بقلم أ.سامي محمد الاسطل كاتب من غزة [email protected] من المواقف المتقدمة للثورة المصرية؛ تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل العربي الذي حذر إسرائيل من مغبة العدوان على قطاع غزة؛ فمنذ فترة طويلة، وطيلة عقود مبارك لم نسمع مثل هذه التصريحات؛ لكننا أمام واقع يحتاج الكثير من العمق ، العمل والتخطيط ، ونظرة فاحصة إلى المنظومة القائمة في المنطقة ، التي بدأت بوادرها يوم اجتاحت قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين دولة الكويت في 2/8/1990م، وخلال ساعات قليلة وصل الجيش العراقي إلى الكويت، العاصمة وأحكم سيطرته على كامل البلاد. سارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دعوة مجلس الأمن لتوفير غطاء لضرب العراق، من اجل حماية مصالحها ، وترسيخ نظام القطبية الأوحد بعد البيرسترويكا ، رتق بون برلين، تفكك حلف وارسو وسقوط الشيوعية. على الفور لم يكن بوسع الأممالمتحدة غير تلبية النداء، فصدر القرار (660) والذي أدان غزو العراق وطالبه بسحب القوات، ثم قرار (661)الذي فرض عقوبات اقتصادية شاملة ، ثم الحرب، حيث بدأ القصف الجوي الأمريكي والبريطاني لبغداد واستمر فترة طويلة أدى لتدمير البنية الأساسية العراقية. أدرك صدام حسين أنه و العراق على شفير من السعير؛ فأعلن قبوله بقرارات الأممالمتحدة، لكن الرئيس الأمريكي جورج بوش رفض ذلك وأصر على إسقاط النظام العراقي ,وبالرغم من انسحاب القوات العراقية إلا أن القوات الأمريكية وحلفائها ضربت الجيش المنسحب ودمرت كل شيء يتحرك. عبرة ضرب العراق الأولى والثانية :- كان الضرب على العراق بقوة مفرطة ، وفرصة لاختبار الأسلحة الفتاكة الحديثة، لضرب ملجأ العامرية ومدن العراق؛ ضمن التحالف بين عدد كبير من دول العالم تحت النظام والقيادة الأمريكية، وأصبح العراق وحده في ساح الوغى وقد ظهرت نتائج فظيعة منها :- ملايين الضحايا بين القتلى والجرحى والمهجرين في سوريا، الأردن، مصر........الخ. تدمير البنية التحتية الاقتصادية العراقية ومصافي النفط وآباره . تراجع وتدني الناتج الإجمالي للعراق. تدمير القوة العسكرية العراقية . تمزيق العراق ، وإذكاء النعرة الطائفية. بمظلة الأممالمتحدة؛ إذلال حتى المشنقة :- وجهت اتهامات كثيرة للعراق منها : الإدعاء بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، فسارعت الولاياتالمتحدة إلى إصدار قرارات من الأممالمتحدة بتشكيل لجان التفتيش عن هذه الأسلحة , وأصرت الولاياتالمتحدةالأمريكية على اتهام العراق بامتلاك قنابل نووية وأسلحة كيميائية وبيولوجية ، رغم التعاون العراقي إلى حد فتح قصور الرئاسة للجان تفتيش الأممالمتحدة لكن الدائرة الثانية دارت على العراق . دي أمريكا و قصة عيد الأضحى:- اعتاد الأوربيون في ثقافتهم المدنية والعسكرية ختم أعمالهم بقصص مؤثرة، يتم عرضها كعمل بطولي؛ يرتبط بعمق الذاكرة ووخزها كل عام، وجه الرئيس جورج الابن إنذارا للرئيس العراقي عام 2003م وأمهله 48 ساعة لمغادرة العراق , رفضت جامعة الدول العربية الإنذار لكن الحرب كانت مخططة ومعدة بدأت ضربات التحالف بتاريخ 20/3/2003م ضد القطر العراقي واجتاحت القوات البرية العراق ليتمم دخول بغداد عام 9/4/2003م. ألقى القبض على صدام حسين وعقدت له محاكمة علنية انتهت بإصدار حكما بالإعدام شنقاَ نفذ هذا الحكم يوم عيد الأضحى لكي يبقى قصة وعبرة لمن يفكر بغير حكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك القائلة \" دي أمريكا \" كانت لهذه الأحداث عقبات أستباقية لكل الأنظمة العربية من اجل طوق الطاعة والمنافسة عليها ضمن منظومة معقدة مضمنة عناوين كبرى كالآتي:- تهميش دور الأممالمتحدة واستثمارها للمصالح الخاصة بالغرب ، والاعتقاد أن هذه المنظمة الدولية ليس لها إلا باب واحد ألا وهو البيت الأبيض. الظروف الدولية سارت بالعالم نحو قطب واحد؛ خاصة بعد توجه الدول الاشتراكية نحو مبدأ الرأسمالية الأمريكية المنتصرة اقتصاديا ، سياسيا، ثقافيا، إضافة إلى السيطرة العسكرية. العمل على إذكاء الصراعات المزمنة في العالم والعمل على نشر الفوضى الخلاقة . إبقاء الصراع مع إسرائيل وعدم التقدم فيه، مما يشير إلى فتيل الأزمة المتقد. تردي الأوضاع المعيشية في كثير من دول العالم، وعلى رأسها الدول العربية ، خاصة مصر ، ومن ظواهرها : الهجرة وتكبد كل مخاطرها ، ضنك العيش، تأخر الزواج، أزمات المسكن، .........الخ. لكن هل من الممكن الدخول في منظومة جديدة لهذه الثورات ، تبدأ بالبناء من أجل تحقيق قدر من الاستقلالية ، و الديمقراطية الحقيقية التي ستؤسس للنصر من خلال النخب التي ستفرزها الأحزاب، النقابات ، المنظمات، الحركات ، وتحمي مجتمعاتنا من الديكتاتوريات الثورية الجدد، والتغني بالأمجاد التي سئمناها ، الذي يعنينا الآن الوقفة الجادة بجانب القضية القومية التي قصد بها الوطن العربي كله، وتكوين نظام قومي بديلا عن فروض الطاعة الأجنبية في بلادنا ووطننا العربي الكبير.