لقد صدق شاعرنا الحبيب أبي الطيب المتنبي حين قال ما كنت أحسب أن يمتد زمني حتى أرى دولة الأوغاد والسفل. يبدوا ان ما جرى في تونس ومصر لن يقف عند حدود الدولتين بل سيمتد الي سائر بلدان المنطقة ليقتلع كافة الانظمة التي راهنت طوال العقود الماضية علي حبس الشعوب في القمم القديم وحجبها عن ادراك الواقع الجديد الذي قفزت اليه اغلب شعوب العالم ذلك الواقع الذي يحكمه القانون لا المزاج ولا يدنسه الفساد والاستبداد , وازاء هذا الوضع كان المتوقع من الانظمة ان تبحث عن خطوط للتفاهم والتعرف علي الاليات التي يمكن ان ترتضيها الشعوب لاحداث التغيير السلس قبل ان تضطرالشعوب علي فرض خياراتها التي تتدرج من التظاهر الي العصيان المدني وحينها لاتقبل الشعوب بمجرد عزل رأس النظام بل خلع كل النظام من جذوره ولكن المفارقة ان الانظمة في هذه البلدان تستخدم نفس الاساليب التي اثبتت فشلها في مواجهة ارادة الشعوب وأدت الي حمامات دماء وضعت وستضع المسئولين عنها تحت الملاحقة القانونية مهما تفننوا في اخفاء ادوارهم في الفظائع التي يرتكبونها ولا يحميهم من الملاحقة طول امد الكر والفر بين الانظمة والشعوب المنتفضة.نجدسياسةالانغاذ تجاه اهل الوطن قبل دخول المدعيين بالعروبة وليس لنا شان بان يكونوا عرب او انصاف عرب لهم حريتهم فيما يرون دون مساس حقوق الاخرين حتى وصل القارب الى المرسى فعرف الامر للداني والقاصي . وبعد ذلك يأتي الينا فرعون السودان خال البشير يفرح ويقيم كرنفالات بانفصال الجنوب دلالة واضحة على الخبايا فهذا هو وشانه والحكومات زائلة اذا الاعمار تزول في البشر والحيوانات ولكن الذي فعله الانقاذ لن يذهب من الاذهان فهنالك من يكتب تعاطفا للمتضررين ولكن اصحاب الشأن اولى بما حدث في مناطقهم والى يومنا هذا الطائرات السودانية الانقاذية تقصف قرى في دارفور وتسمم ابار مياه الشرب فاذا كان البشير واعونه يكذبون في ابسط الاشياء يفهمه حتى الاطفال الصغار فما بالك ما يحدث في ميادين القتال وعبدالرحيم حسين المجرم الاخر المنفذ لقرارات الرئيس رغم انه احتياطي في قائمة هؤلاء العنصريين فاين زبير القائد العظيم فاذا كان حيا لما انفصل شبرا من ارض السودان حيث تم تصفيته بطريقة عنصرية لأنه نوبي لن يرضى بشطر بلده لان هذ1 البلد تأسس بكفاح اجداده ومن تبقى من النوبين في الانقاذ مساطيل ومهمشين في المجلس ذلك وشانهم وحتما ارض المليون ميل مربع ستعود رغم انف الجميع سياسيا او عدائيا أي عسكريا فليتحدث الاخرون كما يريدون لكن هذا هو القادم أي بمعنى اتحاد عبدالعزيز الحلو قائد العام لقوات الجيش الشعبي في جنوب كردفان ومالك عقار رئيس الحركة الشعبية في شمال السودان والسياسي المخضرم ياسر عرمان والاساذ عبدالواحد نور والدكتور خليل ابراهيم وكل الشرفاء في بلادي بدون استثناء سوا كان من الشمال او الغرب او الشرق او من داخل الخرطوم نفسه سيتم هتك القصر الجمهوري وقلع العصابة ووحدة السودان ويصبح بلد المواطنة وليس القبلية ومن يتمادى في العنصرية