نور ونار محكمة الشعب وسقوط راية الفساد) م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] يرحم الله الرئيس الأسبق (جعفر النميري ) فقد شكي له وزير ماليته كثرة الديون التي بات السودان يقترضها و(النميري ) يقول تدين وتدين فهل رأيت ( حكومة قد دخلت السجن ) والرجل يطلق عبارته جزافا ساعتها ومادري أن تغير الأحوال وثورات الجماهير الغاضبة قد يدخل رأس الدولة (بشحمه ولحمه )ناهيك عن وزير الحكومة الي السجن متهما ليس بالديون طبعا ولكنها بتهم أخري جرت أبان سنوات حكمه وقد تكون تهما لاتنسي بالتقادم ولا عبر توالي السنوات ولكل تهمة عقوبة . ومنظر الرئيس المصري وهو يحول الي التحقيق منظر لابد أن يقف عنده كل الحكام العرب بلا أستثناء فظروف شعبه هي نفسها ظروف جل الشعوب العربية في المعاناة من الفساد والمحسوبية والأحتكار والبطالة وهي قواسم مشتركة –كما قلنا – فهو وأن حان عليه الدور في المحاكمة (والبهدلة ) فليستعد الآخرين للخروج من عروشهم العاجية الي غياهب السجن فمحاكم الشعب صارت تتقصي هفواتهم وتتعقب ثرواتهم وتنظر الي تاريخهم بشي من المقارنه والمقاربة فليس الداخل كالخارج وليس الحال قبل الوزارة كالحال بعدها ولابد من معرفة الأسباب وتقصي الأوضاع فلربما أذهبت سكرات السلطة بأخلاق الداخلين عليها من (الصالحين) وأفسدت ذممهم وقضت علي سلوكهم ونزاهتهم وبالتالي لابد من الحساب والمحاسبة العسيرة في الدنيا قبل الآخرة . كل الحكام وأعوانهم بلا أستثناء الشعب ينتظرهم لساعة الحساب ولايعترف بأنجازاتهم ولو طالت سنوات الحكم فماعادت تشفع تلك في الترجيح فما يدعو الي المحاكمة الصريحة أقرب من التحاكم للأنجازات وتحقيق الأهداف فقد صارت أمانة الحكم في زماننا هذا تكليفا يقتضي القيام بأعباء الحكم الرشيد وأنزال قيم التنمية والمساواة والعدل الأجتماعي بين كل المواطنين دون تفرقة في اللون أو العرق أو الأنتماء فالكل سواسية في الحقوق والواجبات بعيدا عن المحسوبية والفساد المؤدية الي الغبن الأجتماعي والحقد الطبقي والثورة علي النظام والحاكم. من كان يظن أن الشعب (الصابر) سيخرج وينتفض علي رئيسه وأركان حربه بعد كل تلك السنوات ؟من كان يظن أن الشعب سيخرج من براثن صمته الي المطالبة بحقوقه ومحاكمة من تسبب في وجودها وضياعها ؟من كان يظن أن الشعب سيعيد الأمور الي نصابها ويقضي علي رموز الفساد والأفساد بالتحقيق معهم في نزاهتهم وفي ذممهم وفي ثرواتهم المكتسبة من ماله العام ومصادرة ممتلكاتهم و محاكمة أولادهم وأقربائهم فمحكمة الشعب حتما ستحكم بالعدل وتعيد مانهب عبر السنوات وماؤري في الخارج من السيولة والعقارات فلاغرو فالكل يقف لها أحتراما لأنها كلمتها أضحت هي العليا في الحساب والعقاب . وهكذا هي الشعوب ترخي الحبل الي رؤسائها الي الآخر في أنزال الوعود وتنفيذ البرامج وتطبيق الشعارات تراقب عن كثب ووتتأمل الواقع ببطء يلومها علي ذلك أركان المعارضة ويصفوها حينا بالجبن والتخاذل وحينا بميتة القلب التي تحتاج (لمعجزة ) في أيقاظ جذوتها أخري وعندما تتفق الأهداف وتتوحد المعاناة وتتشابه الظروف تكون الشعوب عند الموعد تماما في الخروج الصريح المطالب بالتغيير الفوري والرحيل العاجل. والشعوب عندما تطالب بالتغيير فحتما سيتجيب القدر وحتما ستتغير الموازين و التكليف المشروع للرؤساء لابد أن يسقط ويتهاوي في بحور الشعوب الثائرة فقد حان الرحيل ووحب التغيير فالوضع الذي تحسه الشعوب قهرا وذلا وكبتا لابد له من تغيير ولابد للتغيير من كنس وتطهير ولابد له من محاكمات تكون خير دليل للقادمين بضرورة أنزال قيم العدل والحكم الرشيد وتجنب أخطاء السابقين والأ فماعادت لحاكم حصانه ولاقوة تحميه أمام زحف الجماهير الهادر المطالب بالتغيير