحتكم إليه لأنه لا يوجد في هذا البلد حتى الآن من الحكام – خاصة هؤلاء- من هم أهل لحمل الأمانة، ومهما دارت الدوائر،وبصرف النظر،عن النتائج اللاحقة، وممن أتت ، فسيعود الحكم لله ، إن آجلا أم عاجلا، وسيُقضي أمرا كان مفعولا، ومهما فعلنا، فلن نستطيع أن \" نناكف\" القدر. امتحانات صعبة في تاريخ \"مغيب\": لم تكن مثل هذه الصراعات وليدة اليوم ، وإنما هي أحداث ومواقف متكررة في صفحات التاريخ،نراها بين أقوام وأقوام، وأقوام وغزاة، وأقوام وفاتحين، وأقوام ومستعمرين اعتمد الحسم في معظمها علي أساليب غير مشروعة كالغزو والإغارة علي أراضي الغير والسلب والنهب والسبي، وباستثناء الأهداف السامية للفتح من أجل الدعوة لم تكن هي الأخرى خالصة لهذا الغرض فقط – كما سنذكر لاحقا-، فقد كانت الأهداف المادية\" الخاصة\"الأخرى تجمع علي استفادة \"الناهبين\"من كل الخيرات المتاحة وبكافة الوسائل والسبل وبسميات مختلفة كالتجارة وحصد الغنائم، وكان الاتجار في البشر ضمن هذه \" السلع\" . نري كل ذلك ونحن نبحث في شواهد وحوادث وروايات ووثائق متناثرة هنا وهناك-تحتاج إلي باحثين متخصصين في كل المجالات وأساليب علمية متقدمة تجمع كل هذا الشتات المتناثر وتعمل فيه ضبطا وتحقيقا كي يتسق مع التسلسل التاريخي المقبول، ذلك أن التناقض وعدم الاتساق والانحياز بل و \"الفبركة\" في بعض الأحداث والوقائع التاريخية (بغية إضفاء الفضل والريادة والسيادة لعرق أو جنس أو شخص معين)هو أمر ظاهر عيانا بيانا،لا يحتاج إلي دليل سوي أنه أحد ألأسباب المباشرة لتأخر عملية توثيق التاريخ الجامع والحقيقي لهذا البلد، ومن ثم سبب من أسباب التخلف والعجز عن جمع كل هذه الأعراق تحت مظلة دولة قوية واحدة ونذكر فقط أنه بسبب \" تيه\" الهوية هذا لا زال أناس يبحثون عن \" ذواتهم\" من خلال دولة لا نري لها أي ملامح حقيقية وهناك أجيال أخري تنتظر مصيرها الغامض...من هي..ومع من تكون والي أي أمة تنتسب...وأين هذه الأمة... وكيف سيكون مستقبلها؟. اشكالية المكون العرقي: كما ذكرنا من قبل،أننا إذا أجرينا مسحا علميا علي الأجناس في هذا البلد فسنجد أنها لن تخرج عن التصنيفات الآتية : 1- الجذور النوبية. 2- الجذور الأفريقية( الأصلية والوافدة) 3- الجذور العربية الخالصة ( وهي نادرة جدا في بلدنا هذا ). 4- الهجين ( خليط بين العرق العربي والنوبي والأفريقي والشركسي وقليل من الأوروبي ، وأعراق أخري). هذه المنظومة الفريدة، كما ذكرنا من قبل، لم تجد لها حتى الآن تلك الأسس والمبادئ التي تجمعها وتضعها في مسار واحد، بالرغم من وحدة الأغلبية في الدين( الإسلام) وتطابق الثقافة واللغة (العربية) ويعود ذلك إلي نفس الأسباب \" العنصرية\" التي ذكرناها من قبل، والتي تتمثل بتعصب بعض القبائل ذات الأصول العربية \"لعروبتها\" ونبذها وازدراءها للأعراق الأخرى حتى ولو كانت مسلمة،ناهيك عن احتقار\" الذميين\" من أهل الكتاب، وانتهاك كل حقوقهم المشروعة. وليست هذه الصورة بجديدة، أي تجاهل الأسس الشرعية في معاملة \" الذمي\" والتخلي عن الدعوة والتبشير بالإسلام مقابل مصالح شخصية،فقد تكررت هذه المواقف في حروب الفتح العربي، إذ يستنتج حسين مروه من أن العامل الديني