العروبية الاسلامية ان يذهب الى الجزيرة العربية كما يدعي فاقدي البصيرة بالانتماء الى العباس اذا تم استقبالهم حيث البعض منهم يجتازون اختبارات القبول بمجرد البشرة الناصعة واسترجاع الراسبين الى السودان الافريقية لماذا هذا الفساد والانحطاط الاغلاقي في امة رسالتها الاخلاق تخيلوا .. معي كم سيصبح سعر البترول والديزل والقمح والسكر وفواتير الكهرباء والهاتف وغيرها وسيبدأ في الظهور تجار جدد ، هم تجار العملة الحاليين ، وهؤلاء سيلعبوا بسعر الصرف حسب رغباتهم كما هي عادتهم الآن ، وذلك لعدم وجود الدولار لدى البنك المركزي ويستطيع هؤلاء التلاعب بالدولار كيفما شاؤا ولن يستطيع البنك التدخل وستضطر الدولة إلى بيع ورهن أي شي مقابل حصولها على الدولار لشراء احتياجاتها الخاصة من الخارج .. وسيصبح أكثر من 90% من الشعب تحت خط الفقر وسوف تضطر الحكومة إلى ( الشحاته ) كعادتها من الدول المجاورة باسم القروض .. وهذه الدول ستفرض شروطها وأجندتها وستضطر الدولة إلى خصخصة وبيع أي شي تملكه مقابل الحصول على فتات من الدولارات وسيهرب جميع التجار من البلد اذا لم يهربو وتحويل أموالهم واستثماراتهم إلى دول أخرى وغيرها من الأمور ولن أطول في شرحها ولكم أن تتخيلوا حجم المشاكل التي ستحدث في البلد وخاصة الشريحة الأفقر وشريحة الموظفين ومحدودي الدخل والعمال في قطاعات مثل الزراعة و الصيد وغيرها ولكم أن تتخيلوا حجم الأسعار التي سترتفع ولن يستطيع احد شراء أي من احتياجاته الضرورية أمام هذه الأسعار وستظهر مشاكل النهب والسلب وسيزيد الفساد المالي والإداري وستزيد السرقة والجرائم فوق ما هي عليه الآن وستظهر جرائم جديدة ودخيلة علينا ...ستزيد الأمراض الفتاكة لوجود الغش التجاري والبحث عن سلع رخيصة ولكن لها أخطار على الصحة وسيزداد معدل التفكك الأسري عندما يحاول الجميع البحث عن الغذاء بأي طريقه كانت .. والسؤال هنا هل يعي ويعلم من يقود البلاد اليوم إلى مثل هذه الأخطار!! ذكرت القليل على سبيل الذكر لا الحصر فقط ولكن ما سيحدث هو كارثة في كل شي من انهيار الخدمات والصحة والتعليم والأمن والكهرباء فوق ما هو حاصل اليوم وستحرر جميع أسعار السلع وستصبح البلد مفتوحة على كل شي وعندها لن يستطيع احد وقف ما يجري وربما شهدنا المجاعة التي بشرنا بها الدكتور/ الترابي العام الماضي وهو احد ابرز المساهمين في صنعها بل هو غرابها وبومتها وعرابها الأول ، وربما نرجع إلى عصر المجاعة وسنرى وطن آخر كئيب حزين يشكي كل من فيه وارجوا من الله سبحانه وتعالى أن يخيب ظني في كل ما كتبته أعلاه حيث الأمل لا زال بعد الله قائما في إنقاذ البلد لو تحمل الأخ الرئيس مسئوليته أمام الله ثم ضميره وتاريخه وضحى بأصحاب هذه العقليات البليدة واسند الأمر للذين ولائهم للسودان أولا وأخيرا وليس لحزب المؤتمر . فهو المسئول الأول أمام الله والشعب والتاريخ والوطن عن كل ما يحدث في هذه البلاد . والتاريخ لا يرحم ولن ينس أخي الرئيس فاختر لنفسك أين تضعها . حتى لا نضطر إلى القول ( إذا كان الوجع في الرأس فمن أين ستأتي العافية ) رغم أن الكثير قد بدأ يردد قول أبي الطيب المتنبي ( وما كنت أحسب أن يمتد زمني حتى أرى دولة الأوغاد والسفل . واللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا . قولوا آمين بالامس القريب سقط امبراطور مصر بل اقصد فرعون مصر ماعلينا تعالو نري حالنا وحال المصريين مقارنة بسيطة بين الفرعون المصري ودخل الفرد في السودانالفرق بين المفسدين الاثينين وايهما افضلما يجعل الشعب السوداني يثور اكبر بكثير من الذي جعل شعب مصر المحروسه يخرج ويثور ويذهب بنظام الحزب الوطني ورجاله بما فيهم مبارك الي مذبلة التاريخ لنعمل مقارنه بسيطهمستوي معيشة الفرد في مصر اعلي من مستوي معيشة الفرد الفقير في السودان ارجع الي من يسكنون بولاق الدكرور ومن يسكنون جبرونا ومعسكرات الذل في ابوشوك وزمزم وبيوت الصفيح في الحاج يوسف كرتون كسلا وما خلفها0 والخدير والجخيس في امدرمان0 والله كريم في الابيض وبيوت الصفيح في فيلب ببورتسودان0 وان قارنتهم بالذين يسكنون تحت جبل المقطم والمقابر فلا مقارنه بهؤلاء واولئكمستوي دخل الفرد في مصر اعلي منه في السودان وارجع ابحث في قوقل وسوف تاتيك النتيجه والفارق مخجل0 مستويات الاسعار في مصر لا مقارنه بينها وبين السودان0 منذ ثلاثون عاما عمر النظام المصري لم ينهار الجنيه المصري مقابل الولار كما هو عندنا في السودان فزاد سعرالجنيه المصري مقابل الولار حوالي300% بينما زاد سعر الولار مقابل الجنيه السوداني من عشرون عاما من1989 حوالي3000% وقال لنا عباقرة الانقاذ حينما جاؤون بليل في عام1989 لولا مجيئنا لحصل الدولار عشرون جنيه . ليتهم لم يمروا بنا فهاهو يفوت حاجز الثلاثة الف وثلاثمائة جنيه مقابل الدولارالوحده الوطنيه نظامنا العبقري في بيانه الاول تحدث عن ان النظام الديمقراطي كاد ان يفرط في وحدة تراب البلد وسيادتها ولو انهم لم ياتوا لوصل التمرد كوستي ولكن يا حبية عيني انقاذكم قسمت السودان الي دولتان حدودهم في جوده بالقرب من كوستي التي كان يخشي نظام الجبهه الاسلاميه من انه لو فرط في الحكومه وتركها للديمقراطين لوصل التمر مجرد وصول الي كوستي0 لم يفرط النظام المصري في شبر من ارضه بل زاد عليها مقاطعة حلايب السودانيه كعربون وثمن لمحاولة اقتيال رئيس دولته مبارك0 ا اين الفشقه التي اكلها الدودو0 الخدمه المدنيه الخدمه المدنيه في مصر ما زالت بخير كل الناس بمختلف توجهاتهم يعملون في الدولة المصريه وفقا للكفاءة والقدرات والشهادات وليس التنظيم والقبيله والجهه. ونجاح الاضرابات التي دعت النقابات تخبر بذلك فما بالك عندنا0 طردت الكفاءات السودانيه المدربه صاحبت القدرات العاليه والسجل والتاريخ الوطني وحلت محلها كوادر تنظيم الجبهه غير المتدربين وبعضهم فاقد تربوي بدون شهادات وبعضهم زورت له شهادات جامعيه لانه في فقههم انه القوي الامين0 لاول مره في تاريخ السودان منذ التركيه السابقه تصل اختلاسات المال العام لهذا الحجم الكبير اي ما يعادلاثنين مليار دولار ونصف وراجع تقرير المراجع العام لدولة السودان2008 وهناك وحدات حكوميه رفضت مراجعة حساباتها0 ورقم هذا الحجم الكبير من الفساد لم يقدم احد الي محاكمه ولو صوريه0 دعك من الخريجين منهم من تجاوزت سنه سن الشباب وهو جاري وراء الوظيفه في دواويين بلده ولكنه لم يجدها لانه لم يكن من اهل النظام ولا قريب لاحد المتنفذين ولا من قبيلته0 هناك في مصر اختلاسات ولكن لم تصل لهذا الحد الكارثي الجامعات ما زالت مصر ام الدنيا تصون الامانه العلميه وترعاها بعيدا من ايدي السياسه والسياسين ولكنك يا حباية عيني سوف تفجع بما يحدث في الجامعات السودانيه0 جامعة الخرطوم الجميله ومستحيله دخلها من لايحمل شهاده تؤهله الي دخولها وهم كثر ولكن اعطيك مثال واحد طالب الافتصاد المجاهد الذي وصل الي سدة الاتحاد وكان رئيسا للمجلس الاربعيني وتم اكتشافه من قبل الطلاب المحايدين ووصل حتي الفرقه الثانيه اقتصاد وذلك في التسعبنات ولك ان تسال عن ذلك واسمه معلوم لناالخريج المصري الجديد يمكن له ان يعمل في دول الخليج بسهوله ويسر بما يملكه من تاهيل ولكن اسال من عمل بالخليج عن الخريج السوداني الجديد قهو محا تندر وسخريه ويسالك الناس هناك ماذا حدث لكم يا من كنتم افضل من يشتغل في دولابالعمل في كل المجالات القضاء وما ادراك ما القضاء القضاء السوداني الذي كان مضرب مثل للنزاهة والاستقلاليه والحيده اصبح مرمطه ياتمر بامر الجهاز التنفيذي بل هو ايضا استخدمت فيه سكين الصالح العام فاخذت القضاه اصحاب القدرات والضمير العدلي واتت باهل السياسه والتنظيم لا يمكن تعيينك في سلك القضاء ان لم تكن منتمي الي حزب المؤتمر الوطني او مواليه بخجل0 هذه الافه لم تصل الي مصر ام الدنيا0 رغم ان مبارك ونظامه استولوا علي الكثير من خيرات مصر ولكن لم تمد ايديهم لتخريب القضاء المصري بدليل ان كل المصريين كانوا ينادوا باشراف القضاه علي الانتخابات وها هم بعد انتصار ثورتهم الظافره ينادون باشراف القضاه علي انتخاباتهم المفبله بمشيئة الله حرمة الجامعات واحترام قوانينها 0 في السودان انتهت هذه المساله واصبح مدير جامعة الخرطوم يعين بواسطة النظام ومن المواليين له بغض النظر عن تاريخه وقدرته وشهاداته والامثله كثيره منذ تعيين المرحوم حافظ الشيخ الزاكي عميدا لكلية القانون وهو لم يحمل الدكتوراه علي من افنوا عمرهم كله في التدريس0 الي اخر مدير تمت اقالته كلهم يتم تعيينهم بعيدا عن قوانيين الجامعه واعرافها0 الحرم الجامعي اصبح مرتعا لجهاز الامن يضرب الطلاب بالكلاشنكوفات والسيخ والملتوف داخل حرم الجامعه من قبل جهاز الامن الذي لا فرق بينه وبين طلاب المؤتمر الوطني. انتهت حرية واستقلال الحرم الجامعي0 في مصر ما ذال الحرم الجامعي مصان ومازالت الجامعات تتمتع بستقلاليه وحريه في العمل السياسي0 ولو قلنا نعمل مقارنه لملاءنا الكتب والمجلدات للاسباب التي جعلت الشعب المصري يثور وتلك التي نحن نعيشها ولكن حتما يا حضرة الرئيس المحترم فان الثورة اتيه مهما