تراسيم.. كوستي.. قبل أن تدركها التونسية!! عبد الباقي الظافر في الأسبوع المنصرم فوجئ مواطنو حاضرة (بحر أبيض) برسائل نصية تمخر عباب هواتفهم الجوالة.. الرسائل تدعوهم للاستعداد للمقاومة من الشارع اقتداء بالثورة التونسية ومن بعدها المصرية.. الرسائل تدعو أبناء كوستي الشرفاء للتصدي لحملة (عنصرية) يقودها بعض الانتهازيين داخل المؤتمر الوطني لإبعاد أبناء المدينة عن المشهد السياسي بحكومة الولاية.. والثلاثي الذين تداعت لهم المدينة بالغضب هم وزير التخطيط العمراني الفريق الجزار و وزير الصحة الدكتور عبد الكريم ومعتمد كوستي العميد عراقي. الفريق (م) الطيّب الجزار بدأ حرباً فعلية على الفساد في وزارته وحرك إجراءات قانونية ضد متورطين قبض على البعض بينما فرّ اثنان من العدالة وتحدّث صراحة عن 800 قطعة جرى نهبها من أراضي الولاية، بالإضافة إلى 2 مليار جنيه (قديم) أهدرتها الاعفاءات لذوي الحظوة من رسوم الأراضي التي كان يتحكم فيها (سمسارة السياسة).. ووجّه بحملة ضارية ضد الذين احترفوا سرقة أحلام البسطاء عبر نهب المال العام بدون حسيب أو رقيب. وعندما شرع وزير الصحة في إنقاذ الوضع في مستشفى كوستي وقاد اتصالات مثمرة مع أبناء كوستي في الداخل والخارج، وبذل جهوداً خارقة مستغلاً (علاقاته التنسيقية) اتّهم بأنّه ( عنصري) ينحاز لكوستي ويهمل أطراف الولاية، ومن روّج للاتهام هم في الحقيقة من لا يفوتوا (لبعة) حتى في أعمال التنمية. الحقيقة هي أنّ وزيري الصحة والتخطيط عملا على سد كل منفذ يمكن أن يلج من خلاله الفساد، تنفس الذين غرقوا في الفساد (هراء) وعملوا على الإيقاع بين الوالي و وزير التخطيط.. أمّا ثالثهم فهو معتمد كوستي العميد شرطة ابو عبيدة العراقي.. عراقي (قفل) كل الطرق لسرقة مال المواطنين ووضع حداً لسطوة الشعبيين على الجهاز التنفيذي وإعاد هيكلة الحكم بحضوره النوعي وسط أبناء المدينة وحثّهم على المشاركة في النهوض بهموم إنسانها.. في مشروع النظافة ابتدع فكرة جائزة لأنظف حي كدليل على أنّ المُعتمد يمضي في طريقه مستصحباً منهجاً جديداً في تجميل المدينة.. ومع ذلك يقول عنه الذين نهبوا خيرات المحلية طوال السنوات الماضية إنه يجتمع بأبناء المدينة الذين من بيّنهم شيوعيون، وعندما لا يبالي بهم المعتمد الذي يمسك بملفات فسادهم في يده ويبتسم في سخرية يحرضون النّاس ضده.. يصفون العمل الذي تمّ في زراعة الشوارع بالنخيل بأنه كان إهداراً للمال العام، ولكن يتضح لاحقاً أنّ أشجار النخيل كانت هدية من وزير مركزي يحترم ويقدر جهود المعتمد في إعادة بعض رونق الحياة لمدينة دفنت تحت أنقاض الفساد. إنّ الرسائل النصيّة القصيرة التي أرسلت للكثيرين خلال الأيام الماضية تدل على وعي أبناء كوستي بالمُخطط الذي يحاك ضد أبنائها في حكومة الولاية، وطالما أنّه وعي لا ينطلق منطلقاً عنصرياً سواء للمدينة أو الأشخاص، فإنه سيجد القبول لدى الوالي الذي نثق في ذكائه السياسي وقدرته علي وزن الأمور وزناً دقيقاً، وكل ما نرجوه حقاً من الوالي أن يُجرّب الجلوس في قاعة مجلس الوزراء والكراسي من حوله فارغة ويفكر بذهن صافي في إعادة ملئها من جديد في التعديل الوزاري المرتقب..!! راشد أوشي .. مراسل التيار بالنيل الابيض. التيار