الصادق المهدي الشريف [email protected] من المتوقع أن تكون (الحركات) الإتحادية بتياراتها المختلفة قد سيرت أمس السبت موكباً جماهيرياً كبيراً من وسط الخرطوم إلى دار القطب الاتحادي المحامي الطاهر البعشي. ويوم الأمس كان هو اليوم الأخير في عملية الإستفتاء (9-15 يناير 2011م)، والدافع الذي حرّك الجماهير الإتحادية في اليوم الأخير هو (الحزن أو الحياء)... حزن الفصائل الاتحادية على الانفصال الذي بات وشيكاً، أو رُبّما حياءها من أنّهُ لن يكون هناك متسع من الوقت. وبمناسبة الحزن هذا... فسوف يرتدي المحتجون شارات سوداء وينكسون العلم دلالة على ضياع السودان... تماماً كما فعلوا في بيت الزعيم اسماعيل الأزهري، الذي لفوهُ بالسواد ونكسوا الأعلام التي تقف شامخة في قمته. ولا أدري ما هي (الفصائل) الإتحادية التي ستقوم بهذا النوع من التعبير (السلبي والمتأخر)... ولكن للعلم فقط فإنّ هناك سبع فصائل إتحادية (ورُبما ثمانية)... لكن حتى لا تختلط علينا الأرقام دعونا نحاول إحصاءهم. الكيانات الإتحادية كانت تُسمى فصائل، لأنّها إنشقت عن حزب واحد... ولكن بعد إجازة قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية، قامت تلك الفصائل بتسجيل نفسها رسمياً لدى المسجل، فاصبحت هي الأخرى أحزاباً منفصلة. هناك اربعة أحزاب مسجلة رسمياً لدى مُسجل الأحزاب هي: الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) ويمثل ما يُعرف بالمرجعية وهمُ الموالون للسيد محمد عثمان الميرغني، وهناك والحزب الإتحادي الديمقراطي (الأمانة العامة سابقاً)، والحزب الإتحادي (الموحد)، وأخيراً الحزب الوطني الإتحادي ويضم ثلاث فصائل هي الحزب الوطني الاتحادي (المسجل)، ومجموعة أزرق طيبة، والحزب الإتحادي (الهيئة العامة)، ومجموعة معتبرة من المرجعية الرافضين لهيمنة الميرغني على الحزب... ولست أدري الى أيّ الجهات تنتمي مجموعة الإصلاح والمؤسسة التي إنشقت عن الميرغني في مؤتمر جبل المقطم بمصر؟؟؟. كُنا بنقول في شنو؟؟؟. نعم... بعد أن أصبح الإنفصال حقيقة ماثلة، تحركت هذه المجموعات الإتحادية لتعلن رفضها وإحتجاجها (وحزنها) على الإنفصال. فهل هذا ما تريده القواعد الإتحادية من قياداتها؟؟؟. هل هذا ما ينتظره الشعب السوداني من حزب الحركة الوطنية الأول؟؟؟. أن يصبح إسهامه في التأثير على الشأن العام مجرد لافتات سوداء يتشح بها ويحيط بها بيت الأزهرى... وأن تصبح كلّ مقدراته هي يدٌ تمتدُ للعلم لتنكِّسهُ؟؟؟. لو أنّ الحزب الإتحادي بمختلف فصائله لا يستطيع أن يفعل سوى ما قام به لهان الأمر شيئاً ما... لكن ما يحدث هو نقص القادرين على التمام (وما رايتُ في عيوب الناس عيباً / كنقص القادرين على التمام). كلمة (إتحادي) والتي من بعض تصريفاتها (الوحدة)... هذه الوحدة استعصت على الحزب تماماً... فلو كان الحزب قادراً على لملمة شتات أفكاره وعضويته لما استطاع حزب المؤتمر الوطني أن يُقسمه الى سبع فصائل مختلفة ومتناحرة. ولو أنّ هناك ركائز سياسية أو إجتماعية تجمع الإتحاديين مع بعضهم البعض لاستطاعوا العودة الى جذورهم الموحدة حتى لو قسمهم المؤتمر الوطني الى مائة فصيل. للأسف... فإنّ حزب الحركة الوطنية ظلّ يفتقد الى القواسم المشتركة التي تجمع بين عضويته، وبذلك إفتقد وحدة الرؤية... ووحدة الهدف. لكلِّ ذلك لم يكن بمقدور الحزب (غير الموحد) أن يقدِّم شيئاً لوحدة السودان، سوى تظاهرة (بعقلية طلابية) يقيمها على استحياء... يتشحُ فيها بالسواد، وينكسُ فيها الأعلام. صحيفة التيار