الشريعة في مقابل الوحدة ! فرية المتأسلمين وخداع المسلمين؟ د. زاهد زيد [email protected] الشريعة في مقابل الوحدة ! فرية المتأسلمين وخداع المسلمين؟ د. زاهد زيد لا ينفك دجالوا الإنقاذ يخوضون في باطلهم باسم الدين ، ولا يزالون يستخدمون الدين غطاءا لفشلهم تخديرا للعامعة وتبريرا لتشظي وطن لم يستطيعوا أن يحافظوا عليه كالرجال فباتوا يتلمسون الأسباب لتبرير فعلتهم المقيتة ودورهم المريب في العمل على افشال الوحدة وقتل نبتتها بكل وسيلة جبانة ومتخازلة. وآخر محاولاتهم البائسة استغلال تصريحات بعض الجنوبيين حول امكانية تحقيق الوحدة إن تحققت لهم مطالبهم في وطن ديمقراطي علماني ! فاستغلوها فرصة ونشروها بين الناس \"أن الله لن يحاسبهم على وحدة السودان ولكنه سيحاسبهم على التفريط في الشريعة\". هكذا ارادوها الشريعة في مقابل الوحدة , وعليكم أيها السودانيون ان تختاروا وحدة علمانية \"كافرة\" أو شريعة دينكم الغراء . هكذا يعرف الدجالون كيف ومتى يستغلون عواطف الناس لدينهم , ويعلمون أن السوداني البسيط لا يفرط في دينه مهما كان الثمن ولو كان ذلك الثمن وحدة بلدهم وكيانهم . ولن يتوقف أحد ليسألهم أي شريعة يقصدون ؟ وعن أي دين يتحدثون؟ هل هي شريعتهم التي عرفناها لعشرين سنة خلت ؟ شريعة لا تردهم عن الكذب ولا تنهاهم عن أكل المال العام ؟ ولاتمنعهم من قتل الأبرياء واغتصاب النساء؟ شريعة تبيح لهم تشريد الناس وقطع أرزاقهم وتسمح لهم بقتل من يعارضهم وتعذيبه؟ شريعتهم التي لم تربي أهلها ولم تهذب طباعهم ؟ ولم تظهر لنا عفتهم وزهدهم ؟ إن كانت تلك هي الشريعة التي يودون المحافظة عليها ودفع ثمنها وحدة البلد فيا لبخس ما باعوا به بلدهم وترابه . ولو كانت هناك شريعة حقيقية ما احتاج الجنوبيون لاستفتاء للوحدة و لاختاروها جريا وبلا تردد ، فالشريعة التي نعرفها واحة لغير المسلم وللمسلم على السواء ، فيها حقوق غير المسلم مصانة ومحصنة لا يمسها حاكم ولا تطالها يد العبث ، وغير المسلم في دولة الإسلام يدافع عنها كما يدافع المسلم لأنها تحفظه في نفسه وماله. أما شريعة المتأسلمين فهي التي دفعت المسلمين قبل غيرهم للنفور من الدين وهي التي ضربت أسوأ الأمثال لغير المسلم في تصوره للحكم الإسلامي , وهي التي أخرتنا عن بلوغ آمالنا وتطلعاتنا في حياة آمنة مطمئة يظللها الإيمان ويتوجها بنوره القرآن . كيف يُتوقع من الجنوبي غير المسلم أن يرضى بالعيش معهم في دولة شريعتها القتل والإبادة لمن يشاركهم الدين ويشاطرهم الوطن ؟ وكيف يُتوقع أن يرضي هذا الجنوبي بحكم من يشرد أخاه المسلم ويهدر آدميته ويمسح بكرامته الأرض ؟ هل سيكون مصيره أحسن حالا من المسلم ؟ لقد دفع المتأسلمون الكل خارج دينهم الذي يريدونه خالصا لهم دون الناس جميعا يفعلون باسمه ما يريدون بلا حسيب ولا رقيب . ولو علم الله فيهم خيرا ما جعل النفرة منهم بمثل ما نراها اليوم من المسلمين وغير المسلمين ولفتح الله عليهم بضم الجنوبيين تحت جناح دولتهم . ولما جعل الدنيا تتنادى عليهم من كل حدب وصوب. ولجعل لهم نورا ومخرجا مما هم فيه من الضلال والسفه. إنها مقولة باطلة يراد بها باطل, وفصل جديد في خداع الناس حتى يقال انهم اختاروا الشريعة ما دام الوحدة لن تتحقق الا بعلمانية الدولة , ومن يلومهم بعد ذلك وقد تمترسوا خلف الدين وتخذوه مرة أخرى ستارا لتثبيت دعائم حكمهم لبقية البلد . يجب أن نعي الفخ الذي ينصبه لنا المتأسلمون لتمرير الانفصال دون تحمل نتائجه وعلينا أن لا ننخدع بقناعهم الديني الكاذب , فقد خبرناهم وعرفناهم وعلمنا انهم انما يسعون لتكريس الخداع وتخدير الناس باسم الدين والدين منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب .