والدوحة تستأنف أمس الأول ومن يتحدث بصرامة وحزم كبير كان هو دكتور غازي ودكتور أمين والوفد الحكومي كله .. ومن يطير من بلد إلى بلد – في ذعر غريب – كان هو مناوي ومن ظلوا ينكصون العهود .. وسيناريو الوطني للإمساك بالحية وقضم رأسها السام .. ينجح .. الوطني يجد ومنذ شهور .. أن دارفور يجب أن ترقد مطمئنة .. وأن الطمأنينة هذه لابد لها من خطة محكمة لا تفسد ما تحقق من سلام هناك .. والتنفيذ يبدأ .. والوطني يجد أن الحركات المسلحة من يصنعها كان هو السلطة والثروة .. وإتفاقية أبوجا التي أعطت مناوي ما لم يحلم به .. أبلغ مثال . بعدها كل ( من هب ودب ) أصبح قائداً لحركة متمردة .. والتمرد في دارفور من يقوده ليس هو الفكر أو القضية .. إنما تقوده قبلية مغرضة .. فعبد الواحد ومناوي وخليل والسيسي .. كل منهم إماماً لقبيلته .. وإتفاقية أبوجا يحصد ثمارها مناوي ومن معه .. مناصب دستورية .. ورواتب ضخمة .. وعربات فخمة .. و.. والوطني يجد أن مناوي لا هو .. كبير مساعدي رئيس الجمهورية ولا هو .. رئيس حركة متمردة .. وأسباب واهية يجعلها مناوي تذكرة سفر كلما قاده الحنين إلى هناك - حيث جنوده القابعين في صحراء دارفور – والوطني يجد أن دارفور مالم يتم التعامل فيها بالحسم الرادع مع الحركات فلا سلام . والوطني يقدم للحركات المسلحة أسلوباً جيداً .. والوطني يجد أنه يرصد الحوافز ويعقد المؤتمرات ويقدم الحلوى لمناوي والحركات المسلحة كلها .. ودارفور تئن . والوطني يقول لمناوي : خذوا أموال أبوجا وعمروا دارفور بأيديكم هذه .. والحصاد صفر. ومناوي ومنذ العام 2005م يجلس أمام البشير يتوسل إليه ألا تتأخر حصة أبوجا . ومناوي يعرف أن السلطة الإنتقالية التي هو رئيسها لم يصلها ربع مايخرج من خزينة الدولة .. فالاموال كلها تذهب إلى جهات هناك .. غير معروفة . والوطني يجد أن المواطنيين في دارفور يفكرون بطريقة غريبة .. طريقة من يريد أن يبقى مناوي في القصر .. دون أن يعرف حقيقة مناوي .. ! والوطني يقرر إنتهاج إسلوب جديد مع أهل دارفور يجعلهم يعرفون وجه مناوي الحقيقي.. والشرتاي جعفر عبد الحكم الذي وقف محدثاً أهل كجا عن السلام والتنمية .. لعله أراد أن يقول لهم : ماذا فعل مناوي لخمسة سنوات ونيف .. أما .. إذا سألتم عن ما قدمناه في شهور .. هذا كتابنا بين يديكم .. وهكذا كانت أبوجا .. وأبوجا لم تنجح في شيء سوى جلوس مناوي على كرسي القصر .. وأهل دارفور ذاقوا طعم التنمية إلى درجة أن ذهاب مناوي الذي كان العالم ينتظره بداية لحرب جديدة .. ذهاب مناوي هذا يمر على السودان وكأن شيء لم يكن .. في سلاسة .. الإسلوب نجح. وأمس الأول دكتور غازي ومن معه يهبطون في الدوحة وهم يبتسمون امام كاميرات الأجهزة الإعلامية .. والسيسي يتحدث في إنهيار تام كأنه من وراء كرباج. والوطني الذي يحسبها صاح أن مناوي لاهو يتغير ولايغير يختار طريقاً بحيث يرحل مناوي ليفسح المجال لغيره عقله وقلبه في الخرطوم .. ومناوي يذهب لتهنأ دارفور .. ونبدأ الحدوتة .. ! نقلاً عن صحيفة الرائد 2/3/2011م