لم يكن هو العامل الحاسم بين العوامل الواقعة لحركة الفتح العربي، وفي ذلك ذكر أن: \" بعض الحكام في تلك البلدان لم يكن يشجع أهلها علي الدخول في الإسلام حين رأي أن دخولهم في الإسلام يقلل من واردات ضريبة الجزية إلي بيت المال لأن هذه الضريبة كان يعفي منها المسلمون أو من يدخل في الإسلام من أهل العقائد الأخرى\"*(1). وفي صورة متقابلة في خضم كل هذا العبث والتخبط الذي نراه الآن،ينقلب السحر علي الساحر،إذ يستطيع أن يساوم \" الذمي\"الآن ويفرض شروطه بطلب التخلي عن آخر\"سند\" يملكه المسلمون مقابل الوحدة!!. وحقيقة !،هو نفسه لا يدري أن هذا السند قد تم التخلي عنه بالفعل بواسطة الحكام وأن ما يراه مجرد ورقة تستخدم للمساومة وابتزاز الخلق واستقطاب المنافقين والجهلاء السذج. حقوق \" الذمي\": في أيام الفتح الأولي رفع العرب شعار\" لا حرب إلا ضد الذين يرفضون الصلح\" ثم شعار\" لا إكراه في الدين\" وأنهم إذا دخلوا بلدا بصلح كان لأهل هذا البلد الأمان والحماية لأرواحهم وأموالهم ولحريتهم الشخصية والدينية وما كانت غنائم الحرب تؤخذ إلا من البلدان التي أبي رؤساؤها إلا الحرب. كان مفهوم أهل الذمة آنذاك هو أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أي أهل الديانات السماوية التي اعترف بها الإسلام ، إلا أن المفهوم توسع فيما بعد في معاملة الفاتحين العرب للسكان المحليين ليشمل طوائف أخري كالصابئة والمجوس وما كان ذلك إلا \" اجتهادا\" من بعض الخلفاء لتوسيع مصادر الجزية (2). ونحن إذ نطالع هذه المواقف نقارن حالنا الآن ونري أنه بسبب السياسات العشوائية والغير واضحة لم تحدد أطر العلاقة مع\"أهل الذمة\"،وانطبق علي المسلمين نفس مصادر\" الجباية\" وزيد عليها بجبايات ما أنزل الله بها من سلطان وكان ذلك بفضل \" اجتهاد\" الحكام فيما لا اجتهاد فيه. بين علم الأنساب والعنصرية : لا شئ البتة يجمع بين علم الأنساب وبين العنصرية ، فعلم الأنساب في الشرع محمود والعلم به ضروري لأنه له فوائد عملية جمة، شرعية واجتماعية وأدبية وحتى مادية فهو مرتبط بالمواريث وعلم الوقف والأنكحة والديات وغير ذلك، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله \" تعلموا من النجوم ما تهتدون به ومن الأنساب ما تعارفون به وتواصلون عليه،ومن الأشعار ما تكون حكما وتدلكم علي مكارم الأخلاق\"*(3) أما العنصرية فهي، علي تأصلها في الطبيعة البشرية ، الا أنها تصبح \"نتنة\" بغيضة إذا ما تعدت حدود الله ، تماما كما وصفها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، والتي بسببها غضب من \"الصحابي\" أبو ذر الغفاري لما عاير أخاه \" الصحابي\" بلال الحبشي، ولا يمكن أن نقارن بين علم \" محمود\" وجهل مطبق، ذلك أنه إذا اجتمعت العنصرية بالأنساب \" أنتنته\" ونتن الرائحة تُنفر المرء العاقل و\" تُقزز\" النفس، وتثير حفيظة ( المتعنصر عليه)، عندما يُحط من قدره ويُنال من كرامته ويُمارس عليه التباهي والتفاخر والتعالي،بغير حق، مع أن نسب الأب واحدا. ذكر الحقيل أن: \" علم الأنساب يقوم به بعض من الناس دون سائرهم، فمعرفة أسماء أمهات المؤمنين ضروري لحرمة \" نكاحهن\"، ومعرفة أكبار الصحابة من المهاجرين والأنصار ضروري، وإذا لم تعرف الأنساب لم نعرف إلي من نحن ولا عن من نتجاوز، ومعرفة من يجب له حق في الخمس من ذوي القربى، ومعرفة من تحرم عليه الصدقة من آل محمد صلي الله عليه وسلم ممن لا حق له في الخمس ولا تجري عليه الصدقة\" *(4) الحقيل. وعلم الأنساب الصحيح والموثق من النسابة أهل الاختصاص يجنب الإفك في\" اختلاق\" الأنساب زورا وبهتانا،إذ يترتب علي مشروعية النسب الصحيح من الحقوق ما يستدعي الطلب بها وإتيانها، كما ذكرنا آنفا، وسيكون علي تلك القبائل التي ينتهي نسبها إلي \" آل البيت \" من الواجبات التي تحتم الإقتداء بسنة وسيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم وتمثل \" القدوة الحسنة\" للآخرين،أما إذا سخرت للمباهاة والمفاخرة والتغول علي الآخر واستغفال الناس فهذا عين الضلال وأبعد عن \" توقير\" النبي الكريم وآل بيته. قال تعالي\"وفصيلته التي تؤويه\"* وقال: \"وأنذر عشيرتك الأقربين\"* وقال تعالي : وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا\"*، وقال الكلبي \" الشعب : أكبر من القبيلة ، ثم العمارة ،ثم البطن، ثم الفخذ،ثم العشيرة، ثم الفصيلة ، والناظر إلي بعض قبائلنا \" المستعربة\"يجد أنها تربط نفسها بهذا البيت الشريف فحقيق عليها- إن كانت كذلك بالفعل- أن تكون أول من يقوم بهذا الدين ويصلح هذا \"الانحراف\". نحن هنا أمام معضلة كبري نترسم حقائقها المرتبطة بموضوعنا الأصلي عن معيار \" التقوى\"ونضعها كما هي للإيضاح فقط دون الخوض في تفاصيلها ، آملين أن نكتفي بوضع يدنا علي أحد المشاكل التي نواجهها في عصرنا ،ثم بعد ذلك نسأل: لماذا كل هذا التعصب العرقي ؟!! أليس هو منهي عنه شرعا؟! وان كان هو كسب في الدنيا ...فهل فيه أي كسب في الآخرة يبتغي ؟. أم ترانا نكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ونحسب أنه من حسن الصنيع؟!!. من نحن وسط هؤلاء؟: أصبح من الضروري الآن أن نقر بأن الغالبية الغالبة من \" عرب\" هذا البلد هم خليط من العرب الحقيقيين ومن السكان المحليين، ومهما أتينا بكل أشجار الأنساب فلن نتعدى حقيقة حددها علماء الأنساب من أن \" هجيننا\" العربي هم من أحفاد سام(ذريته العرب والفرس والروم) وحام (ذريته السودان والقبط والبربر) وقد كان حريا بنا أن نفخر ونعتز ببني العمومة هذه لكوننا قد جمعنا بين صفات الأخوين، ومؤكد أن ذلك لم يكن مصادفة بقدر ما اقتضته عوامل الفتح والهجرة والنزوح، وهذه حكمة يعلمها الله وحده أن يجمع كل هؤلاء الناس باختلافاتهم هذه علي أرض واحدة ويصير هذا التداخل في الأعراق . وبدلا أن نعمل العقل ونبحث عن هذه الحكمة يزداد الشطط بالتنفير والتنكيل بالآخر، بل وبلغ الأمر مبلغه باستخدام مفردات ودعاوى دينية في العمل السياسي( كقول أحدهم: لن نقبل بكذا حتى ولو دخلوا في دين الله أفواجا)وهذا الشطط هو أبعد ما يكون عن جوهر الإسلام ومقاصده، الأمر الذي جعل المسلمين أنفسهم يضربون أخماس في أسادس بين ما يرونه ويسمعونه من تناقض وأفك بين،وبين ما بأيديهم من كتاب وسنة وسيرة ومراجع فقهية وتاريخ وحضارة وثقافة إسلامية لا تتسق أبدا مع ما هو مطبق ولا ما هو يمارس من أفعال. أدي كل ذلك إلي كره ومعاداة