تراسيم.. في هذه الحال ..السرقة حلال !! عبد الباقي الظافر العربة الفارهة كانت تمر بسرعة فائقة في معبر جبل أولياء..المسئول الرفيع لا وقت لديه لإبراز هويته.. دفعُ رسوم العبور يُعتبر إهانة بالغة للوقارالسياسى.. سائقه الذي يعرف (الإتيكيت) الرسمي ويجيد التعبير عن رغبة الكبارما عليه إلا أن يشعل عيني السيارة في وضح النهار..أنباءٌ عن مقدم رجل مهم.. المتحصلون الذين تعلّموا من الأيام كان عليهم تنظيف الطريق للقادم..إن لم يفعلوا أو تأخروا.. نالوا نصيبهم من الزجر والتوبيخ . شرطة المرور أرادت صناعة الأمان بأيسر كلفة.. بدأت ترسل الناس أفواجًا.. كل مائة سيارة تتقدمها عربة نجدة.. إن لم تفعل ذلك سيموت الناس فرادى وجماعات.. غضبتُ في بادىء الأمر لسياسة الجمع بين العربات.. ولكن، عندما شاهدتُ (البص) المُتفحِّم في منطقة (الدرادر) الذي أودى بحياة عشرات الأنفس في حادث حركة مؤلم تفهّمتُ اجتهاد (ناس المرور). توقفتُ عند مقهى بلدي لأستريح قليلاً.. استفسرتُ عن مكان لقضاء الحاجة.. فأشار عليّ شيخ كبير إلى فضاء واسع .. سألته: ماذا عن السيدات؟..ردّ عليّ (المُضطر يركب الصعب).. حمام بلدي لا يكلف كثيرًا.. ولكن، إذا كانت القوانين المحلية لا تلزم المستثمرين بإفراغ ما في البطون.. إذن لا حاجة لإهدار المال في جمع الفضلات في مكان واحد.. وعلى المسافر أن يركب الصعب. استرجعت ذاكرتي السفر خارج السودان.. طرق المرور السريع واسعة ومضاءة.. المقاهي عبارة عن سوق صغيرة.. رسوم المرور لا تستثني كبيرًا أو صغيرًا.. حتى لو تجاوزتها سهوًا تصل الغرامة إلى منزلك مضاعفة عبر البريد وعلى وجه السرعة. تجربة سفري إلى (بحر أبيض ) الأسبوع الماضي .. جعلتني على يقين أن طرقنا الحالية تحتاج إلى إسعاف عاجل.. حاجتنا إلى تشييد طرق موازية أكبر من صناعة طرق جديدة.. معظم الحوادث الآن سببها محاولة التخطّي في طريق مزدوج الاتجاهات.. والكلفة عالية جدًا.. إزهاق أرواح بريئة لا يعادله ثمن.. وصناعة الطرق ماعادت أمرًا صعب المنال يحتاج إلى خبراء أجانب.. عليه يجب أن تكون كل الطرق ذات الكثافة العالية من اتجاهين. على الولايات ألاّ تنتظر حكومة المركز.. نظام (البوت) يوفر خيارًا جيدًا في التمويل.. تُخصم التكلفة بعد التشغيل ومن رسوم المرور.. والمواطن سيدفع إن رأى ماله بالعين المجردة يحقق له الأمان والراحة. دعونا نفكر بعيدًا عن الحكومة.. ماذا لو شيّد اتحاد أصحاب النقل استراحات نموذجية في كل الطرق العابرة للولايات.. مبانيها بلون واحد.. لافتاتها تخبرك من على بعد عشرات الأميال بأن السفر يمكن أن يكون قطعة من النعيم.. الفكرة ستوفر للاتحاد موارد إضافية.. وفي ذات الوقت ستقدم (موديل) لكل من تحدثه نفسه بالاستثمار في تقديم خدمات للمسافرين. صدقوني، نحن بحاجة لأن نُحسن السرقة من تجارب الآخرين.. وهذا على مسؤوليتي حلالٌ حلال. التيار