ينفصل الجنوب فتثور حمية رائد مصري!! تيسير حسن إدريس [email protected] شعرت بالعار يكللنني من رأسي إلى أخمص قدمي وأنا مُتَقَوْقعٌ في داري ومتسمِّر أمام قناة الجزيرة الفضائية أراقب تداعيت الثورة المصرية وأشاهد الرائد الشاب بالجيش المصري الذي لم يطقْ صبرا, وسلَّم سلاحه لرفاقه، وانضم إلى الثوار بميدان التحرير، وهو يخاطب الرئيس المخلوع ونائبه عبر قناة الجزيرة؛ يطلب منهما الرحيل ويوجه كلمة بالغة الشجاعة لقادته في الجيش المصري، ويدعوهم فيها الانحياز الواضح للجماهير، وذكر ضمن الأسباب التي دفعته للانحياز للثورة والشعب تقصير وفشل النظام المصري المقبور وقوى أمنه في إدارة ملف جنوب السودان والحفاظ على وحدة ترابه!!!!!!!!!!. ينفصل جنوب السودان بفعل نظام أَخْرَقٍ، أَدْمَنَ الفشل والخنوع للاملاءات الخارجية، ولا يملك قادته ومنسوبيه من أمرهم شيئا سوى التبريرات الحمقاء، لكل فشل وكارثة يقعون فيها، ويجرون البلاد إليها، ومن ثَمَّ يتحفوننا برقصة الرئيس، وفواصل من التكبير والتهليل، باعتبار ذلك هو الفتح العظيم الذي بشروا به والشعب والجيش يتفرج!!. يبتر ساعد الوطن الأيسر ولا يتألم الجسد أو يتداع عضو منه بسهر وحمى، ويمرّ هذا الحدث الجلل على شعب السودان وقواته المسلحة مرور الكرام، وتثور حمية رائد شاب بالجيش المصري، وتغلي دماء الشرف العسكري في عروقه، ويقرر الثورة على نظام بلده وخرق أعراف ونظم وقوانين مؤسسته العسكرية، رغم خطورة التصرف، وجنرالات السودان وقادة جيوشه صمٌّ بكمٌ، وكأنَّ على رؤوسهم الطير، أليست هذه مفارقة مؤسفة ومحزنة تطعن في أخلاق ووطنية أيا كان؟!! وهل يا ترى من بعد كل هذا الذي جرى ما يزال فينا -كشعب وجيش- عرق ينبض شرفًا وكرامةً؟!! أم انطبق علينا القول: (لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي) ؟؟. أنها ليست دعوة لتباكي على اللبن المسكوب ولا لتجريد شعب الجنوب من حقه في تقرير مصيره ، ولكنها ببساطة دعوة صادقة للتأمل الجاد في المفارقة ومدى الفرق في الشعور الوطني وشرف الجندية. تيسير حسن إدريس 12/02/2011م