عملوا من اصلاحات لان ما هو منهار اكبر من معالجته بالترقيع حاولت اعمل مقارنة بين هذا وذاك لكن بالحجة والمنطق اني اري مصر افضل من هذا الباب اريد اضيف شي بسيط وكمان علشان جمال عبد الناصر يرتاح اكثرفي قبره، ألان فقط الشعب المصري يعود حرا، والآن فقط هاهي مصر التي اشتقنا إليها كثيرا تعود إلى أمتها العربية عزيزة مرفوعة الرأس لتأخذ وضعها الطبيعي بين أخوتها وأشقاؤها، فمصر مكانها في الطليعة لتقود العرب دائما نحو العزة والكرامة. -كانت العبارة المجلجلة في ميدان التحرير هي ( الشعب يريد إسقاط النظام ) وهي جملة صريحة وواضحة وفصيحة لا تحتمل أية تأويل أو تفسير آخر، إنها إعلان واضح عن ميلاد شعب جديد ينتزع حريته من بين أعين مغتصبيها. -تونس ومصر، شعبان حران بكل ما تعنيه هاتان الكلمتان، لأنه لا يمكن أن تطلق مجموعة على نفسها شعب دون أن تقرنه بكلمة ( حر ) لأنه بدون الحرية لا يمكن أن نكون شعوبا بل قطاعا تسير رغم إرادتها وطموحها وأحلامها، والشعوب الحرة هي من تختار ما تراه مناسبا لها ولا تسمح لأحد بمصادرة رغبتها. -لا يجب أن تتوقف كَرة المسبحة، وعلى الشعوب العربية أن تتعلم من بعضها، وعليها أن تفهم أن الوقت ملائم لإسقاط الطغاة وأن وعودهم التي يقولونها ما هي إلا ضمن سلسلة الكذب المستمرة والتي لا تنتهي، وأنا هنا أعني الشعب السوداني الذي يعتبر الشعب الأول الذي يستحق الحرية والتخلص من طاغيته جراء لما عاناه خلال فترة حكمة الطويلة، وأن لم يفعلها الآن، فقد يفوت على نفسه فرصة لا أحد يعلم متى ستعود مرة أخرى. اين دور العلماء من هذا الكارثة الانغاذية الم يوجد في بلدنا علماء يقولون كلمة الحق ام هم ايضآ تحت المظلة الانغاذية .حدث تبادل للأدوار بين من وصفهم المولى عز وجل بأنهم أكثر العباد خوفا وخشية منه ، كما قال تعالى ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) وبين مجموعة من البشر لا يملكون سوى الكلمة والأقلام ، ولا يسعون إلّا لصون كرامة الإنسان ومنحه حقوقه الإنسانية ووجوب الحفاظ عليها ، في ظل الأنظمة التي تملك سجلا حافلا في انتهاك حقوق الإنسان والعبث بأيام حياته .الصحفيون والكتاب وقادة منظمات المجتمع المدني ، تبادلوا المقاعد مع علماء الدين ، الذين آثروا الصمت وفضلوا السكوت أمام المشاهد الكارثية التي تعصف بالوطن ، ثم مع كل دعوة توجه إليهم بضرورة قول أو فعل شيء أو توجيه انتقاد إليهم ، يسارعون في إشهار سيوف التهديد بأن لحومهم مسمومة ولا يجوز أبدا التعرض لهم وللحومهم ، وكأن لحوم ما تبقى من العباد مباحة ، ومسموح للسلطة وأدواتها البغيضة تقطيعها وهتك كرامتها وتجريب أبشع أساليب الذل والتعذيب والجوع والحرمان فيها .