ركوب ....المرفعين..! محمد عبد الله برقاوي. [email protected] حكومة الحركة الشعبية يا هداها الله قاصدة كانت أم ان فصيلا خارجا عن طوعها من جيشها المغوار قد تصرف من وراء ظهرها وفعل فعلته تلك التي اطلقت مرفعين الفتنة من زريبة حبسه في ابيي.. ..فهي في النهاية المسئولة ضمنا عن ذلك الفعل وتبعاته.. ولكن المؤتمر الوطني وهو ايضا غير مستثى من طلب الهداية له..بتصرفه المتعجل بردة الفعل ..كمن ركب خائفا علي ظهر المرفعين..وتورط أمام حلين أحلاهما مر..فاما الأستمرار راكبا علي ظهر الفتنة ممكسا بأذني المرفعين وذلك كناية علي اللعب علي ورقة كسب الزمن واستثمار الأزمة ..واما النزول من علي ظهرالمرفعين ومواجهة العواقب التي قد يكون اكثر خياراتها احتمالا وفق قراءة الموقف هي المواجهة الداخلية بين تياراته التي تسعي الي زيادة الاحتقان في مناطق الازمات بغرض عبور المرحلة القادمة علي جسور التعبئة واثارة الشارع بشعارات المؤامرة التي تتعرض لها البلاد منذ بلوغهم السلطة والتي باتت مسلسلا تركيا طويلا ومن ثم ..اعادة سيناريو التجيش والهتافات والدعوة لربط الاحزمة علي البطون المفقودة..لاسيما وان خبراء الاقتصاد الذين نزلوا من علي سرجه عند لفة كبوة حصانه مثل الدكتور صابر محمد الحسن قد قالوها صراحة أن ازمتنا مابعد هروب النفط جنوبا قد بدأت وأن ( جكسا لسه ماش )... ولعل خطوة رفع العلم علي ارض ابيي المحررة من طرف الجيش بثلاث عشرة دبابة فقط وفي ساعات معدودة وقوة بشرية محدودة ..ربما يشكل سهولة الفخ التي اوقعت حكومة الجنوب غريمها المؤتمر الوطني فيه..من قبيل ضربني وبكي وسبقني اشتكي..فجعلته يتصرف بهستيريا تمثلت في اندفاع رئيس الجمهورية لاتخاذ قرار الاجتياح ..ومن ثم حل الادارة المحلية للمنطقة من جانب واحد وهو شان من اختصاص هيئة الرئاسة بمن فيها طبعا النائب الأول ورئيس حكومة الجنوب .. ثم تعليمات الرئيس بعدم استقبال نائبه ووزير خارجيته للوفد العالي لمجلس الامن الذي قبل علي مضض التنازل بالجلوس الي وفد من حكومتنا علي مستوي وزير دولة علي هامش استراحته من رطوبة الدوحة وسخونة سجال محاثاتها التي تراوح مكانها..هناك.. فيما اقتنصت حكومة الحركة الفرصة واستقبلت الوفد الأممي في جوبا علي اعلي المستويات بقبلات مودة طبعها الرئيس القائد سلفاكير علي خدود أعضائه بمن فيهم الأمورة سوزان رايس.. الآن الحركة ترتكن الي احضان وتعاطف المجتمع الدولي والقوي الكبري لتدارك مصيبتها..والمؤتمر الوطني لا زال ممتطيا ظهر المرفعين..محاولا تعقيد مصيبة المنطقة باثارة النعرة القبلية وقد لاحظنا خروج مظاهرات القبائل في المجلد التي جيشها كوادره لمساندة موقفه و خطوة الجيش المتعجلة التي لوت اعناق اليوناميد والامم المتحدة بعيدا عنه رغم انهما كانا شريكين في الضرر جراء اطلاق الحركة لمرفعين الفتنة ..ثم ان اهل الجلد والراس من قادة المسيرية والذين اجتمع بهم الوفد الاممي قالوا صراحة ان التدخلات السياسية من الاطراف المختلفة هو ما افسد عليهم فرص الحلول الا جتماعية التي حافظت علي توازن المصالح والتعايش مع الدينكا منذ الأزل ..وحتي الاحكام التي اصدرتها محكمة لاهاي فهم ليسوا معنيين بها لانهم لم يطلبوا احالة النزاع اليها ولم يشاركوا في جلساتها الا كمتفرجين من مدرجات الجمهور.. اذن فالمسالة ببساطة حتي الان يمكن حلها في اطارها القبلي والشعبي دون التدخلات من حكومتي الاقليمين وفي اطارالمكون الحالي لنا كشعب واحد وقبل ان نصبح شعبين وبعد ايام قليلة نتبع لحكومتين ..ستخضعان بالتاكيد للمزيد من حالة الاستقطاب والاستقطاب المضاد من جهات خارجية كثيرة ..لن تحض حكومة الجنوب ولوعلي مجرد اعادة مرفعين الفتنة الي زريبته ..وبالتالي سيكون الخيار الأوحد أمام حكومة الشمال ان هي كتب لها البقاء لا قدر الله هو الاستمرار في ركوب المرفعين وافراغ المعدة مما فيها...عبر السبيلين.. لان النزول من علي ظهره وقتها سيجعلها وجبة ايا كان طعمها و قيمتها الغذائية لا مناص من سد الرمق بها ..من قبل عدة جهات اولهم المرفعين نفسه..ولعل الحديث الذي ادلي به مسئول ملف ابيي في المؤتمر الوطني الدرديري محمد احمد لوكالات الأنباء من ان اتصالات تجري بينهم والحركة لاعادة تشكيل كيان مشترك لادارة المنطقة خلال الفترة القادمة..انما يمثل اعترافا واضحا بان احادية الحل لم ولن تكن المخرج للازمة مهما بلغت قوة اي طرف فيها او قويت حججه التاريخية أو حاول فرض حلوله بسياسة الأمر الواقع..وهواشارة الي مقدار شعور كلا الطرفين بفداحة ورطته..الفاعل لفعلته .. والمتهور برد فعله ..وان تغييب اهل المصلحة لن يرسي مركب المشكلة علي بر الامان ولن يسكت صوت الريح ..او يسد المسامع عنها..طال الزمان أم قصر..! ذلك قدر كتب علي السودان في غفلة شعبه أو قلة حيلته وضعف فعالياته السياسية الأخري عن مواجهة تلاعب الكيزان وشركاء تلك الغفلة بورقة الحرب والسلام وبمقدرات البلاد والعباد ليظلوا طويلا..ولو علي تلة خرابه..ولكن الله سبحانه وتعالي له حكمة في ذلك..وميقات.. .. فهو يمهل ولا يهمل .. انه المستعان وهو من وراء القصد..