[email protected] جلست (صفاء) على سريرفي صالة الحنة تتصفح كتلوجاً قديماً لبعض تصميمات واشكال الحنة بينما إنخرطت رفيقتها (هدى) في حوار مع الحنانة وهي تقول: - أختي دي عايزين ليها حنة كدة تكون (شرط) ناعمة ورقيقة .. إنتي بتشتغلي من الكتلوج ده؟ قالت الحنانة بلهجة واثقة تميل للغرور: على كيفكم .. لو عايزين من الكتلوج ما مشكلة .. ولو خليتوها لي على مزاجي براكم حا تشوفوا النتيجة كيف. رفعت (صفاء) رأسها من الكتلوج ومسحت الحنانة بنظرة متفحصة سريعة.. تأملت أظافرها الطويلة المطلية .. قامتها الفارعة ولونها الأبنوسي .. شعرها المضفر على الطريقة الأفريقية بعد أن اضافت إليه خصلات الشعر الذهبية وجمعته كقبة صغيرة في الخلف وإنحدرت بعينيها الناقدتين لبنطالها الجينز الضيق فحدثت نفسها عن (شقي الحال هو البقع في القيد) قبل أن تقول: عايزاك تعملي لي حنة بي روقة ومزاج. قالت الحنانة في إختصار الواثق: ما عندك مشكلة. جّرت البنبر بعد أن حملت كيس الحنة وتموضعت بجوار قدمي (صفاء) بينما إتكأت (هدى) على السرير المقابل وسرعان ما إنساب الحديث سلسا بين ثلاثتهن في ود كما لو كن يعرفن بعضهن البعض منذ الأزل .. قالت (هدى) تشكو من تسلط نسيبتها وتحكمها في زوجها بعد تلقيها مكالمة منه على الموبايل يسألها عن مواعيد عودتها للبيت: صدقي تلقيها دي فلانة حرشتو .. تقلقلو وتقول ليهو مرتك حايمة مع الحنانات ومجدعة ليك الشفع عشان تتلتلك بيهم. سألت (صفاء): هي الليلة قاعدة معاكم في البيت؟ أجابت (هدى) في تذمر: ما جاتنا .. لكن هو طار ليها من الصباح .. صدقيني دي عاملة ليهو حاجة مزوزية بيهو .. ما بقدر لازم كل يوم الصباح أول ما يصحى من النوم .. يجرى عليها ويديها الفي جيبو كلو حتان ترتاح .. غايتو خليناها لي الله. دخلت (الحنانة) شمال في الحوار واستلمت الموضوع قائلة: تشتغل ليهو وإنتي قاعدة تعايني .. مالك ما بتشتغلي ليها إنتي ذاتك يا العويرة؟!! قالت هدى في (مغصة): أسوي ليها شنو يعني .. دي شديدة ومانعة. ردت (الحنانة) لتؤلبها ضد نسيبتها: تشتغلي ليها زي ما بتشتغل ليك .. ولا كمان عايزة تخلي ليها حقك وحق أولادك .. أنا غايتو نسيبتي ملزّماها حدها .. هي تجري وتستريح .. وأنا أجري أواسيها في محلتا!! أثار حديث الحنانة حماسة (هدى) فجلست بعد إتكاءتها وإقتربت منها وقالت: طيب ما توريني محل ما بتجري وتشتغلي ده .. ينوبك فيني ثواب!!!! قالت الحنانة في ثقة: طوالي ما عندك مشكلة .. أنا شيخي ده حلفو قالوا ليك بيحرق ورقة الكوتشينة لو صفق ليها بي يدو .. صعب شديد!! سألت هدى في تشوق عظيم: شلهتيني .. عليك الله ده لقيتيهو وين؟ - ساكن جنبنا ما بعيد .. لكن المشكلة هو هسي مافي مشى السعودية .. قالوا ليك هناك وين يشيلو وين يختو .. آخر عظمة. تدفق الحكي على لسان الحنانة وهي تسهب في وصف كرامات وتجليات شيخ (آدم)، حكت لهن عن تحولها لحوارية مخلصة تأخذ له كل ذات مشكلة من زبونات الحنة ليبهرهن بنتائج علاجه المذهلة، كما حكت لهن عن علاجه لها شخصيا بعد قيامه بإخراج عمل كانت قد عملته لها نسيبتها من بطنها فقالت: قال لي أمشي أملي الكورة دي موية .. ختيها وأقيفي فوقا .. أول ما وقفتا عاد .. بب .. جاتك واقعة سحلية وقطعة من هدومي والله يعزك زبالة غنم مربوطات مع بعض .. عاملاهم لي نسيبتي عشان البيني وبين راجلي تتغير زي ما السحلية بتغير لونا !!! بينما كانت صفاء تغسل حنتها وتنساب المياه سوداء اللون نحو المجرى، كانت (هدى) تسجل على هاتفها رقم الحنانة للاتفاق على موعد المشوار للشيخ عقب عودته من عمرته ليزداد عدد ضحايا الوهم إثنين، وتُدخل الحنانة (سمسارة الفكي) إلى جيبها عمولتها المزدوجة من الطرفين. الرأي العام