[email protected] ما يحدث في الحملة الإنتخابية بولاية جنوب كردفان لايمكن وصفه إلا بالجنون العابث فقد صاحبت الحملة الإنتخابية فتنة بين قبيلتين في منطقة الجبال الشرقية راح ضحيتها للأسف عدد من المواطنين ولم يلتفت الشريكان لمعالجة الأمر باجراءات حلٍ يجنب المنطقة من التدهور الأمني فكان ينبغي عليهما الإتفاق على تأجيل إنتخاب الوالي لوقت آخر حتى لايصاحب الحملة الإنتخابية لمرشحي الوالي شيء من الإستقطاب ولكن للأسف رمى كليهما بثقله في حملات الوالي حتى أصبح الأمر وكأنه تسابق اثني وقد تعدى هذا الإستقطاب الخشونة السياسية التي عادة ما تظهر في الحملات الإنتخابية إلى مرحلة التهديد باستخدام العنف إذا خسر أحد الطرفين الجولة فقاعدة المؤتمر الوطني المهووسة ليس لها شعار في هذه الحملة غير( هارون أو الطوفان ) أما المهووسون من الحركة فشعارهم (النجمة أو الهجمة ) ويحار العاقل من مسايرة القيادة العليا للحزبين المتنافسيين للنهج التصعيدي والتهديدي فها هو السيد/ مالك عقار القيادي بالحركة الشعبية لقطاع الشمال يؤكد في لقاء مع أنصار الحركة بالحاجز أنه إذا تلاعب المؤتمر الوطني بنتائج الإنتخابات في جنوب كردفان إن المهمشون سيشنونها حرباً يكون هذه المرة ميدانها في الخرطوم كما أكد أن فوزهم (الحركة ) مضمون بنسبة 80% مما يعني ضمنياً أن أي نتيجة غير فوز مرشح الحركة تعني التلاعب والذي سيكون نتيجة الحرب وللأسف إن المشير البشير رأس الدولة ومن المفترض أن يكون المهموم الأول تهيأت كل الظروف للتعايش السلمي بين المواطنين السودانين قد انجر هو نفسه لتصريحات تزكي أجواء العنف المتوقع لما بعد نتيجة إنتخابات جنوب كردفان فقد قال سيادته في المجلد (عايزينها بصندوق الإقتراع نأخذها ولو دايرنها بصناديق الرصاص فليلاقونا ) . إذاً وصلت درجة الإستقطاب في المنطقة بين الفريقين إلى مرحلة يكون من الصعب التراجع عنها إذا فقد أي منهما منصب الوالي . وليس من حل أمام كل وطني ومحب لهذه البلاد ومحبُ للإنسانية إلا العمل وبجد لوقف هذه الإنتخابات الفتنة درءاً لأرواح ومصالح المواطنين في القطر كله وعلى الأخص في المنطقة إننا ندعو كل المنظمات الدولية والإقليمية وخاصةً مجلس الأمن الدولي المناط به حفظ الأمن والسلم الدوليين لإعمال سلطاته لوقف هذا الجنون العابث كما ندعو منظمات المجتمع المدني لتلفت نظر العالم إلى ما يمكن حدوثه لهذه المنطقة وقبل هذا وذاك لنرجو من المفوضية القومية للانتخابات إيقاف العملية الإنتخابية لمنصب الوالي بجنوب كردفان لوقت تهيء فيه الدولة ظروفاً مواتية لإنتخاب الوالي على أن تتراضى القوة الوطنية بالمنطقة على والي مؤقت يساعد في تهيئة المناخ السلمي لتتم المشورة الشعبية بسلام ثم إنتخاب والي جديد ، إذا لم يحدث هذا فإن نتائج الإنتخابات الحالية ستؤدي إلى مآسي وكوارث إنسانية تفقد الإنتخابات مقصدها الأساسي ألا وهو التنافس لخدمة قضايا الناس والله نسأل أن يجنب بلادنا ويلات الحروب . ألا هل بلغت ... اللهم فأشهد