أبناء الوطن الواحد من غير المسلمين للمسلمين أنفسهم وليس للإسلام، بزعم أن تلك العصبة إنما تمثل الإسلام حقا،وهي ليست كذلك، وتكون النتيجة أن ينفر مثل هؤلاء من أي دعوة، طالما يتصرف المسلمون علي هذا النحو وربما سيحتاج الأمر إلي سنين طوال لتغيير هذه الصورة القاتمة عن الإسلام والمسلمين. مغالطات في الأنساب : ذكر القاضي(الفحيم) في كتابه عن الأنساب أنه: \"قبل الإسلام كان يراد بالعرب ( سكان جزيرة العرب فقط)فقد كان أهل الشام والعراق من ( السريان والكلدان والانباط واليهود واليونان) وأهل مصر من ( الأقباط) وأهل المغرب من (البربر واليونان والفندال) وأهل السودان من ( النوبة والزنوج وغيرهم)فلما ظهر الإسلام وانتشر العرب في أنحاء المعمورة توطنوا هذه البلاد وغلبوا عليها، وغلب لسانهم علي ألسنة أهلها فسموا(عربا)*(5) صفحات مكررة من التاريخ : ذكر الأستاذ (مروه) أن سيرة عمر بن الخطاب الذي كان يلقب في التاريخ الإسلامي وغير الإسلامي ب \" عمر العادل\" قد تغيرت ما إن جاء عثمان بن عفان وتولي الخلافة، إذ أحس الناس أن الأموال المتجمعة من ضرائب الجزية والخراج وغيرهما لا تذهب إلي بيت المال، وإنما تذهب إلي فئة الحكام الذين ولاهم الخليفة الثالث عثمان علي الأمصار،وهم في الأغلب من أسرته وعشيرته في بني أمية ،فإذا بهذه الأموال تتكدس ثروات كبيرة في جماعة معينة من أهل المدينة\"*(6) والناظر إلي حالنا الآن يجد أن نفس المشهد يتكرر مع اختلاف الزمان والمكان، ولا ندري بما نصف به هذا التشابه .. أهو سمة متأصلة في طبيعة بعض القبائل العربية التي تمتطي ركاب الإسلام لتحول منافعه وأصوله إلي الحساب الخاص وتجعله من مصادر \"رزقها\"، أم هو سوء فهم للمقاصد، أم جهل بالشرع، أم تغاض وإعراض عن الحق الذي أمرنا أن نصدع له؟!!. خاتمة : للقارئ الكريم...: اسأله العفو علي هذه الإطالة والتكرار، فقد حاولت أن أبحث بالمعيار اللدني الذي اخترته \"إن أكرمكم عند الله أنقاكم\" وبمشكاة النبوة النابذة لأي شكل من أشكال العنصرية، عن ومضات تعزز هذه الرؤية ولكن ،يبدو أنني لم أوفق ربما لكون هذا الموضوع أكبر من طاقتي، وربما بسبب التقصير في البحث ولعلي لم أهتدي إلي ما أعزز به هذا العمل المتواضع سوي مثال أورده ابن خلدون في العبر عن قصة عبيد الله بن مروان لما وعظه ملك النوبة حين رآهم يستحلون الحرام ويدخلون في مساخط الله:\" بل أنتم قوم استحللتم ما حرم الله عليكم وأتيتم ما عنه نهيتم وظلمتم فيما ملكتم فسلبكم الله العز وألبسكم الذل بذنوبكم ولله نقمة لم تبلغ غايتها فيكم وأنا خائف أن يحل بكم العذاب وأنتم ببلدي فينالني معكم العذاب وإنما الضيافة ثلاث فتزودوا ما احتجتم إليه وارتحلوا عن أرضي\"*(7). هذا والله أعلم. الدمازين في :2010/08/05م محمد عبد المجيد أمين(عمر براق ) [email protected] المراجع : (1)حسين مروه- النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية -ص 416 (2) مروه- نفس المرجع السابق - ص 418 (3) حمد بن ابراهيم الحقيل- كتاب كنز الأنساب -ص15 (4) الحقيل -0 نفس المرجع السابق – ص15 (5) الحقيل -0 نفس المرجع السابق – ص17 (6) مروه- نفس المرجع السابق ص 436 (7) ابن خلدون - العبر