محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] الخرف هو مرض يصيب البشر..اما نتيجة للشيخوخة وتراكم هموم الزمان علي شبكة العقل وضعف انسجتها وتداخل خطوطها..واما هو خرف مبكر ربما تدخل فيه الجوانب المرضية أو الوراثية وفقا لما نسمعه من تحليلات الاطباء والمختصين بين الحين والاخير.. والمخرفون دائما ما يتحرك مخزون ذكرياتهم النائم في العقل الباطن دون وعي منهم ..تبعا لماضي كل شخص علي حده.. فالموظف الذي كان مهيبا في زمانه فانه يخطرف عند خرفه متباهيا بما كان عليه من سلطان الوظيفة..وصاحب المال ربما يبلغ به الخرف ان يتلاعب بثروته دون رشد فيضطرأهله ان يحجروا عنه حق التصرف في ثروته لعدم أهليته..فيما نجد زير النساء السابق من المخرفين يهزىء بغزواته العاطفية متندرا بفحولته الآفلة دون مراعاة لوجود ضيف غريب ..أو طفل أو نساء ..فيدخل أهل أسرته في حرج الي درجة دفعهم الي اغلاق غرفته عليه وموارته عن الآخرين درءا لذلك الحرج.. ولعل ذلك المثل بات ينطبق علي سياسينا ..اولئك الكبار الذين أكلت السنوات في عنفوان أجسادهم وحفرت أزاميل الوهن في حواف عقولهم حتي خرجوا عن تغطية الشبكة التي توجه بوصلتهم الفكرية للتعاطي بأهلية مع قضايا الوطن الذي بات مفروشا بارضه واهله علي بسطة مزايداتهم غير المعقولة ..والتي لا تواكب في حجمها شكلا ومضمونا خطوات التحدي التي تسوق ذلك الوطن الذي كان كبيرا بجسده وصيته الي مفرمة التشطية وأفول الصوت المنغم في هارمونية التعدد وسط ضجيج الات الحرب القادمة التي بدأت ماكيناتها تهدر ازيزا في أكثر من ركن فيه ( بروفة ) للأسوأ الأتي لاقدر الله.. جراء حماقات نظام ثيوقراطي متنطع لازال يراهن علي تطبيق نظريات ( البصيرة أم حمد ) في ما سيتبقي من الشمال.. بعد ان يودع الجنوب برمته عند شريك مشكوك في أمانته وامكانية حسن ادارته للجزء المبتور وعدم ضمان تجزئة المجزأ الي نتف وكانتونات يسهل حتي علي الجارة أوغندا ان تلوكها وتنظف اسنانها وهي تضع رجلا علي رجل.... ناهيك عن مقدرة القوي الأكبر الأخري علي لملمة الجمل بما حمل في جراب مطامعها المفتوح .. قولا وتحريضا وفعلا لتحقيق ذلك الهدف وبايد سودانية خالصة سواء علي مستوي الشراكة المركزية الفاشلة أو السلطة الجنوبية الحالمة بالسباحة في سراب الوهم.. ولعل التدليل علي خرف ساستنا من الحكام والمعارضين لايحتاج الي شاهد يستوجب حياله الحجر عليهم جميعا بعدم الاهلية والقوامة.. أكثر من الذي نسمعه من تصريحات ومقترحات ..هي من قبيل ( علوق الشدة ) في الزمن الضائع من تاريخ البلاد وتباعد جغرافيتها.. وقد حزم الجنوب حقائب الرحيل فيما تنادي قادة الغرب في دارفور من جوبا وهم يقرعون نحاس الفراق اقتداء بخيبة الرجاء الجنوبية التي ستبدأ باسالة لعاب صبية الحرب المغامرين و لن تقف عند اسالة ما تبقي في عروق الوطن النازف من غالي الدماء .. و..خارج المؤسسية وكأن الوطن بقالة خاصة أو زير سبيل في ظلال انفعالاته ..يساوم رئيس البلاد في عفوية بالثروة والأرض التي قد لايمانع في ان يتمدد كرمه في التنازل عنها الي مشارف الخرطوم ..او قرية أهله صرار في سرة الجزيرة أو حتي مراتع عشيرته حوش بانقا. عند تخوم شندي . في سبيل ان يستمر هو والمؤتمر الوطني في حكم الشمال ..متوعدا باجنثاث عوامل التعدد الثقافي لتأصيل نزعة المشروع الحضاري الراحل بعد أعادة بعثه لتجريبه مرة اخري في جسد الشعب الفاقد لقابلية التعاطي مع نظام فقد رؤية ا لتوجه نحو اي هدف بخلاف تمزيق الوطن..وكان من الأجدر علي سيادة الرئيس.. ان يضرب صدر الجعلية فيه ويقول أنا وحكمي فداء للسودان .. ويمضي .. .فيما نجد شيوخ ساستنا من المعارضين والمتعارضين في سكة تقدم البلاد..بين أمام محبط يهدد باعتزال السياسة .. كمغني يتوعد بهجر المايكرفون ان لم يهدأ السكاري في ساحة العرس .. وبين مولانا الذي خرج عن صمته الطويل.. باقتراح من نوع الأفكار..(..القذافية.. ) باقامة وحدة خماسية لدول السودان ومصر واريتريا وتشاد وليبيا ونغنم ببساطة عدم تمزق السودان ..وربما نضمن تمدد ذلك الجسم المتحد ليضم جنوب افريقيا وبوركينا فاسو .. ونيكاراجوا السندانيست.. اما شيخنا عراب النظام المخلوع و الشامت..محروق الحشا.. فخرفه مركز علي ليلاه الأثيرة.. ان يري تلامذته الذين باعوه.. معلقين علي مشانق التاريخ ..و لو يكون بلسم شماتته تحقيق رؤيته الثافبة بان يتفتت السودان..... ( ستين حتة ) علي رأ ي أخونا الحلفاوي.. أما شيوخ اليسار فخرفهم في صمت مطبق لاتقطع هدأته الرتيبة والمريبة الا همسات تسبيحهم بحمد الحركة الشعبية والدعوات لها عبر طقطقة مسبحة الأجندة الرمادية بسفر سعيد في طريق الانفصال ..وعودا حميدا في حالة الفشل .. ان كان طريق العودة فيه نفاج للرجوع .. فيا أهل السودان ..ماذا ننتظر من ازدياد خرف قادتنا وساستنا..حاكمين ومعارضين ..الذين استحقوا فعلا ان نحجر عليهم بحجة ثبات عدم الرشد..تلافيا للبقية الباقية من وطن قارة..كان اسمه السودان اذ هم يقودونه الي ان يصبح دويلات السودان المتناحرة.. والمتنافرة.. في غمرة خروجهم عن تغطية الشبكة الوطنية .. والله من وراء القصد..