بالمنطق تساؤلات للشرطة .. !! صلاح عووضة * درجنا على أن نوفي شرطتنا السودانية حقها ونقول لها إذا ما أحسنت ، أحسنتِ.. * وكثيراً ما تُحسن .. * ونقول لها في المقابل إذا ما أخطأت : أخطأتِ .. * وقليلاً ما تخطيء .. * وكل إبن آدم خطّاء ، وخير الخطّائين التوّابون .. * ولا أنسى على الصعيد الشخصي التجاوب الذي فوجئت به من تلقاء قيادات شرطية رفيعة حين أثرت قضية تظليل السيارات لأغراض تتنافى مع قيمنا و أخلاقنا و عاداتنا .. * ثم بعد ذلك بقليل كانت الإجراءات التي هدفت إلى (ضبط) مثل هذا التظليل .. * وكذلك حين أثرت قضية ضرب نفر من منسوبي الشرطة أمام عينيّ لمواطن بحجة مضايقة عربتهم بدراجته النارية .. * وأيضاً قضية (إنبساطة !!)شريف نيجيريا المحيِّرة من فناناتنا أكثر من فنانينا رغم (انسراب)عشر منهن من تحت بصر اللواء (الكفؤ) أبو سن قبل أسابيع .. * ولكن الشرطة الآن أخطأت حسب ظننا في التعامل مع قضية أراضي السعدة ببحري .. * وإن كنا نحن الذين أخطأنا فلتصوبنا الشرطة وينوبها على ذلك ثواب .. * فمواطنو قرية السعدة بريفي بحري اعترضوا على نزع أراضيهم لتشييد مدينة أفريقيا للعلوم والتكنولوجيا عليها بحجة أنها ملك خالص لهم .. * كان ذلك منذ سنوات عدة .. * وفي العام 2008م صدر قرار جمهوري بتعويض أهالي السعدة عن أراضيهم المزمع انتزاعها منهم .. * وإلى يومنا هذا حسب الأهالي هؤلاء لم يتم تنفيذ القرار الجمهوري ذاك .. * ولم يتم التعويض المشار إليه .. * وقبل أيام فوجىء سكان المنطقة بإجراءات مسح للأرض التي (مازالت !!)ملكاً لهم مصحوبة بقوة شرطية فاعترضوا على الشروع هذا في المسح قبل التعويض .. * وتم الاتفاق على الارجاء الى حين تنفيذ القرار الجمهوري .. * ولكن أهالي السعدة فوجئوا مرة أخرى بعودة السلطات يوم الأربعاء الماضي ومعهم قوة من الشرطة والقوات المسلحة .. * وحين محاولة الأهالى الاعتراض كما فعلوا سابقاً حدث اشتباك أدى الى اصابة خمسة منهم بجروح إثر اطلاق للأعيرة النارية .. * وقال مدير شرط محلية بحري اللواء ناصر محمد يوسف لهذه الصحيفة إن مواطني المنطقة (تعجلوا !!) حقوقهم التي نص عليها القرار الجمهوري الخاص بالتعويض .. * أى أنهم لم يتحلّوا ب (الصبر!!) .. * هذه هي خلاصة القصة حسبما أوردتها بعض صحف الخميس الماضي .. * وما لم تكن في القصة هذه (ثغرات) أغفلتها الصحافة تحول دون ترابطها (منطقياً) فإن من حقنا أن نشير إلى ما نظن أنها أخطاء صاحبتها .. * فلماذا أولاً تم إطلاق رصاص حي مع وجود بدائل كانت في نظرنا كفيلة بإحتواء الموقف .. * وفي كلمتنا عن قضية كجبار قبل أيام أشرنا إلى البدائل هذه مما تعلمها الشرطة بالضرورة أكثر من .. * وفي إسرائيل مثلاً نرى يومياً عبر الفضائيات كيف تكون البدائل هذه حاضرة رغم تعامل شرطتها مع أبناء شعب هو بالنسبة لها (عدو!!) لا ينطبق عليه شعار ( الشرطة في خدمة الشعب ) .. * ولماذا ثانياً سمحت الشرطة لمنسوبي القوات المسلحة مشاطرتها مهامها في احتواء المسألة وهي القادرة على ذلك بما اوتيت من قدرات وكفاءات ومعدات ؟! .. * ثم أليست القوات المسلحة مهمتها هي حماية حدود البلاد وأراضيها لا أراضي (مدينة أفريقيا للعلوم والتكنولوجيا !!!) ؟! .. * ولماذا ثالثاً لم تأخذ الشرطة في الاعتبار (إستبطاء ) أهالي المنطقة لحقوقهم في مقابل ( تعجل!!!) القائمين على أمر مدينة افريقيا هذه ؟!.. * فهذه (مربوطة!!) بتلك اللهم إلا إذا كان الانتظار من العام 2008م والى يومنا هذا الذي نستشرف فيه العام 2011م هي فترة ضئيلة في نظر حكومتنا ومدير شرطة محلية بحري ... * إننا نتوجه بالتساؤلات التظلمية هذه نيابة عن أهالى السعدة إلى قيادات في شرطتنا نشهد لها بصدق الاحساس بالمواطن من منطلق بسط العدل .. * فإن كنا قد أخطأنا فليصوبونا ولهم العتبى .. * وإن كان أخطأ بعض منسوبيهم فإننا نثق في حسن تعاملهم مع التجاوزات .. * فما نحن وهم إلاّ في خدمة الشعب .. * وكلنا حسب الحديث الشريف خطّاؤون . الصحافة