تراسيم.. هذا فساد الحكومة.. ماذا عن فسادنا!! عبد الباقي الظافر ذهبت لإدارة الخدمة الوطنية لاستخراج إذن سفر.. المبنى معد بصورة جيدة.. شباب الاستقبال قبل أن تكمل التساؤل يمنحوك الإجابة الصحيحة.. في الشباك الأول ناولني العسكري استمارة بيانات.. ابتسمت في وجهه.. ولكنه أخبرني ضمنا أن الابتسامة ليست من العملات المعتمدة.. الرجل يطلب واحد جنيه رسوم استمارة.. نقدته الجنيه ثم انتظرت الايصال المالي.. استغرب من وقفتي.. اخبرني بكل شفافية أن هذه خدمات خاصة.. يتكرر ذات الأمر بعد تسليمك بطاقة السفر.. جنيه آخر لزوم الغطاء البلاستيكي.. انتظرت.. رأيت الآخرين يدفعون عن يد وهم صاغرون. كان ذلك من أخبار الجيش.. أنا الآن في مكاتب الشرطة.. المحاسبة تطلب مني تسعة وخمسين جنيهاً.. تكتب في الايصال المالي نحو سبعة وأربعين جنيهاً. أرجوكم لا تسيئوا الظن بهذه الشابة.. الفرق بين المبلغين يذهب إلى الشرطة بدون مستندات رسمية تحت أسماء رنانة من بينها رسوم ملف.. الملف هنا سعره خمسة أضعاف ثمنه في السوق.. المشكلة أن الزبون يدفع.. وفي النهاية لا يجد في يده مستنداً ليحاسب نفسه.. المستندات المالية يحويها ذاك الملف السحري. عصام محمد أحمد حسن.. مواطن سوداني صالح.. كان يعمل في هيئة نظافة الخرطوم.. فجأة استيقظ ضميره .. أعلن في صحيفة الانتباهة ومن قبلها التيار.. أنه كان يزور في رسوم النظافة.. يحددها كيفما يشاء.. وينال أحياناً حافزاً من الزبائن.. الحافز هذا اسم الدلع للرشوة.. ولاية الخرطوم لا تفعل شيئاً إزاء هذه الاعترافات الشفافة.. ومن الواجب أن ترد الحقوق لأهلها.. هذا مال حرام يجب التحلل منه يا والينا. وصحافي سوداني يعمل بالعربية السعودية يمضي لمستشارية الأمن.. يطلب مساعدتها في الالتقاء برئيس الجمهورية.. الصحافي يريد تكوين منظمة مجتمع مدني لمكافحة الفساد.. ويطلب من الحكومة مباركة عمله.. الدولة المصنفة الأكثر فساداً في العالم تعده بسيارتين وإيجار مبنى لمدة عام.. والصحافي الهمام يستنكف من مساعدة مستشارية الأمن ويرنو لمساعدة القصر الجمهوري. الاتهام بالفساد انتقل إلى قبيلة الصحافيين.. المتعافي قال في حوار مع الزميلة السوداني (أنا عارف وهم عارفين.. لماذا يهاجمونني).. شفرة المتعافي يفكها الدكتور ربيع عبدالعاطي الذي يتهم بعض زملائه في المهنة بممارسة الابتزاز المالي. لماذا لا نبدأ نحن أهل البيت الصحافي حملة شفافية.. يعلن كل من يحمل قلماً ذمته المالية.. هذا القلم يمكن أن يباع فى السوق.. الحكومة يمكن أن تدفع لشراء الصمت الصحافي.. المخابرات الأجنبية تدفع لكسب ولاء الأقلام المؤثرة.. المفسدون بإمكانهم تحييد الصحافة .. يجب ألا يكون بيتنا الصحافي من زجاج إلا في شفافيته. صديقنا الهندي عزالدين رمى بحجر.. أعلن عن عناوين ثروته المالية.. وأنا فعلت من قبل عندما هممت بالمنافسة في الانتخابات السابقة.. أرجو أن تكون هذه مبادرة عنوانها (صحافي شفاف).. وأتمنى من اتحاد الصحافيين وشبكة الصحافيين الاهتمام بهذه الفكرة. ليس مطلوباً منا دائماً النظر لعيوب الآخر.. يمكننا أن نقدم أفكاراً جريئة وجديرة بالاحتذاء. التيار