إليكم . الطاهر ساتي [email protected] تعقيب جميل من زول جميل ..!! ** الدكتور كمال عبد القادر، وكيل وزارة الصحة، كما العهد به دائما يحترم الصحف ومايكتب فيها، ولايبخل بالتعقيب والتوضيح – كتابة أو شفاهة - على أي قلم يكتب أي نقد موضوعي أو قضية ذات صلة بوزارته..هنا تتجلى ثقته في نفسه، بغض النظر عن الظروف التي تحيط بوزارته..نعم ، الصحف تحترم المسؤول حين يكون نقيا وقادرا على مواجهة الرأي العام عبرها بمنطق سليم مفاده: خطتي طموحة ولكن ميزانيتي دون الطموح..وكذلك تحترم المسؤول الذي يعترف بكل شجاعة وأمانة : نعم أخطأنا في كذا وسنعالج الخطأ بكذا..ولهذا، كان - ولايزال - الدكتور كمال عبد القادر محل تقدير سلطة البلد الرابعة..أي ، لأنه يختلف عن الذي يردون على النقد بوسائل الترغيب والترهيب ثم التحذير النيابي المسمى بحظر النشر..نعم ، يستخدمون تلك الوسائل حين تحاصرهم الصحف بسوءاتهم ، ويحسبون الأمر قوة وشجاعة، وليتهم يعلموا بأن تلك وسائل لا يلجأ إليها إلا المسؤول غير المسؤول، أي ( الضعيف أو الفاسد ) ..!! ** المهم..تلقيت إتصالا ضحى البارحة من وكيل وزارة الصحة، ليوضح عما أثارتها زاوية أول البارحة تحت عنوان : صحة الناس ونهج ( تعال بكرة )..وفيها أتهمت وزارة الصحة بالتلكؤ في تنفيذ اتفاقية برنامج نقل وزراعة الأعضاء البشرية الموقعة - قبل عامين – بين الوزارة الإتحادية و شبكة زراعة الأعضاء البشرية الإقليمية ومجموعة أبكس الطبية السعودية ، رغم أن الشبكة أوفت بكل إلتزاماتها..أوهكذا كان مضمون الزاوية ، فأتصل الدكتور كمال عبد القادر موضحا كما يلي :..( نعم تم توقيع الإتفاق في الموعد المذكور،نعم أوفت الشبكة الإقليمية بإلتزامها، نعم تلاحق وتطالب وزارة الصحة بأن توف بإلتزامها..ولكن البرنامج يستهدف نقل الأعضاء والأنسجة من الشخص المتوفى إلي المرضى ، وهذا يتطلب إصدار قانون من الجهات العدلية، بحيث يوضح - للطبيب وأولياء وورثة المتوفي والمريض - كل الجوانب القانونية المتعلقة بعملية النقل ، ومنذ تاريخ التوقيع على الإتفاقية لم تتوقف متابعاتي – مع المستشار القانوني للوزارة – لإجراءت إصدار هذا القانون ، وليس هناك أية عقبة أمام تنفيذ البرنامج إلا هذا القانون المرتجى ) ..هكذا وضح الدكتور كمال عبد القادر ..!! ** ثم أضاف :..( حاولنا عمل تجربة ، وأقنعنا أولياء وورثة المرحوم ، ولكن عند تنفيذ العلمية واجهتنا إبنة المرحوم بالرفض ، وهذه إحدى إشكالياتنا لتنفيذ هذا البرنامج ، حيث التجربة جديدة فى السودان وترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء البشرية للمتوفي في المجتمع السوداني بحاجة إلي جهد كبير يجب أن تبذله القطاعات الإعلامية والصحية والثقافية والإرشادية ، حتى يكتسب الوعي العام ضرورة مثل هذه العلميات ، خاصة أن الفتاوى الصادرة – بالسودان والسعودية – أجازت التبرع بأعضاء وأنسجة المتوفي عند الضرورة وفق شروط معروفة للعاملين في الحقل الطبي ، فالتجربة الجديدة بحاجة إلي مثابرة وصبر ، ونفذنا برنامج محاضرات وندوات لبعض الأطباء حول البرنامج وإن شاء الله سنكمل كل الخطوات التي تؤدي إلى تنفيذه )..!! ** ذاك توضيح وكيل وزارة الصحة ، يبين بأن الكرة الآن في ملعب أجهزة الدولة التشريعية والعدلية ثم في ملعب كل المنابر المناط بها مهام بث الوعي فى الناس بحيث يستوعب مجتمعنا معنى مثلنا الشعبي : ( الحي أولى من الميت ) ..أوهكذا نقول في بعض مواقف الحياة ، وأحسب أن إنقاذ مريض من بحر الآلام والمعاناة بعضو متوفى يستدعي تطبيق هذا المثل الشعبي..نعم شئ مزعج أن تأتي إلي مجتمع - كما المجتمع السوداني - وتخاطب نفرا وهم يتأهبون لتشييع عزيز لديهم بقول معناه :( لو سمحتوا ممكن تتبرعوا لينا بفشفاش أبوكم ده ؟) ..طلبا كهذا في مجتمع البلد قد يتسبب في أن يعيش الطالب، إن عاش، ( بدون فشفاش ) ..ولهذا يحق للدكتور كمال بأن يشير إلي حداثة التجربة وحاجتها إلي ترسيخ ثقافتها في المجتمع..علما بأن إحدى دول الجوار كادت أن تستبدل الخرطوم بعاصمتها، لتكون مكانا لهذا البرنامج، والدكتور كمال عبد القادر يعلم ذلك ، ولكن ما يطمئن بأن الشبكة ملزمة بتنفيذ البرنامج فى السودان حسب بنود تلك الإتفاقية..ولذلك ، نأمل أن تتكامل الأدوار – الوزارة والمنابر والجهات العدلية – بحيث أن يرى البرنامج النور، ليخفف آلام البعض ، نسأل الله لهم الشفاء .. !!