سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإنديبندانت\": موازنة دولية ضخمة للحملة الإعلامية لاستقطاب ناخبي الجنوب في بريطانيا.. إعلانات في إذاعات لندن المحلية تكلف 15 ألف جنيه استرليني لل 30 ثانية.. * المفوضية تعزو ضعف الإقبال في الخرطوم ل \"الأميّة\".
"الإنديبندانت": موازنة دولية ضخمة للحملة الإعلامية لاستقطاب ناخبي جنوب السودان في بريطانيا. * إعلانات في إذاعات لندن المحلية تكلف 15 ألف جنيه استرليني لل 30 ثانية * مفوضية الاستفتاء تعزو ضعف الإقبال على التسجيل في الخرطوم ل "أميّة" الجنوبيين بقلم: كيفن رولينسون صحيفة "الإندبندانت" البريطانية (الخميس 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010) قد يكون بمستطاع المستمعين للإذاعة في بريطانيا الاستماع قريباً جداً إلى إعلانات إذاعية تدعو إلى المشاركة في استفتاء على الاستقلال سيُجرى في السودان، وذلك بعدما بدأت مجموعة منظمة مكلفة بالترويج الإعلامي للاستفتاء مناقصات للحصول على حصص للبث الإعلاني على أثير محطات الإذاعة التجارية البريطانية. وتسعى المنظمة الدولية للهجرة (آي أو ام) إلى إبلاغ الشتات السوداني الكبير الحجم في بريطانيا باستفتاء على استقلال بلادهم من الشطر الآخر للبلاد التي مزقتها الحرب، من المقرر إجراؤه في كانون الثاني/ يناير من العام المقبل. وتشير أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني إلى أن نحو تسعة آلاف سوداني يقيمون في بريطانيا، في ما يعتقد بأنها أكبر جالية سودانية في أوروبا الغربية. وتأمل مفوضية استفتاء جنوب السودان في الوصول بتلك الإعلانات إلى أكبر قدر ممكن من أبناء جنوب السودان وسط تلك الجالية. كما تأمل بأن تتمكن من استخدام لندن مركزاً للتسجيل والاقتراع بالنسبة للدياسبورا السودانية في القارة الأوروبية بأكملها. وقال المتحدث باسم مفوضية استفتاء جنوب السودان جورج ماكير بنجامين: "بريطانيا بلد صغير نسبياً، والسودانيون يسافرون إلى لندن لحضور مناسباتهم العائلية والعمل، ولذلك يتعين أن يكون بوسعهم القيام بالرحلة إلى لندن لسبب مهم من قبيل إجراء استفتاء على استقلال وطنهم". وأضاف: "يتعلق الأمر بالوصول إلى أكبر عدد من الجنوبيين وإعطائهم فرصة ممارسة حقهم في الإدلاء بآرائهم وتقرير مستقبل بلادهم". وتفيد معلومات بأن مجموعة "غلوبال راديو" التي تملك محطات "تشويس" و" كابيتال اف ام" و"ال بي سي" تدرس بث تلك الإعلانات على بعض الإذاعات المملوكة لها. وتملك المجموعة أيضاً محطات "غالاكسي" و"كلاسيك اف ام" و"هارت". وتختلف كلفة بث إعلان مدته ثلاثون ثانية من محطة إلى أخرى، ولكن يعتقد بأنها تتراوح من نحو ألفي جنيه استرليني (ثمانية ملايين جنيه سوداني) إلى 15 ألفاً (ستون مليون جنيه سوداني). وبخلاف مركز لندن للتسجيل والاقتراع الذي أقيم في القاعة المركزية بكنيسة الميثوديست في ويستمنستر، فقد أنشئت ثلاثة مراكز انتخابية سودانية في الولاياتالمتحدة، ومكتب في كل من كندا وأستراليا وكينيا ويوغندا وإثيوبيا ومصر، وهي بلدان تم اختيارها على أساس وجود جاليات كبيرة فيها من أبناء جنوب السودان. وقال السيد مايكر بنجامين إنه فيما يمضي تسجيل الناخبين ب "شكل جيد في الجنوب"، إلا أنه أشد صعوبة في الشمال حيث يعتقد بوجود نحو مليوني سوداني جنوبي ممن فروا من القتال الذي أنهك البلاد نحو 25 عاماً. لكنه قال إن ما مكّن العملية من القيام في الشمال هي الزيارات التي قام بها أعضاء المفوضية إلى مناطق إقامة الجنوبيين في أطراف العاصمة الخرطوم. وأضاف: "توصلنا إلى أن إقبال الناخبين على التسجيل (في الشمال) كان ضعيفاً يعزى في جانب منه إلى مستويات الأمية وسط السكان (الجنوبيين)، لذلك استأجرنا سيارات وطفقنا نخاطبهم بمكبرات الصوت، وبدأنا نتصل بالإذاعات المحلية لتوصيل الرسالة". وفيما أفادت الأنباء بإطلاق تهديدات بانتقام عنيف من أي شخص من الجنوبيين في الشمال يشارك في التصويت، قال السيد مايكر بنجامين إن الجنوبيين المقيمين في بريطانيا والبلدان الأخرى لا تواجههم أية مخاوف من هذا القبيل. ومن المقرر أن يتم الاستفتاء في 9 كانون الثاني/ يناير، ويتطلب على الأقل مشاركة 60 في المئة من الناخبين المسجلين ليعتد بنتجيته. وحتى في حال تصويت غالبية بسيطة لمصلحة الانفصال فسيتم تبنيه فوراً. وسيجرئ استفتاء مماثل في منطقة أبيي التي تعد جسراً بين شمال السودان وجنوبه حولما إذا كانت تريد أن تكون جزء من أي دولة مستقلة تقام في الجنوب. وكان تسجيل الناخبين الذي يقتصر على المولودين في جنوب السودان قد بدأ الاثنين الماضي، ومن المقرر أن يستمر حتى الأول من كانون الأول/ ديسمبر المقبل. ويذكر أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أبلغ مجلس الأمن في اجتماع عقد في نيويورك الثلاثاء الماضي أن الاستفتاء يعد "لحظة حاسمة في تاريخ السودان وشعبه". وأكد متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة أمس أن المنظمة تلقت طلباً من مفوضية استفتاء جنوب السودان لتتولى تنظيم الاستفتاء والحملات الإعلامية المصاحبة خارج السودان.