أهلي وأحبتي أصحاب البيوت الطينية والشوارع الترابية والمبادئ السامية العليا يا من علمتمونا أن الذل والخنوع عار وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس واخترتم دائما الانحياز للخير والحق والجمال فصرتم بذلك متفردين حتى أضحت لكم قبيلتكم التي لا تشبه بقية القبائل قبيلة امتزجت فيها دماء جميع أهل السودان فغدت فسيفساء مبهرة تسر الناظرين اسمها قبيلة (الديامة) لا وجود فيها للعنصرية ولا جهالة القبيلة فالكل "ديامي" وأخ لك وإن لم تلده أمك فأمسيتم بذلك خير مجتمعٍ وأعز حي وأرحب سكن. أخوتي "الديامة" الأحرار لقد تطاول ليل نظامٍ اختار لنا التشرذم ونحن أهل وحدة ولحمة واختار لنا الذل ونحن أهل عزة وأنفه واختار لنا الجوع ونحن أصحاب البيوت المشرعة والصواني المتدافعة التي "تطاقش" في السراء والضراء واختار لنا الجهل ونحن أهل علم واختار المتاجرة بالدين وقوت الشعب ونحن سلالة العمال والحرفيين الشرفاء نكره الأسواق ولا نحب التجارة فغدا بذاك غريب عنا فنحن لسنا منه وهو ليس منا في شيء لذا ناصبنا العداء منذ أن حل بليل وجثم على صدر شعبنا وإمعانا في العداوة والبغي والعدوان اختار أن يحرق "حشا الديامة" في أول أيام حكمه البغيض فاغتال بكل خسة ودم بارد أجمل وأخلص وأنبل أبنائكم ألا وهو الدكتور الشهيد على فضل. أهلي "الديامة" الكرام لم يكتفي النظام الباغي بدم الشهيد "علي" واستمراء صبرنا على جرمه المشهود واسترخص دمًا غاليا آخر ولم يتورع في معاودة الكرة فقطف زهرة من زهرات الديم اليانعة وسفك بنذالة الأوغاد دم الشهيدة "عوضيه بنت الشيخ عجبنا" تشفيا وانتقاما من مجتمع رفض منذ اللحظة الأولى نهجه الخرب وفكره الظلامي وظل دائما وأبدا مخلصا ومنحازا لهموم البسطاء والكادحين ولبرامج الوعي والاستنارة. لقد ظن نظام الغفلة أن صبرنا الجميل على جرائمه وآثامه مرده الخنوع والخوف وما درى لحمقه أن نبض الثورة يتململ تحت إهاب السمر الميامين من أبناء وبنات الحي العريق وأن سحب خريفنا القادم تتجمع وتتلبد في سماء الانتظار ولسان حال الديامة يقول (يا الفاكر سكاتنا رضا نحن بطونا ماها غراااق!!). اليوم أهلي الأشاوس نداء الخلاص ينبجس من بين طيات الأنفس المترعة بالغضب والأحزان والوطن يعايش لحظات المخاض الثوري العسير مشدود على قوس الرجاء والعشم وارتعاش الترقب ادعوكم بكل حب أن تلزموا محجة الديامة البيضاء خلق قويم وتقاليد راسخة وهوى تليد حافظوا على ممتلكاتكم ممتلكات الشعب واحموا وأمّنوا مناضليكم من الشباب ولا تعتدوا ولا تهاجموا إلا من اعتدى عليكم وهاجمكم من قوات الشرطة والأمن ارصدوا الغرباء والدخلاء من "الرباطة" وكتائب الخزي والعار ولقنوهم درسا بليغا في الذود عن الأهل والحمى طاردوهم واطردوهم عن ديارنا ليعلموا أن "الديم" أرض كرم وأمان من أتاها مسلما أكرمته وحملته في الأحداق والعيون ومن أتاها باغيا دهس دهسا تحت سنابك فرسان لا تعرف في الحق لومت لائم أهلي "الديامة" الشرفاء اليوم يوم الرجال يوم (العشكبه والعنكبه) والعضلات "تبش" فهبوا إلى جهادكم ساووا بين الصفوف وسدوا الفرقات هبوا موشحين بصبركم وزئر هتافكم يعانق عنان السماء اخرجوا متوكلين على ربكم في طلب ثار "علي" وثار "عوضية" بل في طلب ثار "الوطن" الذي أضاعه شيوخ الغفلة وتذكروا وأنتم خروج بأن لكم دون العالمين ثارًا ودمًا غاليًا يطلب الخلاص. تيسير حسن إدريس 25/06/2012م تيسير ادريس [[email protected]]