لاحظوا أن السجون والمحاكم صارت مكانا لكثير من الصحفيين والكتاب ، الساعين لإنتزاع العدالة والمساواة وحقوق الإنسان ، ومن بقي منهم ( أقصد الشرفاء والوطنيين الصادقين ) يواصلون مسيرة النضال من أجل تحقيق تلك المثل والقيم السامية ، بينما العلماء وما أكثرهم في بلادنا لا أثر لهم في معمعة الظلم والفساد والقتل والخراب ، لكنهم بالطبع يسارعون في الخروج والظهور والتصريح وإصدار البيانات لحظة إشارة واحدة من اصبع الحاكم ، الذي يقف على رؤوسهم أحيانا ليلقي على مسامعهم محاضرات وخطب دينية يضحك المرء منها حتى يغمى عليه. حاشا وكلا أن أكون هنا في موقع التطاول على العلماء ، لكنني وانا أقف أمام بوابة التاريخ ، أراهم في الصفوف الأولى مدافعين عن الحق وقائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يلبسون ملابس البسطاء ويأكلون من ما يأكله الفقراء ، أراهم يتصدون للحكام الظلمة ويصارعونهم بردعهم عن الظلم ونصرهم للمظلومين ، حتى انني أسمع دوي كلمات الحق التي كانت تخرج من أفواههم ، ترعب الحكام وتثير الناس فيقف كل عند حده. كان الناس يبحثون عن العالم فيجدوه بينهم ، فيلتفون حوله ويستمعون إليه لأنه صدق مع الله فصدق معهم ، وانظروا كيف كان العالم يعيش معهم ويبحث عن أنسب الطرق الموصلة إليهم وإرشادهم إلى طرق البر والصلاح ، تأدية لواجبه الذي حدده المصطفى عليه الصلاة والسلام في قوله ( العلماء ورثة الأنبياء ) . يا الله كم يشعر المرء الخائف من الله بالرعب وهو يقرأ كلماته صلى الله عليه وسلم ( ورثة الأنبياء ) ولنا في أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام ، المثل الأعلى والقدوة الحسنة في مقارعة الظلم والإنتصار للضعفاء ، فأين العلماء من ذلك كله ، أم انهم لا يعلمون ولا يبصرون بما يدور في بلادنا الحبيبة ؟. لقد انتشر الظلم في كل مكان ، واستوردت السلطة الحاكمة المفاسد بمختلف أنواعها الفكرية والثقافية ، وصارت ثروة البلاد مرتعا للصوص ينهبونها ويصرفونها كيفما شاؤوا بدون رقيب او حسيب ، بينما تدخل الخمور والمخدرات إلى البلاد من كل المنافذ ،، والعلماء مع ذلك كله غائبون عن المشهد ، لكن البعض منهم يحرصون على الحضور دعما للسلطة ، محذرين من الفتنة وتقسيم البلاد عند حضور الرفض الشعبي لما يمارسه الحاكم ، وكانهم ينادون الناس بقبول الظلم ونهب الأراضي والتغاضي عن هتك الكرامة والموت جوعا ، وهي أمور ما وردت في أي شريعة سماوية ، خاصة وتلك الشرائع توضح مهمة الحاكم ووظيفته حيث وجد للحفاظ على الإنسان وصون كرامته وكفالة حقوقه ، ولحظة نسيانه وتقصيره ومخالفته لتلك الوظيفة وجب على العلماء قبل غيرهم تذكيره وتحذيره لأن المظالم وحدها كفيلة بتفتيت وتقسيم أعتى الدول ، ووحدها العدالة طريقا للبقاء والحصول على معايير النصر الإلهي ، حسب المقولة او الفتوى الشهيرة ( إن الله لينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ويهدم الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة ) والعيب الاكبرالشعب كمان في الجيبمن المؤكد أن هناك علاقة كبيرة بين القلب والجيب، فالمتتبع لطرق وأساليب تفصيل الملابس في معظم المجتمعات، سيجد أن الجيب الرئيسي دائماً ما يوضع في الجهة اليسرى من الصدر، أي فوق منطقة القلب مباشرة..