[email protected] وكما يقول طه حسين فأن الكون آية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد , فالله سبحانه وتعالى لم يخلق البغض والكراهية فى قلوب بعض الناس انما اكتسبها هؤلاءوقد جارت عليهم الايام وقد كان باقان اموم وكل الانفصاليون من هذه الفصيلة وهم يجهرون بالانفصال والطلاق البائن ما بين الشمال والجنوب وانطلقت السنتهم رغبة فى انشاء دولة الجنوب وقطع طرق التواصل مع الشمال وقد قال قائلهم انهم لن يعطوا الشمال جالونا واحدا من البنزين وقد وعدهم العم سام بأن يمدهم بطريق عبر ممبسه وكينيا وقطع شعرة معاوية مع الشمال وابتلاع ابيي وتحويل الجنوب الى بروناى افريقيا , ومع دنو ساعة الصفر تزداد نبرات المتطرفين هنا وهناك وقد قال احدهم ان الجنوبيون فى الشمال سيعتبرون اجانب بعد الانفصال وقد تنتزع عنهم كل الحقوق , انه حقا الازدحام والتدافع بالايدى والمناكب نحو المناصب ومصادر الرزق والسلطة وقد يراود الانقصاليون ادارة دولة جديدة غير آبهين بقبائل الجنوب التى ستشعل تلك النواحى حين يجلس الدينكا على عرش الجنوب , مالى اخوتى ارى عقلاء بلادى وقد انزووا جميعا فى ركن قصى تاركين الساحة للغلاة وامثال فرار السلمى والذى كان يغرى بالحرب حتى اذا شب نارها وازكى اوارها لاذ بالفرار وتغنى ببراعته قائلا : وكتيبة لبستها بكتيبة ** حتى اذا التبست نفضت لها يدى فالمتطرفون حقا فى مقدمة الصفوف وكل قد اخرج سيفه عن غمده ليبيع السودان بثمن بخس ودراهم معدودة فما اكثر اخوتى هذه الايام الباطل المذاع والزور المشاع والهتان المريع وقد قال شاعر قديم : يقولون اقوالا ولا يعلمونها ** فأن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا فما ان تشرق شمس يوم جديد ألا وتتواتر علينا الاخبار الكالحة بالسواد عن مقبل الايام وكأنى واهلى موعودون بها دون جميل الاخبار والتى تكثر فى بلادى ولا يلتفت اليها احدا , 113 يوما ويقرر الجنوبيون مصير السودان وقد فات حقا آوان جعل الوحدة جاذبة فأين كنا نحن منذ الاستقلال وحين كنا نعاملهم بدونية ولا نمنحهم الا وزارات غير سيادية كالثروة الحيوانية والعمل , ما يحدث اليوم هو حصاد حقيقى لما زرعناه طويلا , وما اشبه قبولنا فى الشمال بأنفصال الجنوب بقبول آية الله الخمينى ايقاف حربه مع العراق وحين قال : أيها الأعزاء ، إنكم تدركون أن هذا القرار بالنسبة لي إنما هو بمثابة تجرع كأس السم ، ولإرضاء الله تعالى وصيانة دينه ، والمحافظة على الجمهورية الإسلامية وكرامتها أقدمنا على هذا الأمر.