محمد حسن شوربجى تقول الاخبار ان المجلس الوطنى للمحاسبة قد اوصى بمحاسبة كبار المسئوليين فى وزارة الزراعة قرأت اخوتى هذا الخبر غير مصدقا نفسى فهل حقا ستحاكم الانقاذ احد اعمدتها وهو السيد وزير الزراعة عبد الحليم المتعافى ؟ فالفساد قد انتشر زراعيا بعد ان تفشى فى ولاية الخرطوم وحكايات الناس عن المتعافى والبصات ووووو واليوم هاهى رائحة الفساد وقد بدأت تفوح فى وزارة الزراعة تلك الوزارة الشعبية التى تهم كل فقراء بلادى وتقاوى وما ادراك ما تقاوى ففى وصية المجلس الوطني بمحاسبة بعض كبار المسئوليين فى وزارة الزراعة ومدير البنك الزراعى بعد اتهامهم بادخال تقاوى فاسدة الى البلاد . دلالات على ان الانقاذ تعيش انشقاقات وتجاذبات تسبق تظاهرات الشارع ما بين تيارين يعملان على تدارك الامور قبل ان تفلت ويلحق السودان بركب الثورات العربية والمنطلق بقوة هذه الايام وجاءت توصية المجلس خلال جلسة عاصفة يوم الاثنين الماضى ناقشت تقريرا قدمه رئيس اللجنة الزراعية الدكتور يونس الشريف،الذى قال ان هنالك خللا واضحا فى التعاقدات التى تم بموجبها بيع التقاوي . والغريب ان وزير الزراعة الدكتور عبد الحليم المتعافى قال ودون خجل إن التقرير عبارة عن محاكمة سياسية وأن الاتهامات الوارده فيه لوزارته غير صحيحه ، مشيرا الى ان نتائج التقرير سيكون لها نتائج كارثية على البلاد على حد تعبيره. وماذا سيقول الرجل غير ذلك وقد نفى حسنى مبارك عن نفسه كل الفساد فما نحن فيه من تيه ومخاض فى الدولاب السياسى هو مثار للحيرة فسونامى الثورات لا يكاد يغادر بلداننا العربيه وهو يجتاحها الواحدة تلو الاخرى ولم لا فحال اقطارنا العربية اشبه بكثير بعصور الظلام واوروبا وكل عصور الانحطاط الفكري والاقتصادي والسياسي, والتخلف والاجتماعي والثقافي والتى كانت فى الفترة ما بين 476 و 800 ميلادية , قرون من السلوك اللا إنساني سادت خلالها الخرافة والجهل.وفي هذه الفترة نقص وتراجع النشاط المعماري, وفقدت الثقافة اللاتينية أهميتها ومكانتها بما حملته من علوم وفلسفة وفنون وآداب, وتوقف تدوين التاريخ, وتم إفقار وسائل التكنولوجيا وازدراء استخدامها, ومحاربة التحضر والفكر التنويري, وانحسر الشعر الأوربي العظيم, وساد ما سمي بالشعر الشعبي والثقافة الشعبية ومسرح الإسفاف والتفاهة والانحطاط الفني والموضوعي والأخلاقي. وتراجع الطب الأبوقراطي العظيم, والفلسفة الأفلاطونية والسقراطية, وساد بدلاً منها الطب الشعبي الذي يعتمد على الخرافات والخزعبلات المنسوبة للدين, وسادت نظريات متخلفة استخدم عبرها رجال الدين نفوذهم السياسي والديني وجهل الشعوب الأوربية لملئ خزائنهم بأموال الفقراء, وتغير ميزان الثروات فعاشت الشعوب في بؤس ومرض وفقر مدقع, وأثرى رجال الدين ثراءً فاحشاً, وأوهموا البسطاء أن من يضع أمواله في استثمارات الكنيسة سيدخل الجنة, مما أثار استياء التجار والساسة الذين فقدوا