سبحان الله ..! منى أبو زيد [email protected] ثلة من الخواجات الأمريكان تقاطروا يتقدمون بطلبات لتبني قط أنقذته الصدفة من الموت، بعد أن أوقفت شرطة المرور صاحبه الذي كان يقود سيارته بسرعة متجاوزاً إشارة المرور الحمراء .. تم إيقاف السيارة على جانب الطريق لتنضم إلى جريرة الرجل تهمة جديدة، بعد أن عثر رجال الشرطة على القط المسكين منقوعاً في الزيت والملح والفلفل توطئة لتحوله إلى وجبة طعام دسمة .. ولسوف يمثل الرجل أمام المحكمة قريباً بتهمة القسوة في معاملة الحيوانات ..! هي ليست بدعة حضارية – على كل حال – فقديماً (دخلت امرأة النار في قطة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) كما جاء في الحديث/ثاني مصادر التشريع الإسلامي ..! أما الشيخ عبد الحي يوسف إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين، فقد شن – كما قالت بعض الصحف والعهدة على القائلين - هجوماً عنيفاً على الرافضين لجلد فتاة شريط الفيديو، وطالبهم بالسكوت عن ما لا يعرفونه .. واستنكر الشيخ (استنكار) ذوي الضمائر الحية جلد الفتاة على ذلك النحو المهين .. معتبراً أن مناداة البعض بإلغاء المادة (152) من قانون النظام العام دعوة إلى تقويض الشريعة ..! أما عن سلوك منفذي حكم الجلد فالضرر الخاص هنا – بحسب الشيخ - منفصل عن العام، مسهباً في وصف شروط وأحكام تطبيق عقوبة الجلد في الإسلام .. أتساءل هل شاهد الشيخ شريط الفيديو ؟! .. وإن كان قد فعل، فهل هذا هو التطبيق الشرعي لعقوبة الجلد في الإسلام ..؟! كان الأحرى بالشيخ عبد الحي يوسف أن يخصص خطبة صلاة الجمعة في ذلك اليوم للتنديد بالتعسف في تطبيق العقوبة عوضاً عن (الطبطبة) على أيدي زمرة من الخارجين على مبادئ حقوق الإنسان .. بل مبادئ الإسلام نفسه ..! ما يزال العالم كله يذكر حكاية كارتيكا السيدة الماليزية المسلمة، التي اعترفت بتناولها الخمر في أحد الفنادق، عندما كانت تعمل عارضة أزياء .. ثم شعرت بالعار وطالبت الحكومة بتطبيق حد الخمر عليها .. وكيف رفضت (عارضة الأزياء) استئناف الحكم الصادر بجلدها على الرغم من تدخل رئيس الوزراء الماليزي ناصحاً إياها بالتروي في قبول الحكم ..! لو كان حكم الجلد حداً أو تعزيراً يطبق في الإسلام بتلك الطريقة الوحشية لما أقرت بوجوب جلدها في حد من حدود الله لا خلاف عليه ولا جدال حوله .. ول آثرت السلامة على الأذى والمهانة .. لكنها فعلت لأنها تعلم أن الجلد في الإسلام لا تتقاطع مع كرامة الإنسان وسلامته .. وأن المقصود منها العبرة والزجر، لا التعذيب والقهر .. يا شيوخ الإسلام .. مالكم كيف تحكمون ..؟! صحيفة التيار