من يبكي ..؟ من؟ م.مهدي ابراهيم أحمد [email protected] البكاء عند العامة ليس كالبكاء عند أولي لأمر وصناع القرار فالبكاء عند العامة قد يكون مرتبطا بظروف الحياة وأقدارها في الأجتماع والتفرق ومناسبات أخري تخرج الدموع فيها لاأراديا ولكن البكاء عند صناع القرار قد يكون مخافة أضاعة شئ أو ن مصير منتظر ولعل المشهور في التاريخ بكاء آخر ملوك الأندلس عندما أعتزل علي صخرة وهو يبكي مجد آبائه الضائع وتمر عليه أمه لتقول له مقولتها المشهورة (فلتبك كما يبك النساء لقد أضعت ملكا لم تحافظ عليه كالرجال ). بكي العرب الأندلس بزفرات حري وبكي العرب دموعهم دما تهاونهم وتقاعسهم عن فلسطين مهد المسيح وأرض المحشر وبكي عبد الناصر هزيمته في حرب النكسة والدموع تغالبه فيعمد للأستقالة فلاغرو فقد فقدت الأرض وخسر الجيش . والزاكرة الشعبية عندنا –في السودان - تحفظ عن ظهر قلب بكاء الرئيس جعفر نميري في مطار القاهرة والبساط الأحمر الذي كان يفرش لدي أستقباله يختفي والرئيس المصري ساعتها يفاجئه (لقد أنتهي الأمر ) والرجل –أي نميري يجهش بالبكاء ندما وحسرة علي ضياع مجده المؤثل . وموضة البكاء في أيامنا الحاضرة بدأهأ غندور وهو يجهش بالبكاء في ندوة دارت حول الوحدة والأنفصال والتحليلات ساعتها خرجت بأن بكاء الرجل ماهو الا مؤشر خطير في أتجاه سير الأمور علي عكس مايهوي صناع القرار وأن أمر إنفصال البلاد لامحالة واقع والرجل يبكي وفي البكاء دلالة علي الخوف من المستقبل ومآل الحال. ولعل البكاء الأشهر الذي تداولته مجالس الخرطوم ودموع مساعد الرئيس تزرف مدرارا فسره المراقبون للأحداث علي أن أمر الأنفصال قد تجاوز الشأن السياسي الي الشأن العاطفي ومسيرة البكاء التي أبتدأها غندور في البكاء يتبعها نافع وهو يزرف الدموع جهارا والبكاء في بعض الأحيان قد لاينفع علي اللبن المسكوب . يبكي العامة بكاءا حارا ودلائل الناس تشير وأن ذهبت بعيدا علي أنه فقد عزيز يستحيل رجوعه ولكن عندما يبكي أولي الأمر وصناعه علي مشهد من الناس فتلك العلة وجمهور المحللين والمتابعين حتما سيضعون أيديهم علي قلبهم خوفا وتوجسا فالتحليلات عندها لن تقف علي منتهي ونهاية ولكنها حتما ستذهب الي التفكير في واقع البلاد الذين نعوه بالبكاء والدموع في اعتقادي ان التعبير عن تلك القضايا المصيرية باللجؤ الي البكاء قد لايساهم في صنع الوحدة بل مدعاة لجعل كل الشعب يبكي كما بكي قادته وداعا للوحدة ومبعثا لدعاة الانفصال بأقتراب الميعاد .