نفوذهم, وانتشر الفساد في أوربا بشكل ليس له مثيل في التاريخ الأوربي, وانتشرت حرائق الحروب وأقنع رجال الدين الملوك والحكومات التي أخضعوها لسيطرتهم بأن الحروب ستزيد من ثرواتهم, وفي الواقع ساق رجال الدين الفلاحين إلى المحرقة ليزدادوا ثراءً, لم تهمهم قط مصالح أوطانهم, بل كانوا يتآمرون على الملوك والوزراء الذين لا ينفذون مصالحهم, ويدخلون بلادهم في صراعات سياسية وطائفية دمرت أوربا قرون طويلة. ورأى المفكرون مثل \"إيمانويل كنت\" و\"فولتير\", أن استعمال الدين بهذا الشكل وخضوع الحكام لهم, هو ما سمح بالتسلط الديني للوصول بأوربا إلى الانحطاط الاجتماعي وسيادة الفساد, إذ لم يكن يسمح لرأي مخالف دون اتهام بالكفر والهرطقة تصل إلى المحاكمات المتعسفة والتعذيب والإعدام حرقاً, لم يكن يجرؤ أحد على مناقشة نظريات علمية أو أدبية دون التعرض إلى إرهاب رجال الدين, وهذا ما حدث مع العالم \"غاليليو\" مخترع التلسكوب والذي قال أن الأرض غير ثابتة وهي ليست مركز الكون والقمر غير مسطح, وأن الشمس تدور حول الأرض, حوكم ووضع تحت الإقامة الجبرية لعشر سنوات ومنع من الكتابة والبحث العلمي, ومعروف صكوك الغفران التي تمنح لمن يدفع, ومحاكم التفتيش التي تلاحق من يعارضهم. ورغم أن تسلط الكنيسة استمر بعد عصور الظلام, إلا أن التنوير أعلن عن انتصاره الحاسم لصالح منطق التاريخ, وهذا قاد أوربا إلى عصور رائعة من النهضة والتقدم في جميع المجالات العلمية والفكرية والأدبية والفنية, ورغم أن الكنيسة اعتبرت آراء المستنيرين هجوماً ضد الدين وانحرافاً عن الأصولية الدينية, إلا أن الشعوب وقفت مع الحرية الشخصية والانفتاح والتقدم, مع العقل والمنطق وليس الشعور, وضد تسلط وفساد رجال الدين, وحظيت هذه الشعوب برفاهية لقرون طويلة. ان ما يجرى وخطرفات بعض المسئولين عن فقه السترة وتصريحات السيد نافع على نافع عن استعداهم للعقاب فى ميدان ابوجنزير وبالرصاص الحى له دلالات خطيرة وقد فتحت الحكومة مؤخرا عشرات الملفات الفسادية تجنبا لاندلاع ثورات غاضبة ما زالت نارا تحت رماد من يرى تطاول البعض فى البنيان وما تلوكه السن الناس فى المدينة عن ثروات وعقارات واراضى تعود لهذا او ذاك من يرى كل هذا يدرك ان حجرا قد رمى فى بحيرة راكدة وان لامور ربما تتطور كثيرا مع اصرار اجنحة فى النظام على فتح ملفات الفساد .أخوتى ما اشبه الليلة بالبارحة فحالنا وقد عاد قرونا وقد ساءت احوال الناس فى كل كثير من المجالات واصبح حالنا اكثر سوءا من عصور الظلام لابد اخوتى ان تحطم الشعوب كل الاصنام لابد اخوتى ان نخرج من عصور الظلام فليس هذا بمستحيل لابد اخوتى ان نلتفت من حولنا لنرى انتفاضات الشعوب وهى تقتلع قياداتها فى مهانة لابد اخوتى ان نتعلم الدرس دون كبرياء وان السودان ليس بتونس او السودان ليس بمصر وقد قالوها وكانت النهاية بكاء مر وحسرة وما حال الرئيس حسنى مبارك الا شاهد على ما نقول.