[email protected] اتاحت لي زميلتي وبت امتحاني (أمل أبوالقاسم) فرصة ذهبية للاطلاع على عوالم بنات الجامعة حينما دعتني لمرافقتها لاستراحة الطالبات للإنتعاش وأداء الصلاة، بعد نهاية المحاضرات في يوم من ايام الكورس التنشيطي الذي نظمته (طيبة برس) داخل حضن جامعة الخرطوم، لتهيء به الدارسين لدخول امتحان القيد الصحفي، فقد كان طبعي الملول المستعجل يدفعني لمغادرة الجامعة بعد نهاية المحاضرات مباشرة، تاركة خلفي بنات وأولاد كورسيني ( إن جاز التعبير!! .. فقد اجتاح الشيب رؤوس الكثيرين منهم أما الصلع ف للركب) .. اتركهم وقد تمكنت منهم ( شيبا وشبابا) حمى التصوير فتحلقوا حول ماكينات التصوير .. ما أن تحلّق فوق رأس أحدهم مذكرة، حتى يصطادها .. يصورها ثم لاحقا على مهلتو يفهم الحاصل فيها شنو؟ ما علينا .. صحبتني (أمل) عبر دهاليز وممرات الجامعة العجوز إلى ما يسمى ظلما وإجحافا (إستراحة)، طبعا ما حا أقول في ياتو كلية .. أحسن نخليها مستورة !! دخلنا إلى صالة اكتظت بالطالبات وقد تكدسن فيها وقوفا وجلوسا على مقاعد أو مصاطب اسمنتية .. الله اعلم بكنهها ! وعلى احد جوانبها مصلى صغير مسور بحائط قصير يفصله عن باقي مجلس الاستراحة، وقد اكتظ بدوره (لغيوت آخره) بالمضطجعات في استكانة، والنايمات يشخرن، والهائمات مع الاغاني المنبعثة من سماعات الهيد فونات والموبايلات .. تتخلل صفوف المنبطحات منهن بعض المصليات اللائي يجهدن في الخشوع ما بين نغمات الشخير والغناء وتقافز الداخلات والمارقات من فوق رؤوسهن. على الباب لفحت وجوهنا نار (البوخ) الناتج من كتمة المكان وتكاثف الانفاس الساخنة فيه، وخالطته رائحة (العيفونة) المنبعثة من الحمامات الموجودة يمين المصلى مباشرة ! شمرت ازيال (اسكيرتيني) لاتمكن من عبور البركة الآسنة التي تسد مدخل الحمامات، كي آخذ دوري في الدخول للحمامات قبل الوضوء للصلاة، ولكن هجوم غاز الاعصاب المكثف من داخل الحمامات، وبقايا الانوثة الملقية بإهمال على سلال المهملات جعلتني اعجل بتغيير رأييّ، والإكتفاء بعد التشمير للركب للوضوء من الماسورة الوحيدة الصالحة للاستعمال في الحوض، والذي بدوره قد ساء تصريفه وتعثر فسالت مياهه لتسبب البركة سابقة الذكر .. (كابستا) في المصلى كي أجد موضعا لأقدامي ناهيك عن موضع للسجود بين أجساد المنبطحات وأحرمت للصلاة على أنغام ( لو بالصد أبيتيني .. ولو بالنار صليتيني) المنبعثة من موبايل إحدى النايمات تحت كرعيني!! ذكرني المشهد داخل تلك الاستراحة بأيام دراستنا الجامعية في الاسكندرية، فقد كانت الشغالات والمشرفات على الداخلية في فترة الصيف يشكون مر الشكية من طالبات إحدى الجامعات الصيفية الخاصة، فقد كن يمارسن عادات التجميل السودانية من عرك ودلك وكل أنواع أقنعة الوجوه الب (الخيار والزبادي والعسل ) وغيرها، ثم يغادرن الداخلية في الصباح قاشرات على سنجة عشرة (يرارن)، تاركات خلفهن الدخلية مقلوبة وواقفة علي حيلا من مخلفات الجمال والتجميل .. رغم إختلاف الزمان والمكان إلا أن تراص الطالبات في تلك الاستراحة وسط ذلك الجو الصحي جدا، وهن هانئات مرتاحات البال وقد اندمجن في الونسة وانهمكن في تبادل المرايا وعلب المكياج لتصليح (الميك اب) بينما انشغلت البعض منهن بالهمس والونسة الدقاقة المحبشة بالضحكات الناعمة الرقيقة عبر الموبايلات .. خروج الطالبات من تلك الاستراحة المرتاحة متمكيجات ومتبدرات (دي جاية من كتيح البدرة)، ذكرني بقشرة بنات الصيفية في الاسكندرية وخروجهن تاركات الداخلية خلفهن تشكي وتبكي .. ففي الحالتين كانت الطالبات اشبة ما يكن بخضراوات الدمن .. فخروجهن كان كخروج المرأة الحسناء من منبت السوء. لبعة خفيفة بدون زعل!! لا أحب أن أقسو على بناتي الطالبات -بناتي دي عجبتكن- فأنا أحرص على مد حبال الود بيني وبينهن .. بس لكن شنو؟؟ لا بأس من قرصة أضان خفيفة من حين لآخر، ف يا بناتي النضيفة من بيت أمها وأبوها لازم تحرص على نضافة أي مكان تكون فيهو، يعني ممكن الطالبات يعملن ليهن مظاهرة واحتجاج عديل كدة عشان المسئولين يسعوا لتحسين البئة الحمامية والاستراحية ليهن، عشان تاني يرتاح بالن ويتفرغن للممارسة نقة الموبايلات والمكيجة بي مزاج .. بس على طريقة (هوي يا دشانقو أفرز!!) عليكن الله يا بناتي أفرزن بين مكياج الليل والحفلات ومكياج الجامعة بالنهار .. بالجد (يفرق كتير طعم الحلو لو يبقى مر). الرأي العام