هناك فرق. لا يَجرمنَّكم شَنآن قَوم..! منى أبو زيد سيدتي الفاضلة منى أبو زيد.. أرجو أن تسمحي لي بالرد نيابة عنك على الأخ مجدي إدريس موسى الحسن في تعقيبه بعنوان \" كافر بإجماع أهل العلم \" بعدد التيار رقم 567، والذي كنت من الشجاعة الأدبية أن تفسحي له المجال ليقول ما يريد وأرجو أن يكون هو كذلك شجاعاً ليقرأ ما نقول..! أخي الفاضل أولاً الآية من سورة المائدة التي استشهدت بها (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) بعدها مباشرة آيات أخرى (فأولئك هم الظالمون... فأولئك هم الفاسقون) ولم تشرح لنا لم اقتصرت في التصنيف على النوع الأول على ما يتضمنه هذا الحكم من هدر للدماء واستباحة للأموال ولا أقول سبي للأهل والذرية..! فالفاسق لا يستباح دمه وماله، كذلك الظالم وإلا (فبختهم وهنا هم) ضحايا الصالح العام، وحتماً أنك تعلم أن أعضاء هذه الرابطة التي استمت في الدفاع عنها لم يجلسوا مع الشخص المعني ويتبينوا من خلال الحوار معه لأي فئة ينتمي، وهذا من جوهر ما تضمنه مقال الأستاذة بالعدد السابق..! أنت قلت للأستاذة تستفتي قلبها وتقول ما حكم من ينكر تطبيق الشريعة وأنا أقول لك اقرأ معي بنياط قلبك قبل شفتيك قول الله عز و جل في سورة النساء (يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) وقوله سبحانه في سورة المائدة (يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) مرة أخرى (اعدلوا هو أقرب للتقوى).. بيان هذه الرابطة المنشور في جريدة التيار عدد 564 فيه إدانة واضحة لا لبس فيها لعضو مستشارية الأمن، وعندما تقول لشخص ما عليك بالتوبة النصوح فهو حتماً قد أتى ذنباً. أما اللغة المخففة لا تخفى على كل ذي لب. يعني الفعل الذي ينقض إسلام عضو المستشارية لا ينقض إسلام رئيس الجمهورية، و(لاّ خاطر عن خاطر يفرق) وكلك نظر؟!.. ما رأيك أنت.. لماذا لم يقل بيان ما يسمى بالرابطة \" فقد أتى الرئيس ناقضاً من نواقض الإسلام، فليراجع نفسه ويتخلى عن ذلك بتوبة نصوح\" ؟!.. هل الدين فيه خيار وفقوس..؟! تحقيق العدل وتطهير مؤسسات الدولة من نجاسة المكايدات السياسية وتصفية الحسابات الحزبية مقدم على تطبيق الشريعة حتى لا يساء للإسلام بممارسات بعض المسلمين. وأرجو أن تكون تعلم أن تطبيق الشريعة شيء وإقامة العدل شيء آخر، فالعدل سلوك بشري أما الشريعة فمنظومة قوانين وقواعد..! إذا كنت تنتمي للرابطة وهي تنتمي بدورها للمؤتمر الوطني فأخبرونا حتى نعلم من أين نؤتى، من الفرع السياسي أم الفرع الديني لهذه الشجرة التي لا قرار لها وتؤتي ثمراً مُرّاً بطعم الحنظل لهذا الوطن وأهله..! أخي مجدي أريد أن أقول لك وللرابطة وهيئة علماء السودان وأخص بالذكر أصحاب الفارهات الروابح لست أعرفهم ولا أريد أن أعرفهم: يا إخوان أرجوكم سياسات الإنقاذ الاقتصادية والتعليمية والتوظيفية والإعلامية وغيرها لم تبق في ظهورنا الدامية موطئاً لسياطكم فلا تبغّضوا لنا الدعوة الإسلامية كما بغّضت الإنقاذ لنا الحركة الإسلامية واكفونا شركم وأدركونا بخيركم يغفر الله لنا ولكم..! م. طارق حسن التيار