العصب السابع مطلوب كلاب تُجيد النِّباح..! شمائل النور إن كان الأستاذ عثمان ميرغني استنتج أنّ الحكومة تستنبط نظرية اللحم والكلب في تعاطيها مع الصحافة بالنسبة لقضايا الفساد، باعتبار أنّ الفساد الذي يتكشّف الآن ما هو إلا عظمٌ رمت به الحكومة واحتفظت باللحم بعدما تكرر نباح الصحافة حتى تلجم هذه الأفواه التي تلهث وراء كشف الفساد - إن كان هذا أقرب للحقيقة فطوبى للصحافة التي (تنبح) الحكومة حتى تقتنع الحكومة وترمي بالعظم طوعاً حتى لا ترمي اللحم كرهاً؛ لأنّ النباح هذا لو استمر وبصوت أعلى لابد أن تتذوق هذه الكلاب طعم اللحم في يوم ما... الكلاب التي تظل تُصرّ على أخذ حقوقها من سكان المنازل تنجح في نهاية الأمر إن كان ذلك كرهاً أو طوعاً. قضايا الفساد التي تتكشّف للناس هذه الأيام ندرك إلى درجة كبيرة من اليقين أنّها ليست حرباً على الفساد في نفسه بدرجة كاملة، فليس من المعقول أن تتغيّر الحكومة بين ليلة وضحاها بهذه البساطة، هذا إن تطوّر الأمر من نبش إعلامي إلى حرب حقيقية ضد الفساد، لا ننسى أنّ هناك تياراً داخل الحكومة واعياً ومقتنعاً تماماً أنّ الثورة في السودان يُمكن أن تشتعل وبأضعاف القوة التي اشتعلت بها في المنطقة، فبادر هذا التيّار بسرقة الثورة من تحت أقدام الشعب، وكذلك سحب البساط تدريجياً من التيار الذي يريد البقاء كما هو، فدونما توقف فُتحت للناس كل الملفات التي في الأساس هي أسباب الثورة الحقيقية، وأول هذه الملفات لابد أن يكون الفساد، الحكومة تدرك تماماً أنّ الفساد نخر عظم الاقتصاد السوداني حتى لم يبق في وجه اقتصادنا مزعة لحم، والفساد سرطن المنظومة الأخلاقية ورجّ معاييرها فأصبحنا نُشيّخ الخائن وآكل مال السحت ونذنّب الذي يسرق ليكفي بطنه شر الجوع. فهل نغض الطرف عندما يُنشر أنّ وكيل أكثر وزارة تشكو من ضعف الميزانية في السودان يتعاطى حافزاً بقيمة 165 ألف جنيه، حافزاً على الوضع الذي وصل إليه التعليم في السودان، أم نصمت عندما نعلم أنّ المحليات تقتات الحوافز والكومشنات من زيادة الأوساخ عبر عملية تزوير لا زال العمل بها جارٍ، ليس بأكبر من هذا إلا إعلان انقسام السودان الذي مرّ كنشرة جويةٍ. ليس من الجيّد أن نعتقد أنّ الأوضاع الآن داخل الحكومة (سمن على عسل)، بل الواضح أنّ هناك تياراً يريد الصعود على حساب الآخر، ولأجل الصعود لابد من بناء ثقة جديدة، نعم قد لا تكون إرادة الإصلاح بغرض الإصلاح، هي حرب تحمل اسم الاصلاح والتغيير لكنّها أقرب إلى أن تكون حرب تصفية حسابات بين تيارين، إن كانت الحكومة بالفعل تستنبط نظرية اللحم والكلب، فستكون أخطأت تماماً، لأنّ الكلاب لها المقدرة على النباح حتى يطلع عليها الفجر، ومن قال إنّ الكلب إن أعطيته العظم اكتفى، الكلب الذي نعرفه إن (عشمته) بالعظم تطلع إلي اللحم.. اللهم إلا إذا كان عثمان ميرغني يقصد (كلب كتاب المطالعة). التيار