محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] مسلسل من حراك الشارع تتمدد شعاراته وهتافاته التي توحدت كعلامة مسجلة و مصطلحات ترددها الجموع ( الشعب يريد اسقاط النظام) في حدها الأعلي في مكان ..أو ارحل في بقعة اخري ..أو نريد اصلاح النظام الملكي ليصبح نظاما دستوريا برلمانيا وبحده الادني.. في نقطة انطلاق هناك.. كل ذلك يحدث علي مساحة جغرافيا العالم العربي ..من محيطه الي خليجه .. في نغمة بات يطرب لها الجميع .. ثم انتقلت الترجمة الي اللغة الفارسية وارتدت النار الي لسان الملالي في طهران فشعروا بجمر تحريض الشعوب الاخري علي الانتفاض يملاء افواههم ..فحاولوا ان يلفظوه في عب المؤامرة الخارجية بحثا عن جرعة ماء يملؤون بها ذلك الفم لاطفاء اللهيب ..وايثار الصمت .وتغطية العورة بأكف مثغوبة...ولكن !!! بعد فوات الاوان فذات الطوب الذي نثروه علي بيوت الاخرين ..أعادته سواعد الغضبة الي بيتهم الزجاجي الذي يبدو سميكا في خطب نجاد وهتافات مؤيديه المنظمة من قبل جهاز امن الثورة.. و لكنه واهن حيال نفخة الشارع وان بدت حتي الان خفيفة وناعمة ..ولكن المزيد من ارتكاب الحماقة بالتصدي العنيف لقادتها الاصلاحيين كما لمح المتشددون فانه سيوسع من دائرة الحريق وقد تهيأت كثير من المدن الايرانية للزحف بعد سقوط قتلي وجرحي ..واصبحت حكومة ايران التي طالما لعبت باصابعها في اشعال الحرائق في ثوب الغير .أو هللت لها علي الاقل.تحاول الان اطفاء النيران التي امسكت بايزارها.. ومن كان يصدق ان ( الفكي ) الذي كان يحرس مملكة العقيد التي يحكم شعبها( نفسه بنفسه) يهرب عنه علي حين غرة ويرمي له بكتابه الاخضر في وجه الريح ..فتبعثرت صفحاته من بنغازي الي البيضاء ..وطمست معالم سطورها بقع من دماء لطاما احتبست في عروق الخوف.. وأما..رئيسنا الهمام المشير العائد الي جيشه بكامل بزته العسكرية ونياشينه العنترية ظهر بالامس وهو يخاطب وحدات منه مهددا ومتوعدا في اسلوب رئيس عصابة محذرا شعبه . من الململة ...وليس كرئيس جمهورية يفترض انه مسئول عن امن واستقرار البلاد والعباد ..ويتحدى بطريقة ( طالعني الخلاء ).. متناقضا في خطابه المرتبك كعادته لاسيما في حالة ( خلعته ) في الاونة الاخيرة.. فتجده يبشر بالحريات فيما يستعرض عسكره وكأنه يقول .. هو ليس كجيش مصر و لاجيش تونس .. انما هم جند ي انا سليمان ومن اراد الخروج من النمل فليقابلنا في الشارع.. بالأمس نطق بعد ان تبين له الخيط الابيض من الاسود في ميدان التحرير فسبح رئيسنا العادل بحمد الثورة المصرية التي هدت الطغيان واعادت للشعب المصري كرامته..اما شعب السودان فلا كرامة له ولاحقوق الا بمقدار ماتمن عليه سلطة الملائكة وحزب الصحابة ..فالانقاذ حكومة وحزبا معصومة بالتصاقها الجماهيري الخانق ..ومحمية بجيشها الذي لن ينقلب علي شريعة الدغمسة لصالح صوت الرجرجة والدهماء . وشفع الجامعات...فهو تركيبة ليست كتركيبة جيش عبود ولا من طينة عساكر نميري ..فلا مقارنة بين جند الانظمة المعزولة تلك.. وجند الله الشاربون من نبع الانقاذ التي تمتلك رصيدا شعبيا بنسة 90 بالمائة من شعب السودان يقابله عشرة في المائة فقط هم من المعاقين ذهنيا والمعطلين جسديا وحركيا .. فما حاجتك يا شعبنا للانتفاض.. وقد بشرك بشير الامة بحريات لاتشبه ما تتمناه الشعوب الاخري ..فتلك شعوب ترزح تحت جحيم التسلط وتزكمها رائحة الفساد . ويحركهاالجوع والبطالة.. وهي لا تري حكامها الا لماما لانهم خائفون ومنعزلون ومترفعون .. اما انت فرئيسك يتراقص في الساحات وسط الجموع ..ويهز بعصاه محذرا بضرب الرؤوس المذبوحة ان هي لم تطرب ..لالحان الزيف التي تمجد حاكما لا ظلم و ولاأفسد و ولااشعل الفتن في ربوع البلاد ففرت طائفة منه بثلث اراضي الوطن وخمس سكانه ..وطوائف اخري تلم اغراضها للرحيل ان هو بقي.. ولا بأس ايضا ..طالما ان زيادة اسعار لقمة العيش يصفق لها ممثلو الشعب الذى ( سردب لها ) هو الاخر لانه يؤمن بحكمة ولاة امره الراشدون وحرصهم علي مصلحته.. ولا بأس ايضا فحكومتنا المنتخبة .. بيتها لايشبه بيوت الزجاج في البلاد الاخري .. لانه ببساطة قوي كبيت العنكبوت...وعصي علي شعب في ضعف النمل ...المحبوس تحت احذية تلبس قيادته المبرورة ببركة نهجها والمغرورة.بسعة صدر امتها وطول حبال صبرها.فهي حقا لا تشبه بقية الشعوب لانها علمتهم الثورات .. وصمتها الطويل فيه كلام يقول .. العود أحمد.. .. والله علي كل ظالم وهو المستعان..