الصادق المهدي الشريف [email protected] . في أجابة إستنكارية تحدَّث لي د.الريح محمود نائب رئيس حركة تحرير السودان عن وجود مناوي في عاصمة الجنوب :(مناوي دا لو سافر جوبا، قالوا مناوي يستعد للحرب... ولو سافر دارفور لتفقد القوات، قالوا مناوي رجع للحرب...ولو قعد في الخرطوم، قالوا مناوي قيد الإقامة الجبرية... والله ما عارفين مناوي دا يمشي وين؟؟؟). . ومناوي الآن في جنوب السودان تتقاذفه الأمواج السياسية والعسكرية... ويتلقى اللطمات من كلّ إتجاه... فهل كان من الممكن تفادي شيئ مما حدث؟؟؟. . هل كان بالإمكان تفادي هذا المصير الذي آل إليه إتفاق سلام أبوجا؟؟؟ . وهل كان من الممكن عدم التضحية بالنموذج... نموذج إتفاق سلام في دارفور؟؟؟ . هل أخطأ مناوي منذ البدء بالتوقيع على إتفاق مع الحكومة... واصاب عبد الواحد الذي رفض التوقيع؟؟؟. . حدّثني أحد المصادر بأنّ مناوي وقبل أن يذهب الى جوبا... طلب إجتماعاً مع بعض قيادات قبيلة الزغاوة... فكان له في ذلك اللقاء ما أراد... لا ما طلب. .وبعد أن حدّثهم بالمكر الذي حاق به من المؤتمر الوطني... والمقلب الذي شربه بتوقيعه لإتفاق أبوجا... طالبهم بالمزيد من الأموال والرجال لخوض حرب جديدة مع الحكومة. .فكرة الحرب لم تجد حماساً من كل الشيوخ الذين أجتمع بهم : . قال له أحدهم :(إن كنت تريد الحرب... لم وقعت على إتفاق السلام؟؟؟). . قال ثانٍ :(إن كنت تعتقد أنّك سترتقي في المناصب بعودتك للحرب... فهذه كوابيس وليست أحلام... لأنّك لن تصل الى منصبٍ أعلى من منصب كبير مساعدي الرئيس... لن تصبح رئيساً، ولم يسبقك أحدٌ من دارفور الى منصب الرئاسة... ولن تصبح نائباً أول للرئيس ولا حتى نائباً له... ما وصلت إليه هو أعلى ما يمكن أن يصل إليه أحدٌ من أهل دارفور). . وعبارة (ما وصلت إليه هو أعلى ما يمكن أن يصل إليه أحدٌ من أهل دارفور)... تحمل الكثير من الألم. . قال ثالث:(إن كنت تريد المال ففي منصبك هذا من المال ما يكفيك... وإن كنت تريد الرجال فقد أعطيناك رجالاً يسدون قرص الشمس... فمماذا فعلت بهم؟؟؟ وقعت إتفاق سلام واستوزرت به، ولم يحصلوا هم على شيئ... تركتهم في صحراء مهاجرية وحسكنيتة وجئت الى الخرطوم تحت المكيفات والمكاتب). .قال رابع :(ما في مال ولا رجال... وبعدين من اين لنا بالمال وقد ضربوا تجارتنا في سوق ليبيا، وأنت في القصر الجمهوري لم تساعدنا ورُبَّما لم تسمع عنّا منذ البدء). .وخرج مناوي... وانفضَّ الإجتماعُ. . مناوي لم يكن في حالة حربٍ مع الحكومة حتى لحظة تصريح الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس ومسؤول ملف دارفور :(مناوي قائد فاشل... ولن ننتظره الى الأبد). . والدكتور غازي رجلٌ ذا لسانٍ عفيف... ومن عادته أنّه لا يدخل في مهاترات ولا يسيئ الى الناس... لهذا فإنّ ما قاله لم يكن من باب الإساءة... بل كان (سياسة رسمية للحكومة). . وبالأمس القريب نقلت القوات المسلحة تصريحات غازي صلاح الدين الى حيز التنفيذ... وقالت :(إنّ قوات مناوي أصبحت أهداف مشروعة... وسنبحث عن قواته ونقاتلها). . ألم يكن ممكناً الحفاظ على الإنموذج... أنموذج السلام مهما كانت سوءاتهُ؟؟؟.