[email protected] الجزيرة نجم سطع في في سماء الفضائيات العالمية وأصبحت تجلس الي جوار السي ان ان والبي بي سي وغيرها من كبريات القنوات العالمية،وقد أستطاعت قناة الجزيرة أن تختطف الرأي العام العربي،فهي تدرك كيف تخاطب الوجدان الشعبي في المنطقة ، وقد ساعدها علي ذلك فسلد الطغمة الحاكمة في عالمنا العربي. حقيقة من يظن أن الجزيرة مجرد قناة لعكس الرأي والرأي الأخر ،وصوت من لا صوت له كما هو شعارها فهو واهم. فالأعلام لم يعد مجرد وسائل لنقل الأخبار والتسلية أو السلطة الرابعة كما يحلو لأصحابه ،الأعلام أصبح سلاح القرن الواحد والعشرين ،سلاح يماثل في قوته غاز الأعصاب ،فهو يستطيع أن يشل عقل الأنسان بما يبثه من عريء وأثارة وأن يمحو ويزور تاريخ أمة بأكملها . وقناتة الجزيرة السلاح الأخطر المستخدم الأن في الوطن العربي،ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصالها والأنظمة الموالية لها وهذا جيد ، لكن للأسف أن الوقود لهذا السلاح هو العقل العربي والوجدان العرب. بريطانيا العظمي في سنوات عنفوانها أنشئت ال بي بي سي القسم العربي وقد أثار في حينه موجة أنتقادات داخل الشارع البريطاني باعتبار أن البي بي سي أصبحت صوتاً لاعداء بريطانيا من العرب ، وقد أستطاعت البي بي سي خلال سنوات قلائل أن تحوز علي ثقة المستمع والمشاهد العربي ،وأصبحت بريطانيا المستعمرة تتحكم في عقول ووجدان المستمع والمشاهد العربي لسنوات طويلة . لكن ظهر منافسون كثر في الساحة لذلك كان لا بد من أختراع أسلوب جديد تبقي به الفريسة طائعة وغائبة عن الوعي. فكانت قناة الجزيرة هي النسخة الأخري للبي بي سي لكن هذه المرة في بلد عربي وبراسمال عربي . ومن الصدف ان بريطانيا قبل أعلان قناة بداية قناة الجزيرة في أبريل 2006م قد أنهت خدمة تلفزيون البي بي سي القسم العربي لأفساح المجال لقناة الجزيرة ، وقد شكل موظفي وعاملي هذا القسم نواة قناة الجزيرة ، ما يقارب الثلاثون من مذيع الي عامل. وقد تمحور نشاط هذه القناة في ضرب وتعرية الأنظمة الموالية لأمريكا مثل النظام المصري والجزائري والسلطة الفلسطينية وغيرها من الأنظمة وهي كثيرة،وتتنوع أساليبها من التغطيات المباشرة للأحداث ، وتناول الخبر الواحد بأكثر من صورة لأبرازه مثل أخبار المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير ،وأحداث دارفور ،وكذلك أبراز النشاط المعارض من ندوات وتظاهرات كما يحدث هذه الأيام في كذا بلد عربي ، وقد تناول وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قناة الجزيرة في أحد تصريحاته الصحفية أثناء أحداث غزة قائلاً أن مصر لن تسقطها قناة الجزيرة . وقد وصلت هذه القناة أوج شهرتها وقوتها الأعلامية أثناء الحرب التي شنتها أمريكا علي حركة طالبان وما يسمي بتنظيم القاعدة في أفقانستان وأحتلال العراق من خلال أبراز الخسائر الأمريكية وأظهار مشاهد القتلي وضحايا الصواريخ الأمريكية التي لا تفرغ بين ما هو مدني أو مسلح مما أثار أستياء الولاياتالمتحدةالأمريكية منها وخصوصاً الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش . خلاصة القول يبدو أن قناة الجزيرة ليست مجرد قناة أخبارية وأنما جزء من الصراع الدولي الدائر الأن في عالمنا العربي وهو ما يفسر طريقة تناولها للأحداث.