والجيب رغم صغره فإنه بموقعه ومكانته، يحمل في ذاته دلالات وأبعاد مختلفة، مادية ومعنوية، حسية وموضوعية. والحديث عن الجيب مرتبط كثيراً بمفهومي الغنى والفقر، فيُقال الجيب دافئ تعبيراً عن وجود المال وعدم الشعور بالحاجة، وفي المقابل سترى من يخرج أمامك بطانة جيبه تعبيراً عن الطفر والحِراف والإفلاس، كما هو حال الكاريكاتيرات الصحفية التي تعمل على إبراز هموم الموظف المسكين، حين يجد أن مرتبه في نهاية الشهر لا يكفي لسداد الإيجار وفواتير الماء والكهرباء..والجيب أيضاً قد يعني الاحتواء، فدائماً ما يُقال، فلان في الجيب، أي أنه مضمون المواقف والولاء، وقد يعني الجيب النصرة والقوة والمنعة، وكثيراً ما نسمع أن شخصاً ما يقول لصاحبه إدعس ولا يهمك ويشير إلى جيبه تعبيراً عن استعداده لتحمل التكاليف والتبعات التي قد تحدث..وفي هذا السياق تتأكد العلاقة بين محتويات الجيب وبين الوصول إلى درجة من الأمان النفسي، فكلما كان الجيب ممتلئاً شعر القلب بالراحة والاطمئنان، وهكذا يتمدد القلب بتمدد الجيب ويكبر بكبر محتوياته..ولا شك أن الجيب قد أصبح في الوقت الحاضر بالنسبة للمتنفذين، يمثل أرقام الأرصدة في الداخل والخارج، وعقارات ومناقصات وتسهيلات خاصة، وبلوكات نفط فسيحة، وفساداً يعمل جاهداً على لهف الموارد الحيوية للبلاد،، ولكنها أرادت أيضاً سرقة ثروات الأجيال القادمة وقتل مستقبلهم مع سبق الإصرار والترصد.ولذلك أصبح طبيعياً أن نجد من هؤلاء المتنفذين من يطلق بين حين وآخر شعار الوطن في قلوبنا، وذلك من باب التغطية على عملية استكمال تعطيف الوطن ومصادرته إلى الجيوب.وفي سياق التغطية نفسها، فإن مثل هذا الشعار يستهدف فتح معارك وهمية ضد كل من يخالفهم الرأي، وذلك في إطار العمل على إحداث فرز اجتماعي، حيث يحاول المتنفذون وقوى المصالح والفساد تقديم انفسهم كحراس وحيدين للوطنية ووكلاء محتكرين لمفاهيمها. وكأن حب الوطن سلعة ترفع للمزاد في أوقات الحاجة وتتحول معها الوطنية عند هؤلاء إلى صكوك غفران يوزعونها لمن يريدون وقت ما يشاؤون..ومن المضحك في نفس الوقت أن يتحول رفع مثل هذا الشعار إلى وسيلة من وسائل لهف المال العام كذلك، حيث يبدأ المشروع بفكرة والفكرة تحتاج إلى خطة والخطة تحتاج إلى تنفيذ والتنفيذ يحتاج إلى المال الكافي، بل والسخي لأن هذا عمل مميز، فالخُبرة هم من يحملون لواء هذا المشروع، وهم يستحقون الكثير والكثير، ولا يغلى عليهم شيء، مادام سمننا في عصيدتنا، السودان في جيوبناالحل هو ذهاب البشير وزمرته من السلطة --ان كان البشير وطنيا حقا ويريد ان يجنب البلاد الفتن فعليه التخلي عن السلطة وحل البرلمان وتسليم السلطة لاشخاص وطنيين ---والا مظاهرات ضخمة كالتي شهدتها تونس ومصر --والبشير يعلم جيدا كيف كانت التركيبة الامنية لهاتين النظامين -اقوى نظامين امنيين في المنطة بل كانا مستشاري الامن للدول العربية ---تهاوا في اقل من شهر ---فخذ العظة من غيرك ان كنت من اولي الالباب.فلا تصغ ممن حولك من اشباه الرجال فهم من اول من سيتخلون عنك ويجعلوك كبش فداء.