حكاية تشكيل المؤتمر الوطني للجنة مهمتها محاسبة الفاسدين تشبه قصة من قصص كليلة ودمنة أو الأساطير اليونانية . يحكي أن الأسد عاث في الغابة فساداً ، فإن أراد القرد التسكع قرب النهر مع خطيبته القردة لابد أن يأتي بأرنب سمين مدوعل لزوم فتح شهية الأسد . أما إذا أراد " الغزال " أن ينام تحت ظل شجرة ظليلة بعد يوم مضني فعليه أن يبحث عن أي أبو قدح أو حمل من أجل " فكة ريق " الأسد . وإذا احتاج أي حيوان لأي شئ في غابة الأسد فمطلوب منه دفع المعلوم علي شكل " كراع " أو سمكة أو ما شابه ليس هذا فحسب بل كان الأسد قد سمع نصيحة النمر في الإنتخابات الأخيرة لاختيار رئيس جمهورية الغابة فانطلقت دعايته قبل شهر بلافتات مضيئة كتب عليها " انتخبوا القوي الأمين " . ومن ثم تشكلت مفوضية الانتخابات من سدنة الأسد علي شاكلة الضبعة والكديس والأرنب . جاء في قانون المفوضية أن الترشيح يقتصر فقط علي من يسكن في بيت يسمي العرين ، ويحظر علي كل من ليس له " لبدة " الترشح ، واختير عرين الأسد مقراً للمفوضية . بالطبع لم تنطبق هذه الشروط إلا علي الأسد واللبوة التي تنازلت عن الترشيح قبل فتح بابه . أصبح الأسد فائزاً بالتزكية بعد أن رفضت المفوضية طلب ترشيح الفهد بحجة عدم مطابقة المواصفات ومن بعد الانتخابات " المضروبة " جاءت انتخابات مجلس " الشعب " وصفته برلمان الغابة والمكون من ثلاث مقاعد فاز بها سدنة الأسد وهم النمر والضبعة والكديس .. وكان آخرون قد ترشحوا ضد السدنة ، إلا أن بلطجية الأسد تمكنوا من " خج " الصناديق وعليه اكتسح حزب الأسد الانتخابات دون " شوشرة " . وحالما دانت السلطة للأسد منح اللبوة الميدان الوحيد بالغابة والذي كان مخصصاً للاحتفالات ، فسورته وخصخصته وطلبت من أي حيوان دفع جزية مقابل الرقص في ميدان الست اللبوة . كما منح شبله الكبير ضفتي النهر الوحيد بالغابة فصار الدخول للنهر للصيد أو الحمام مقابل رسوم وضرائب يتحصلها سدنة صغار . لما انتشر فساد الأسد وعائلته ، أراد النمر أن يحسن من صورة النظام الفاسد فاقترح علي رأس النظام أن يشكل مفوضية للفساد من أجل راحة العباد . وهمس في أذن الأسد " لا تخف فهي علي وزن مفوضية الانتخابات " ، وأعلن في إذاعة الغابة عن تكوين مفوضية الفساد برئاسة النمر . أول شكوي للمفوضية كانت من الغزال ، التي طعنت في منح الميدان لزوجة الأسد دون وجه حق . فاحتفلت المفوضية مع الأسد في نهاية ذلك اليوم بزواج الشبل ، حيث كان العشاء من لحم الغزال الشهي . الميدان